اللغة العربية سهلة وجميلة!!

الحرب على اللغة العربية شرسة ومتواصلة ويُعد لها ما يُستطاع من قوة وقدرات وأدلة وحجج , لكي يتوهم العربي بأن لغته من أصعب اللغات , وأنها السبب في تأخره وخروجه من دائرة العصر.

وفي هذا إجحاف وعدوان سافر على لغة هي الأسهل والأجمل والأثرى والأروع , فلماذا لا يُكتب عن اللغة الصينية واليابانية والكورية وغيرها من اللغات بهذا الأسلوب العدواني البغيض؟

إن اللغات مرايا الأمم , وكيفما يكون حال الأمم يكون حال لغاتها , وبما أن الأمة في حالة ضعف وإضطراب , فهذا يعني أن اللغة ستتعرض للكثير من العدوان والظلم , والنيل من قدراتها وأهميتها ودورها في صناعة الحياة.

فاللغة هي أداة تعبير عن الأفكار وتختلف أبجدياتها بين المجتمعات , ومنذ الأزمان السحيقة بالقدم كانت لكل مجموعة بشرية أبجدياتها المتنوعة , كما هو الحال بانسبة للغات وادي الرافدين ووادي النيل , وكل لغة يمكنها التعبير عما يجيش في دنيا أهلها , وقوانين اللغات ثابتة ومراكزها الدماغية واحدة , والعلاقات ما بين الأبجديات تكاد تكون متقاربة ومتصلة بالمعايير المكانية والزمانية والثوابت التفاعلية للمواجودات القائمة حول البشر.

فلا توجد لغة صعبة , فاللغات مخترعات أهلها , ولكل مجموعة بشرية أداتها التي تستعملها لبناء الحياة , والقول بأن اللغة العربية صعبة طرح هزيل ومغرض , فهي لغة ثرية المفردات والمعاني والعبارات , وفيها قدرات إغناء العقل وتنمية فضاءات التفكير أكثر من غيرها , لتواصلها الحضاري وإمتدادها المعرفي والفكري والفلسفي في أعماق الزمن.

فهي حية وقوية قبل الإسلام , وأنتجت روائع فكرية وأدبية غير مسبوقة في لغات الدنيا , وتواصلت وتنامت وتطورت وإستوعبت حضارات الدنيا على مر قرون وقرون , وتمكنت من نقل معارف المجتمعات كافة إليها.

فكانت حركة الترجمة في زمن الدولة العباسية فائقة وذات نشاط متواصل إلى أمدٍ طويل , وكانت العربية لغة العلم والشعر والفكر في العديد من المجتمعات الإنسانية , وقد أوردها القرآن الكريم مقاما عولميا وأطلقها بقوة وإقتدار , لتكون اللغة التي كان يعبّر بها أكثر الناس في مجتمعات الدنيا بقاراتها الثلاث.

فالمشكلة ليست في اللغة العربية أو أية لغة كانت , وإنما بأهل اللغة الذين يبتعدون عن لغتهم وينتقصون من قيمتها ودورها ويريدون التنازل عن هويتهم , ومحق علاماتهم الفارقة والإمعان بقتل عروبتهم , وهذه التوجهات من ضمن الصولات المعادية للوجود العربي والعروبة ومن ثم الدين الذي تؤلف العربية جوهره ونبض فؤاده المنير!!

فلا ترجموا لغة الضاد بالمُضاد , وكونوا يا أبناء أمة العرب أوفياء للغتكم فأنها ملكة اللغات!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here