الديمُقراطِيَّةُ والوَعِي..مَن يَسبِقُ مَن؟!

لقناةِ [ANN] الفضائيَّة؛
[١]
نــــــــــــــزار حيدر
١/ النُّظم الشموليَّة هي التي تتذرَّع بجهلِ المُجتمع للتشبُّث بالسُّلطة والتهرُّب من فتحِ البابِ أَمام التحوُّل الديمقراطي، فتُبدي خَشيتها على البلادِ ومستقبلِها قائلةً؛ أَنَّ المُجتمعَ الجاهلَ لا يُحسنُ الإِختيار!؛
أ/ على أَساس أَنَّ النُّظم البوليسيَّة تختار أَفضل طاقات المُجتمعِ لإِدارةِ الدَّولةِ!.
فهل نسينا كيفَ أَنَّ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين كانَ يلتقطُ أَبناءَ الشَّوارع وأَصحابَ السَّوابق ويمنحهُم السُّلطة وأَرقى المناصب وأَكثرها حساسيَّةً؟!.
ب/ ولماذا كلَّ هذا الإِستعلاءِ دائماً؟! وكأَنَّ الطبقة السياسيَّة هي المُتعلِّمة وباقي الشَّعب لا يفهمُ شيئاً!.
فعلى الرَّغمِ من إِستئثار السُّلطةِ بكلِّ شيئٍ إِلَّا أَنَّ الواقع أَثبتَ أَنَّ طاقات وكفاءات المُجتمع أَفضلُ بكثيرٍ ممَّا تمتلكهُ السُّلطة!.
واليوم؛ أَلا يوجدُ في كلِّ النُّظُمِ البوليسيَّة مَن لا يُؤتَمنُ على قطيعٍ من الماعِز؟!.
ج/ وإِذا كانَ المُجتمعُ جاهلاً حقاً فالسَّببُ يعودُ أَوَّلاً وأَخيراً إِلى نوع النِّظام السِّياسي! فالنُّظم الإِستبداديَّة عادةً ما تُمارسُ سياسة التَّجهيل مع الشُّعوب لتظلَّ ترزح تحتَ سلطتِها من دونِ مشاكل!.
إِنَّ النِّظام السِّياسي يتحمَّل كامل المسؤُوليَّة عن حال المُجتمع! خاصَّةً إِذا كان ديكتاتوريّاً وبوليسيّاً!.
د/ لا يمكنُ أَبداً أَن نبني شعباً واعياً ومُثقَّفاً ومتعلِّماً في ظلِّ النُّظُم الإِستبداديَّة والشموليَّة! لأَنَّ من طبيعتِها منع المُبادراتِ الفرديَّة ومُصادرة حريَّة التَّعبير! ولذلكَ يَجِبُ أَن يُسبِّح كلَّ شَيْءٍ بحمدِها، الإِعلام والثَّقافة والأَدبوالفن وكلَّ شَيْءٍ! حتَّى الأَطاريح الجامعيَّة يجب أَن تبدأَ وتنتهي بخطاباتِ [القائِد الضَّرورة] ولهذا السَّبب يغيبُ الإِبداع بكلِّ أَشكالهِ في ظلِّ النُّظُم البوليسيَّة!.
لقد صادرَ نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين كلَّ أَنواع الحريَّات على مدى [٣٥] عاماً!.
حتى الأَدب صادرهُ الطَّاغية فكانَ أَمام الأُدباء والشُّعراء أَحدُ خيارَين؛ إِمَّا أَن ينضمُّوا إِلى جَوقتهِ يُسبِّحونَ ويمجِّدونَ بحمدهِ أَو الهجرةِ وتركِ البِلاد!.
ففي ظلِّ النُّظم الإِستبداديَّة لا مكانَ للكلمةِ الحُرَّة والمسؤُولة! ولا يوجدُ مكانٌ للشُّعراء الأَحرارِ أَصحاب الرِّسالة الإِنسانيَّة والوطنيَّة! بل ليسَ لهم قبرٌ في بلادهِم! ولذلكَ ماتَ ودُفن خارج العراق أَعاظِم الشُّعراء المُعاصرين كالجواهري وجمال الدِّينوالبياتي وآخرُون ممَّن دُفنُوا في مقبرةِ الغُرباء في السيِّدة زينب بسوريا! لأَنَّ أَرض العراق خافت أَن تحتضنَ أَجسادهُم خَشية الإِبعاد القسري!.
هـ/ النُّظُم الشموليَّة عُمرها لم تصنع وعياً! ولذلكَ فمَن يتصوَّر أَن الوعي يسبق الديمقراطيَّة فهوَ دجالٌ يحاولُ التَّبرير للديكتاتوريَّة!.
إِذا لم نفسح المجال للديمقراطيَّة في بلدانِنا فلا ننتظرَ أَن تعي الشُّعوب! وها هي تسيرُ القهقريِّ يوماً بعد آخرر بسببِ النُّظُم الشموليَّة!.
*يتبع…
٢٧ تشرينُ الثَّاني ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here