قلمي ألمي!!

قلمي ألمي!!
الكتابة إبتلاء ومرض وعاهة سلوكية تصيب مَن تصيب بدائها الوخيم وتمتلكه وتجعله رهينة لإرادتها , وموسوسا بفنونها وأساليبها , بل ومدمنا.
الكتابة أفيون العقول!!
وعندما يتحول القلم إلى جرح ينزف سلاف روح صاحبه , تصبح الكتابة مآساة كبرى وسلوك أليم , يحفر خنادق وجيعه في أعماق الكاتب المصاب بطاعون الكتابة الرهيب!!
والكتابة إدمان لذيذ , يختزن ما يتسبب به أي إدمان بشري من سلوكيات وتداعيات وإنهيارات تفاعلية على مستويات متنوعة , فالقلم فم يهذر وحصان لا يتعب من الركض على مسارات السطور , مما يجلب المشاكل والهموم ويضع ممتطيه في متاهات التلاحي والتحدي , والتفاعل التواصلي مع سيادة الفكرة والرؤية , وهو يحلق في مدارات المدارك العلوية وعروش الأفياض المعرفية.
والقلم خنجر في خاصرة الكاتب , وسهم منغرز في قلبه , ومدية تطبق على عنقه , وسيف مرفوع فوق رأسه , وتاج يحلق في مدارات وجوده , ودوامة تعصف بكيانه , وتبدد أوصاله , وتكتم أنفاسه , وتركنه في زوايا النور البعيد.
والسبابة والإبهام جمرتان تقبضان على قلم , فيشم الكاتب رائحة الدخان المتصاعد من تفاعل الجمرات مع بدن اليراع , ويأنس بها ويتعوّد عليها ويكون بها , حتى لتجده لا يعرف طعما للصباح من دون إحتراق القلم ما بين سبابته وإبهامه.
والكلمات المسطورة قنابل فناء موقوتة , تتجمع مثل حبات الزئبق ثم تتفرق وتمضي في رقصاتها الإنتحارية فوق خشبة المصير المجهول , نشوانة ولهانة تبحث عن وعاء يضمها ومسار يتعهدها بالجريان والتدفق من فم ينبوع يريد.
تلك حكاية القلم السابح في بحر الألم والذي ينزف من فمه دماء كينونة قصوى , ومرارة أحلام يتم ذبحها على صخرة التنعم بالضلال والبهتان والإنتساب لدجال مراءٍ سقيم.
فهل من قلمٍ يشفي وكلامٍ يكفي , وإرادةٍ تشرب من عين اليقين؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here