لا يمكن للإسرائيليين تناول فنجان من القهوة في تل أبيب خلال الحرب القادمة

بقلم/ المحامي سركوت كمال علي
نقلت القناة الثانية الاسرائيلية على موقعها الإلكتروني مساء الاربعاء 28نوفمبر على لسان قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية الجنرال تايمر يدعي أن الحرب القادمة على بلاده ستكون صعبة وخطيرة، وستهدد الأمن القومي الإسرائيلي، وأنه مع اندلاع الحرب في قطاع غزة وفي الجبهة الشمالية لبلاده، فإنه يستحيل معها تناول القهوة بسهولة في تل أبيب.
ولقد التقى الجنرال تامير يدعي بروؤساء البلديات في وزارة الداخلية الإسرائيلية، وأوضح لهم أن الحرب القادمة على بلاده ستكون صعبة، وبأن التكهن بمستقبل الشرق الأوسط بات صعبا، إذ يمكن فتح أية جبهة عسكرية في أي وقت، سواء في الشمال أو الجنوب الجبهة الشمالية (مع لبنان) والجنوبية (مع قطاع غزة).
وكشفت صحيفة ” يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أن طائرة من طراز “بوينغ 747” تابعة لشركة “فارس إير كيشم” الإيرانية انطلقت من طهران بحدود الساعة 8 صباحا ووصلت إلى مطار بيروت حوالي الساعة 10 دون أن يكون لديها محطات هبوط أخرى.
وبحسب الصحيفة، فإن الطائرة تعود لصالح الحرس الثوري الإيراني وهي كانت تنقل أسلحة ومعدات متطورة لصالح “حزب الله” اللبناني.
وأشارت الصحيفة أن الطائرة الإيرانية دخلت الخدمة منذ 27 عاما وكانت مملوكة من عدة شركات طيران روسية ويابانية وأفغانية وأرمينية قبل أن تقوم الشركة الإيرانية بشرائها. ويقوم الحرس الثوري استخدامها تحت غطاء مدني.
وفي 3 سبتمبر 2018م, نقلت شبكة فوكس نيوز الامريكية عن مصادر استخباراتية غربية الطرق الجوية “السرية” التي تعتمد عليها إيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان من دون أن تكشفها أجهزة الرصد الجوي، بحسب ما نقلته شبكة فوكس نيوز الأميركية الاثنين.
وتم الاشتباه في وقت سابق في أن شركة قشم فارس الإيرانية للطيران المدني متورطة في تهريب أسلحة متوجهة إلى حزب الله ومصانع أسلحة إيرانية.
وكشفت المصادر الاستخباراتية عن رحلتين نادرتين لقشم فارس من طهران إلى مطار بيروت الدولي خلال الشهرين الماضيين.
ونسبت الشبكة الأميركية إلى مصدر استخباراتي في المنطقة قوله إن “الإيرانيين يحاولون التوصل إلى أساليب جديدة وطرق لتهريب الأسلحة من إيران إلى حلفائها في الشرق الأوسط”.
وبحسب فوكس نيوز فإن أولهما قامت بها طائرة من طراز بوينغ 747 في التاسع من تموز/يوليو انطلقت من قاعدة جوية في العاصمة الإيرانية وتوقفت لفترة وجيزة في مطار دمشق ثم واصلت رحلتها في “مسار غير معهود” إلى مطار بيروت.
الرحلة الثانية انطلقت في الثاني من آب/أغسطس من مطار طهران الدولي ووصلت إلى بيروت قبل ساعتين ونصف من الموعد المحدد، وفيما لم تتوقف الطائرة في دمشق إلا أنها اتبعت مسارا “غير معتاد نوعا ما” شمال سورية، وفق فوكس نيوز.
وقالت فوكس نيوز إن قشم فارس تعد واحدة من شركات الطيران الإيرانية المدنية الزائفة وتستخدم لتهريب أسلحة من الحرس الثوري الإيراني وقوات فيلق القدس التي يقودها قاسم سليماني والتي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مساء الأربعاء28نوفمبر 2018م، على صفحته الرسمية على “تويتر”، أن الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن تأسيس لواء جديد باسم “باران”، سيعمل عند الحدود المصرية.
وأشارت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية، إلى أن مقر اللواء الإسرائيلي الجديد سينتقل من جبل ساغي بالنقب إلى منطقة كيتزيوت. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري رفيع المستوى، قوله: “إن تغيير موقع مقر اللواء سيسمح بحماية أفضل لمنطقة نيتزانا، حيث يوجد المزيد من المستوطنات الإسرائيلية”.
ونفذ اسرائيل هجمات متكررة في سوريا لمنع حصول حزب الله على شحنات أسلحة من إيران.
وقصفت مرارا منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، أهدافاً للجيش السوري وأخرى لحزب الله المدعوم من طهران وكانت اخرها ليلة 29 نوفمبر 2018م.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 19 سبتمبر 2018م أن “إسرائيل مصممة على وقف محاولات إيران، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، لنقل أسلحة فتاكة إلى حزب الله لاستخدامها ضد إسرائيل”.
أظهر تقرير نشره موقع “واشنطن فري بيكون” الأمريكي أن كتائب “حزب الله” اللبنانية ستستكمل تزويد ترسانتها الصاروخية إلى ما يقرب من نصف مليون صاروخ بحلول العام المقبل.
وقال التقرير إن حزب الله اللبناني سيكون قادرا على توجيه ما يقرب من نصف مليون صاروخ إلى إسرائيل خلال العام المقبل، وسط الجهود الجارية من جانب إيران لنقل تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة إلى المناطق الإقليمية المشتعلة مثل لبنان وسوريا.
وبحسب التقرير، قال خبراء إن “ضباب الحرب” في سوريا زاد من قدرة إيران على نقل الكثير من الأسلحة سراً إلى الجماعات التي تعمل على طول الحدود الإسرائيلية، حيث تمكنت ميليشيا “حزب الله” من نشر أكثر من 70 ألف صاروخ بعيد المدى عبر سوريا ولبنان استعدادا لهجوم على إسرائيل.
ولفت الموقع الأمريكي أنه إذا ظل العدو الإسرائيلي خاملا ولم يشن حربا لمدة عام، فإن حزب الله سينشر نصف مليون صاروخ على الأراضي السورية، بالإضافة إلى صواريخه في لبنان، وخاصة في جميع أنحاء سوريا، بحيث تجد الطائرات الإسرائيلية صعوبة لاستهداف قواعد حزب الله هناك “، وفقا لمصادر مؤيدة لحزب الله.
ونقل التقرير عن جوناثان شانزر الخبير في الشرق الأوسط بمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات إن قدرة إيران على نقل الأسلحة إلى سوريا تقتصر فقط على أسطول النقل الإيراني وما توفره في ترسانتها”.
كما أوضح شانزر أن ذلك من شأنه أن يضع إسرائيل في موقف معقد، مؤكدًا أن هناك العديد من القرارات المصيرية بانتظار القيادة الإسرائيلية، وكلما طال انتظارها لتحييد هذا التهديد، أصبح الأمر الأكثر سوءا أن ترسانة الصواريخ الأمامية”.
قال الجيش الإسرائيلي في بيان له في 28 سبتمبر، إن ميليشيات حزب الله اللبناني نقلت إلى قلب مدينة بيروت مشروع تطوير الصواريخ، معتبرا أن هذه الأنشطة “تعرض المجتمع اللبناني للخطر”.
وأضاف الجيش “في العام الأخير يحاول حزب الله إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ “أرض- أرض” إلى صواريخ دقيقة في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي”.
وتابع: “لقد اتخذ قادة حزب الله قرارا بتحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتعاملون معه منذ فترة إلى المنطقة المدنية في قلب مدينة بيروت”.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورا قال إنها تعود إلى مواقع الصواريخ التابعة للميليشيات، ومنها ملعب كرة القدم التابع لفريق رياضي مرتبطة بها، إضافة إلى موقع مجاور لمطار رفيق الحريري الدولي، وثالث يقع في منطقة المرسى في قلب حي سكني وبجوار، يبعد نحو 500 مترا فقط عن مسار الهبوط في المطار
واعتبر “أن كل هذه الأنشطة تعرض المجتمع المدني اللبناني لخطر”.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن “مشروع الصواريخ الدقيقة يجري تنفيذه استنادا إلى خبرة وتكنولوجيا وتمويل وتوجيه إيراني.
وقال إن “هناك مواقع أخرى في بيروت وخارجها ينشط فيها عناصر حزب الله في محاولة مماثلة لإقامة بنية تحتية مخصصة في المستقبل لتخزين أو تحويل صواريخ إلى أخرى دقيقة”.
وأضاف أن “إسرائيل تتابع هذه المواقع من خلال أدوات معينة، وهي تتحرك في مواجهته من خلال رد عملياتي متنوع ومن خلال طرق عمل ووسائل مختلفة”.
وقال إن هذه الجهود “أدت إلى عدم وجود مصنع فاعل في لبنان يقوم بتحويل أسلحة إلى دقيقة بشكل صناعي حتى يوليو 2018”.
وتوقعت الباحثة مارة كارلين المتخصصة في السياسة الخارجية والأمن في مقال نشر في موقع معهد بروكينغز أن يكون النزاع القادم “داخل الأراضي اللبنانية وأن يتجاوز المناطق الجنوبية للبلاد ليصل إلى بيروت”، فضلا عن أنه لن يقتصر بحسبها على “تدمير مواقع عسكرية تابعة لحزب الله بل قد يستهدف الجيش الإسرائيلي بسهولة البنى التحتية للدولة اللبنانية والمواقع العسكرية التابعة لها أيضا”.
وخلافا للحروب السابقة، ترى الباحثة أن النزاع القادم بين إسرائيل وحزب الله قد يشمل أيضا عمليات عسكرية داخل الحدود السورية.
لقد اصبحت المواجهة وشيكة بين اسرائيل وحزب الله , وفي أي لحظة من المحتمل ان تندلع هذه الواجهات , وخاصة بعد التحذير الاخير لقائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية الجنرال تايمر يدعي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here