مشروع قانون التأمينات الاجتماعية الجائر

يا اساتذة الجامعات العراقية انتبهوا!

يا اساتذة الجامعات العراقية اتحدوا!

انتم تعيشون الان في وضع لا باس به من الناحية المادية، حيث اعتدتم وعوائلكم على نمط معين يتناسب مع ما تستلمونه لقاء جهدكم المتواصل ل40 ساعة في الاسبوع، فضلا عن الجهد المكمل الاخر في بيوتكم وعلى حساب راحتكم وراحة عوائلكم، لا كما يتمتع به الموظفون الاخرون، وهو تصحيح دفاتر الامتحانات، ووضع الاسئلة، وكتابة البحوث والتحضير العلمي الشاق من مصادر اجنبية وعربية وغيرها، ناهيك عن عملك شبه المجاني طيلة سنوات الحصار من 1990 الى 2004، الا يكفي هذا كله؟

وفجاة، و بعد سنوات معدودة، ستجد نفسك مرمى بثلث راتبك التقاعدي او اقل، عندما ينجح المهرولون و الحاسدون وناكرو جميل من نوّرتموهم شخصيا، وانقذتم ابناءهم وبناتهم من الجهل في اقرار مشروع قانون التامينات الاجتماعية (التقاعد الجديد) قريبا، فهل سيسد هذا الراتب المبتور رمق ابنائكم و احتياجاتكم واحتياجاتهم التي تعودوا عليها منذ ان حصلتم، في 2004، على مساواتكم برواتب اساتذة الدول المجاورة، بالاقل!

ان الشرائح المظلومة في مشروع القانون الجديد هي شريحة اساتذة الجامعات، وشريحة القضاة، والعسكريين، واما بقية الموظفين كرئيس الجمهورية و ر.الوزراء ووكلائهم والمدراء العامين، ورئيس واعضاء مجلس النواب والمحافظين ونوابهم و رئيس واعضاء مجالس المحافظات والذين يستلمون رواتب المليون دولار، وكل المتنفذين الذين يتعاملون مع العقود الهائلة والمقاولين، والغاطسين في الفساد المشهود حد النخاع، والرشاوى التي ازكمت الانوف، والمسجلين بالنزاهة (بدون حساب)، اقول فهؤلاء لا خوف عليهم، ولكنهم حتما سيحزنون، يوم يتبرا الله من ظلّهم تحت ظله، يوم لا ظل الا ظله!

اما المهرولون لاقرار هذا المشروع وغيره، لاقناع بعض الجهات الدينية بان مشروع هذا القانون يقلل الفجوة بين رئيس الجمهورية و بين من لم يفن عمره بالدرس والبحث والتحصيل من الاميين والعطلة واشباههم (وهي كلمة حق يراد بها باطل) ، متناسين ان الرئيس والوزير والنائب والمحافظ ومجلس المحافظة كانوا قد استفادوا من العقود والمقاولات والمشتريات كاجهزة السونار ومعامل تحلية المياه المركونة وكغلق المصانع، واهمال مشاريع الري، واهمال نضوب مياه الرافدين، ومخصصات الحمايات والسكن والنقل…الخ،

اما انتم ايها الاساتذة الجامعيون اليوم، ومتقاعدو الغد، فلم يتسنّ لكم مثل ذلك ولا ينبغي ان يكون، فانتم الشمعة التي احترقت وتحترق من اجل غيركم، ويريدون الان بمشروع قانونهم الجائر ان يلحقوا الاذى والفقر بكم في اخر العمر، وقد اصبحتم لا تقوون على شيء، غير اكلكم الحلال بتعبكم وعرقكم طيلة عشرات السنين! فليس لكم، والله، الا ان تقفوا، اليوم، وقفة واحدة ضد مشروع هذا القانون الجائر، و قد اعذر من انذر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here