ﺑﻘﻠﻢ ﻣﻬﺪي ﻗﺎﺳﻢ
اﺷﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻻﺗﻨﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﻧﺴﺐ اﻟﺨﺪاع واﻟﺘﻀﻠﯿﻞ اﻟﻜﺒﯿﺮةاﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﻨﺬ ﺗﻜﻠﯿﻒ ﻋﺎدل ﻣﻬﺪيﺑﺘﺸﻜﯿﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ” ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ” ﻣﺰﻋﻮﻣﺔ ﻋﻦ أﺣﺰاباﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة ..
واﯾﻬﺎﻣﻪ ﺑﺂﻣﺎل زاﺋﻔﺔ ..
ﻷﻧﻨﺎ أدرﻛﻨﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻏﯿﺮﻧﺎ أﯾﻀﺎ ، أﻧﻪ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﻋﺎدة
” ﺑﻨﺎء ﻣﺮﺣﺾ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻄﺎﺑﻮﻗﺔ ” ..
ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻋﺎدل ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻬﺪي ﯾﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ، ﻣﻨﺬ ﺗﻜﻠﯿﻔﻪ ﺑﻬﺬهاﻟﻤﻬﻤﺔ و ﺣﺘﻰ اﻵن ..
ﻓﻬﻮ ﯾﺤﺎول ﺗﺮﺿﯿﺔ أﺣﺰاب اﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة ﻣﻦ ﺧﻼلﺗﻮزﯾﺮ وزراء ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺗﺎرة ، و ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺗﺎرةأﺧﺮى ..
وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻔﻠﺢ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﻃﺎﻗﻢ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎم واﻟﻜﻤﺎل ، ﻷن أﺣﺰاب اﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة ﻻ ﺗﺮﯾﺪ ﺣﻜﻮﻣﺔﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﯿﺎت ﻧﻬﺐ و ﻟﺼﻮﺻﯿﺔ ﻟﻠﻤﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻓﺘﺤﺎول أن ﺗﻔﺮض ﻋﻠﯿﻪ أﺣﯿﺎﻧﺎ أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻣﺤﺮوﻗﺔ ﺳﻤﻌﺘﻬﻢاﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻮﻇﯿﻔﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء و ﻻ ﯾﺼﻠﺤﻮن إﻻ ﻟﻠﻜﺐﻓﻲ ﻣﻜﺐ اﻟﻨﻔﺎﯾﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﻔﻨﺔ..
و ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻷﺣﺰاب ﺟﺎدة ﻓﻲ إﻋﻄﺎء ﺿﻮءأﺧﻀﺮ وﯾﺪ ﻃﻠﯿﻘﺔ ﻟﻌﺎدل ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻬﺪي ﻓﻲ اﺧﺘﯿﺎر وزراء ﻣﻦﻔﻠﺢ ﺣﺘﻰُﺣﺴﺐ ﺗﺼﻮره و رؤﯾﺘﻪ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻤﻬﻨﯿﺔ ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﯾ اﻵن ﻓﻲ إﻛﻤﺎل ﻃﺎﻗﻢ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ؟! ..
أﻟﯿﺲ ﻫﺬا ﯾﻌﻨﻲ أن أﺣﺰاب اﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲﺗﻌﺮﻗﻞ ذﻟﻚ ، ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺮض ﻋﻠﯿﻪ أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻣﺤﺮوﻗﺔ اﻟﺴﻤﻌﺔو اﻟﺬﻣﺔ و اﻟﻀﻤﯿﺮ؟..
ﻟﺬا ﻓﻤﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﺗﻘﻮم أﺣﺰاب اﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ ذاﺗﻬﺎ
ﻧﺔّﺑﺘﺸﻜﯿﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ و ﻓﺎﺳﺪة ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ، ﻣﻜﻮ ﻣﻦ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ و أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ و ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ، ﺑﻌﯿﺪا ﻋﻦﻋﻤﻠﯿﺎت رﺗﻮش و ﻣﻜﯿﺎج و ﺧﺪاع و ﺗﻀﻠﯿﻞ ، ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯿﺪﺗﺸﻜﯿﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ..
ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ …
ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﺷﺘﻌﺎل ﺟﺬوة اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻓﻲﻟﻬﯿﺒﻬﺎ ﺷﯿﺌﺎ ﻓﺸﯿﺌﺎ ، ﻣﻊ ﺗﺰاﯾﺪ ﻏﻀﺐ و ﻧﻘﻤﺔ اﻟﻨﺎس ، ﻟﻜﻲﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﯿﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ و ﻋﺎرﻣﺔ ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط