منهج النبي تأصيل مفاهيم الإسلام ..المحقق الصرخي موكدًا

فاضل الخليفاوي
كل معلم من المعالم في الحياة الدنيوية له تأثير في طبيعة النفوس البشرية بحيث يأخذ صداه عند من يعتقد ويتمسك بذلك المعلم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، أي بمعنى أوسع يكون عنده في أعلى مراتب الكمال والتقدير والاحترام ، وهذه الصورة أخذت جوانب عديدة في المجتمعات الإنسانية وأصبح ينشد لها كل من
سار عليها للوصول إلى هدفه المراد منه ،فكانوا يعرفون أن الغاية المنشودة للإنسان كما هو مركوز في فطرته هي أن يتقرب إلى اللَّه زلفى، لكنهم لم يكونوا يعرفون الطريق الموصل إلى هذا القرب، فكانوا مثلأً يزعمون أن في عبادة الأوثان وسيلة للحصول على هذا القرب المنشود. ومن هذه المعلومة كان الإسلام يحمل رمزًا أضاء الوجود بنوره الأبهج ومنهجه الأكمل في صياغة الطرق الصحيحة التي توصل الإنسان إلى مرضاة الله-سبحانه وتعالى- ، فقد جاء رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم – بمنهج شامل كامل للحياة يسعد من يعيش في ظلاله، وينعم بالراحة والأمان؛ لأنه منهج رباني يخاطب الفطرة السليمة، ويوازن بين متطلباتها الرُّوحية والجسدية وتأصيل مفاهيم الإسلام المحمدية ، فتعامل رسول الله مع كل الأمور التي واجهته بطريقة فذَّة، وبسُنَّة مطهَّرة أخرجت لنا كنوزًا هائلة من فنون التعامل، ومن آداب العلاقات. فلا يخلو حقيقةً أيُّ قول أو فعل لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -من خُلقٍ كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة.
إن رسالة النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم – واجهت العديد من التحديات التي تمثلت بالإغراء والاستهزاء والسخرية، ومع هذا فإن قائد الإسلام لم يستسلم، وقد أثبت للجميع أن العقيدة فوق المغريات والماديات، ووفقًا لذلك على المجتمع اليوم التحلي بمبادئ الرسول، وأن يضعوا نصب أعينهم حبهم لعقيدتهم ووطنهم لا كما يحصل من أتباع المناصب والشهوات والمصالح الدنيوية، وهذا يحتاج إلى تضحية ودفع ضريبة كبرى مثلما دفعها الرسول محمد -صلى الله عليه وآله- .
ومن هذه الزاوية الإيمانية فقد أشار المحقق الصرخي إلى أهمية دور النبي الأقدس محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- من خلال كراماته الكثيرة ، وهذا مقتبس من فكره النير جاء فيه :
((لا يجوز شرعًا وأخلاقًا إقامة مسيرة أو تظاهرة أو موكب أو مجلس وتأسيسه أو التصدي للخطابة في مجلس أو الحضور في مجلس، لا يذكر فيه جانب من جوانب شخصية النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – وكراماته وأخلاقه وجهاده ومجاهداته ومنازله الحقيقية الواقعية الباطنية والظاهرية التكوينية والتشريعية.))
انتهى
شذرات من كلام سماحة السيد الأستاذ – دام ظله –
goo.gl/5qqoWf

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here