عن ” شعبنا القاصِر الذي لا يصحو من نومه!” والخرفنة والنعجنة!

احمد العلي.

عجيب أمر بعض من يكتب في السياسة اليوم، لا موضوعية في كتاباتهم ولا رصانة ولا حرج ولا تحفظ عندما يكتبون!. مثلا، يطلبون من العراقيين القيام بما لا يستطيع هؤلاء الكتاب أو لا يريدون أو لا يرغبون هم أنفسهم في القيام به في مواجهة نظام الحكم الفاسد في العراق ويطالبونه بالثورة عليه وتغييره بمقالات جارحة ومهينة ومتعالية! منهم، هؤلاء الكتاب، من يرى في العراقيين شعبا ” قاصرا لم يبلغ سن الرشد ونائما لا يصحو من نومه،” وبحاجة إلى الوصاية الأممية، ومنهم من يرى في العراقيين شعبا ” يعاني من داء الخرفنه والنعجنه، مطيعا ذليلا ….” لأنه لا يفعل مثل المتظاهرين الفرنسيين الذين يتظاهرون ضد زيادة فرض الضرائب في بلادهم وكأنه لا يعرف ولا يرى، لا هو ولا غيره من على شاكلته، ما الذي يجري في محافظات الوسط والجنوب ومحافظة البصرة في مقدمتها من تظاهرات سبقت بشهور تظاهرات الفرنسيين التي يُعير بها هذا الكاتب العراقيين، هدأت بعض الوقت ثم عادت اليوم، تطالب بحقوقها التي تماطل الحكومة أو تتلكأ في تنفيذ وعودها لهم. تظاهرات الجنوب والوسط وفي مقدمتها تظاهرات البصريين تفضح موقف هؤلاء الكتاب اللامسؤول في الكتابة، فالعراقيون ليسوا نياما ليصحوا من نومهم وهم ليسوا نعاجا وخرفانا لينقادوا تماما للوضع السياسي الفاسد في العراق بل يعرفون مصلحتهم وما ينفعهم جيدا، لا كما يرى هؤلاء الكتاب. هؤلاء الكتاب وغيرهم، لماذا يجلسون هنا، في العراق، وهناك، خارج العراق، خلف مكاتبهم يشربون فنجان قهوة أو استكان شاي ويدخنون ويثرثرون ثم يكتبون المقالات التي تعيب وتسخر، تحقر وتهين العراقيين بكلمات جارحة ومهينة منتقاة لا لسبب إلا لأنهم لا يأتمرون بأوامرهم فيثوروا على حكامهم ويغيروا الوضع السياسي الفاسد؟ ولماذا لا يذهب من هو داخل العراق ولماذا لا يأتي من هو خارج العراق ما دامت لديهما هذه الحمية والوطنية ليقودا تظاهرة في شوارع بغداد أو يشاركا في تظاهرات الجنوب والوسط وفي البصرة ليكونا قدوة للعراقيين في الثورة على النظام الحاكم الفاسد في العراق وتغيير الوضع السياسي فيه؟ والحق أن التغيير السياسي الجذري في العراق لن يتم من داخل العراق وليس على أيدي العراقيين الذين يطالبون فقط بالإصلاح ومكافحة الفساد وتوفير الخدمات الأساسية للعيش الكريم ولكن التغيير السياسي الجذري يتم، إذا تطلب الأمر وحانت ساعته، من قبل ولي الأمر خارج العراق، وهذه هو الحل والسبيل لتغيير النظام السياسي في العراق وليس الذي يأمر به هؤلاء الكتاب السياسيين عندما يطلبون من العراقيين الثورة على النظام السياسي وتغييره وهم جالسون خلف مكاتبهم. أن زمن الانقلابات العسكرية في العراق اعتمادا على الداخل فقط قد ولى فكيف بالثورة الشعبية التي يطالب هؤلاء الكتاب أن يقوم بها العراقيون في الوقت الذي يرى فيه العراقيون أن كل الأحزاب والكتل السياسية التي تحكم في العراق اليوم لها تنظيمات واذرع مسلحة تحمي النظام السياسي الحاكم حين يداهمه خطر السقوط والنهاية، ولا عِبرة في الخلافات والصراعات بين هذه الأحزاب والكتل السياسية الحاكمة على المناصب والمكاسب، فعندما يداهمها الخطر وتقترب نهايتها تتحد كلمتها وأسلحتها في الدفاع عن حياتها الشخصية ووجودها في السلطة والحكم!!

فما لكم كيف تحكمون وتكتبون؟!

بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here