أسس تدريب الصغار تُضعف دوري الكبار

 د.كاظم الربيعي: راضي خليفة السفاح.. وكرار مطلوب فـي 2022!

 علّة الأسود في هجومهم.. وعبور ربع نهائي آسيا إنجاز محترم

 بغداد/ إياد الصالحي

أكد المحاضر الآسيوي مدرب المنتخب الوطني الأسبق د.كاظم الربيعي أن الكرة العراقية تعاني فقراً على المستوى الفني، وضعفاً كبيراً في المهارات يتجليان في منافسات دوري الكرة الممتاز، ما يلقي بظِلاله على نتائج المنتخبات الوطنية لاسيما المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركة مهمة في بطولة كأس آسيا 17 بالإمارات كانون الثاني المقبل تحتّم عليه الظهور بقوة ومواصلة التنافس الى أقصى أدوارها.

وأضاف الربيعي في حديث لـ(المدى) أدلى به أول من أمس الأثنين: لا يُخفى الانطباع الفني غير المُرضي عن دوري الكرة الممتاز 2018-2019 حيث أنهى عشرة أدوار من مرحلته الأولى حتى الآن، وما يزال عدم ثبات المستوى المؤشر السلبي الملازم له، وبرغم وجود الفاعلية والركض في الملعب إلا أن اللاعبين مشدودين وسط ضغط الجمهور خاصة الفرق الجماهيرية ما ينسحب على الأداء الفني، مع ارتباك واضح أثناء بناء الهجمات وفقدان الكرة عقب لمستين أو ثلاث بسبب عدم الاهتمام في أساس اللاعب وغياب دوري الفئات العمرية وقلّة المواهب في الأندية التي أخذت تضمحل لعدم اعتماد اصحاب الاعمار السليمة واستسهال المدربين للتزوير لتحقيق النتاتج والبقاء أطول فترة في مهامهم.

أهمال اللاعب
وأضاف، إن العملية التدريبية في الفئات العمرية غدَتْ مهملة، وأن ارتفاع قيمة عقود اللاعبين خرّبَ نفوس عديد اللاعبين لاسيما الشباب الذين يهملون لياقتهم البدنية ويكتفون بالتدريب ساعة ونصف في اليوم وسط غياب مدرب اللياقة الجيد، وللأسف اللاعب العراقي اليوم لا يبالي لمستواه، ونحتاج للائحة خاصة يحدد فيها الاتحاد مدة الاستغناء عن اللاعب الشاب بسنتين أو ثلاث لأنه أخذ يفكّر بعد سنة تمثيل فريق آخر يدفع له أكثر أي حصر اهتمامه بالعائد المادي وتناسى الاهتمام بنفسه، فالثبات مع النادي يعزّز الوفاء والقدرة والتجربة الأمثل. وشخصياً عملت في سلطنة عُمان وعلمت ان عقد اللاعب الشاب يُحدَدْ بخمس سنوات، فيكبر مع المدرب ويتعلّم.

خطط أولمبية 77
ولفت الربيعي إلى أن مؤسساتنا الرياضية بحاجة الى استعادة خطط من تجربة ناجحة في زمن اللجنة الأولمبية الوطنية للفترة 1977 لغاية 1983 حيث كان هناك أهتمام كبير بقطاع الرياضة ودعم وجود الاشبال الذين كنت أدربهم، وشاركنا في بطولة غوتيا الدولية في السويد، وصنعنا أجيالاً من الواعدين بمتابعة شخصية من رئيس الأولمبية آنذاك كريم محمود حسين حيث كان يحدّد آليات عمل للفئات بمديات قريبة وبعيدة مع توفير ميزانية مناسبة لها، اليوم نفتقد تواصل الأولمبية في رعاية الاشبال والناشئين، ويجب عليها منح الحوافز التشجيعية للمواهب عبر بطولات سنوية.

جيل سوبر
وكشف الربيعي عوامل عن سر عُقم ملاعبنا بولادة جيل سوبر من قيمة رفاق يونس محمود عام 2007، قائلاً: إن تسلسل إرتقاء لاعبي جيل يونس من الناشئين الى الشباب ثم الأولمبي وصولاً للوطني وراء نجاحهم واستقرار تشكيلهم وثبات مستوياتهم، بينما الجيل الذي جاء بعدهم عانى انقطاع هذه السلسلة بسبب تغيير مدربي الفئات واللاعبين والخطط المختلفة وآفة التزوير التي نسفت حتى جهود بعض المدربين المخلصين.
وتابع: لمن لا يعرف أن جيل مدرب منتخب الإمارات السابق مهدي علي بدأ معي يوم توليت تدريب منتخبنا للشباب عام 2008، ولم استمر معه بسبب مؤامرة المدرب حكيم شاكر آنذاك الذي غيّرَ كل التشكيلة لاحقاً، بينما بقي مهدي محافظاً على جيله وكاد يصل بهم الى العالمية لولا توقف رصيده في تصفيات المونديال الأخير عند النقطة التاسعة فطالب النقاد بطفرة فنية بعدما أنهى مهدي مشواره “ذاتياً” مع جيل عمر عبدالرحمن وأحمد خليل الذي استمر للفترة ( 2008 – 2017).

حظ 2007!
وعن رؤيته لحظوظ الأسود في بطولة آسيا بالإمارات قال: بداية ليس صعباً العبور الى الدور الثاني، فعدد المنتخبات في البطولة الجديدة اصبح 24 أي تأهّل ( 12 + 4 أفضل مركز ثالث ) وفرصتنا مضمونة الى دور الثمانية، لكن الفرق الآسيوية تطوّرت بسرعة كاليابان وإيران وكوريا الجنوبية واستراليا ولديها مدربون أجانب كبار ومستلزمات دعم قلّ نظيرها، ومن الممكن أن يشق الأسود طريقهم ويحالفهم حظ النسخة 2007! مع الإقرار بصعوبة مجموعتنا في جاهزية إيران وفيتنام وإن كانت الأخيرة مازالت تخشى اسم العراق، لهذا أنا أعدّ عبور الأسود الدور ربع النهائي إنجازاً محترماً.

علّة الثلث الهجومي
وأوضح الربيعي أن السلوفيني ستريشكو كاتانيتش قادرعلى تطوير اللاعب العراقي بعد أن عمل خلال الأشهر الأربعة الماضية على تجريب لاعبين كُثر، على العكس من المدرب المحلي الذي يستعد للبطولة بأقل من هذه المدة لأنه يعرف جميع اللاعبين، فالتشكيلة حتى الآن غير مستقرّة، وعلّتنا باتت في الثلث الهجومي ولا نمتلك لاعباً شاباً يُعتمد عليه لحسم النتيجة، فمستوى مهند عبدالرحيم ضعيف مقارنة مع ما قدّمه سابقاً، وحمادي أحمد أبرز لاعب في الدوري الممتاز لم يستطع أن يطرح نفسه مُنقذاً للمنتخب مثلما هو شأنه مع فريق القوة الجوية ويُعرّف باللاعب المحلي أكثر منه دولياً، مبيناً أن منتخبنا اليوم بأمسّ الحاجة لخدمات لاعب من طراز أمجد راضي لكن مشكلته يفتقد الطموح لاسيما أن عمره لم يصل الثلاثين، فهو أعلى لاعب يرتقي للكرة برأسه ويعرف الشباك لكن أمره يبقى محيّراً، هل تدريبيه الفردي سيّئ؟ شخصياً اكتشفته في منتخب الشباب لاعباً موهوباً، وكان المفروض أن يأخذ فرصته بديلاً ليونس محمود الذي كان عائقاً أمامه كونه المهاجم الأوحد لسنين طويلة وبإمكان المثابر راضي أن يصبح خليفة “السفاح” إذا ما أجتهد واسترجع لياقته وركّز على هدفه.

فرصة كرار
وعن مدى استحقاق كرار جاسم فرصته مع الأسود قال: مشكلة كرار أنه غاب سبع سنوات عن المنتخب بعدما ظهر آخر مرة مع زيكو عام 2012 كونه يلعب في الدوري الإيراني حالياً، وثمّة أمر مهم يعيق انضمامه وهو تكرار النقد في الوسط الكروي بأنه لاعب مشاكس مع الحكام وغير ملتزم وأنا لا اتفق مع هذه الصفات، وإن شاهدناه في بعض المباريات منفعلاً، لكن اعتقد أن المدرب يستطيع تحديد مدى حاجته له، فكرار اليوم أكثر حكمة وثقافة وخبرة، وأتوقع لا يوجد مدرب يستغني عنه في تصفيات كأس العالم 2022.

لجنة استشارية
وأختتم د.كاظم الربيعي حديثه: أتمنى المزيد من النجاح لكرتنا واتحادنا الذي أعمل فيه ضمن لجنة استشارية خماسية تضم إلى جانبي د.شامل كامل وحسين سعيد وأحمد راضي وباسم جمال، نسهم في دعم اللجان ووضع الستراتيجية والاشتراك في بلورة موقف ما إذا ما وردنا عنه استفسار من الاتحاد الدولي للعبة الذي سيعاود إقامة الدورات عالية المستوى لمدربي أندية الممتاز والمنتخبات قريباً بعد انقطاع طويل. وشخصياً منهمك كمحاضر آسيوي في دورات المدربين فئة B مع أمنيتي تدريب أحد فرق الدوري وهذا الأمر يتوقف على وجود إدارة ناجحة لدعم المهمة.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here