نافذة المستشفى

(الكاتب غير معروف)
ترجمة : أسماء مجيد الرومي
كلية شط العرب الجامعة
قسم اللغة الانكليزية
البصرة

تشارك رجلان مصابان بمرض خطير غرفة في المستشفى. سمح الأطباء للرجل الذي يرقد بجوار النافذة الوحيدة في الغرفة بالجلوس لمدة ساعة كل يوم عند الظهيرة وذلك لمساعدته على التخلص من السائل الموجود في رئتيه ، اما الرجل الأخر فكان يقضي كل وقته مستلقيا على ظهره دون حراك .كانا يقضيان الوقت بالأحاديث المختلفة مرة عن زوجاتهم وأخرى عن منازلهم ووظائفهم او مشاركاتهم في الخدمة العسكرية التي التحقا فيها أثناء العطلة. وهكذا ،وبعد ظهر كل يوم اعتاد الرجل الذي يجلس بجوار النافذة ان يصف لرفيقه كل ما يشاهده في الخارج بالتفصيل محاولة منه لقتل الوقت ،
وصار الرجل في السرير الآخر يعيش تلك الساعة ببهجة مع ما يصفه له من ألوان وحركة في العالم الخارجي. كان يصف له الأشياء بدقة فقد اخبره عن الحديقة القريبة من البحيرة الجميلة وكيف يسبح البط والبجع في الماء وعن قوارب الأطفال التي تبحر فيها كما اخبره عن مسير الشباب العشاق وهم متشابكي الأيادي وسط الأزهار الزاهية وصور له المشهد الرائع للمدينة من هذه الزاوية .وكلما وصف الرجل روعة ما يشاهده من النافذة يغلق الرجل الآخر عينيه ويتخيل المشهد الخلاب .
وفي يوم من الأيام بعد ظهيرة دافئة وصف الرجل لرفيقه موكبا مارا. ورغم انه لم يسمع الفرقة لكنه كان يراها في مخيلته ويصورها بكلمات وصفية .
مرت الأيام والأسابيع على هذا النحو ؛ولكن في صبيحة احد الأيام وصلت الممرضة لإحضار الماء لحماماتهم كالعادة فوجدت الرجل القريب من النافذة جثة هامدة فقد فارق الحياة بهدوء أثناء نومه .شعرت بالحزن واستدعت العاملين في المستشفى لنقل الجثة . وبعد وقت مناسب طلب المريض الآخر نقله إلى جوار النافذة فقامت الممرضة بتلبية طلبه بسعادة ، وبعد أن تأكدت من راحته تركته بمفرده .
بشكل مؤلم وببطء حاول المريض ان يرفع نفسه بمساعدة كوعه لإلقاء نظرة أولى على العالم الحقيقي في الخارج لكنه فوجئ بجدار مصمت خال من الأبواب والنوافذ خلف تلك النافذة؛
سأل الرجل الممرضة عما أجبر رفيقه المتوفى على وصف هذه الأشياء الرائعة خارج النافذة، فكان جواب الممرضة بأن الرجل كان أعمى ولم يكن يرى الجدار !
وقالت له : (ربما كان يود تحفيزك فقط )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here