اعتراف بالأمر الواقع السياسي الإيراني في العراق: لقاء الصميدعي و سليماني

بقلم مهدي قاسم

بما أنني بتتُ لا أثق بغالبية أخبار ومعلومات وصور التي تُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي ، فقد انتابتني شكوك حول صور تجمع اللقاء بين قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ــ بصحبة نائب رئيس الحشد الشعبي مهدي المهندس ــ و بين رئيس الوقف السني مهدي الصميدعي ..

و فضّلتُ الانتظار محتفظا بشكوكي تلك ، لحين حصولي على ما يثبت عكس ذلك ، كي أخذ مصداقية الصور بجدية أكثر ..

و هذا ما حدث بالفعل..

إذ رأيت بأم عيني فضائيات عديدة تعرض ذلك اللقاء العجيب الذي حدث في مقر رئيس الوقف السني في جامع أم الطبول ..

للوهلة الأولى بدا الأمر عجيبا حقا أن ، يلتقي رئيس وقف سني مع قائد فيلق عسكري إيراني ، الذي يمكن أن يُعد في نهاية المطاف غريمه السياسي و أن لم يكن المذهبي أيضا ، وما يتضمن ذلك من صغائر و خنوع ومذلة ….

على اعتبارأن النظام الإيراني هو الآمر و الناهي في العراق ، كسلطة احتلال سياسية ميليشياوية غير مباشرة ..

على الأقل، هكذا يبدو الأمر ، كنظرة سطحية للمسألة ، أو على ضوء تقييم انفعالي سريع ..

غير أن قليلا من التمعن والتأني في التفكير واستقراء الحدث ذاته ، فسرعان ما نكتشف دهاء ذات دلالة من قبل مهدي الصميدعي على هذا صعيد هذا اللقاء :

إذ أنه يفضّل التعامل المباشر مع أصحاب صناعة القرار السياسي الأصليين ، أي مع ممثلي الاحتلال الإيراني ذاتهم ، وليس مع دماهم و خدامهم من الذيليين العراقيين ..

و بهذا يكون قد ضرب عصفورين بحجارة واحدة :

ــ تجديد صك الغفران الإيراني له ذات مقبولية أولا و ضمانة منصبه كرئيس للوقف السني ثانيا ..

وقد وفّر على نفسه من خلال هذا اللقاء كثيرا من المتاعب والتزلف والتملق للذيليين العراقيين من ساسة ومسؤولين ، هم أنفسهم يتذللون للنظام الإيراني للحصول على المقبولية ، بل يتواجدون في مواقعهم و مناصبهم بفضل المباركة الإيرانية !! ..

رابط لقاء يجمع بين الصميدعي و سليماني :

مهدي الصميدعي يستقبل قاسم سليماني في مقره وسط بغداد

Geplaatst door ‎يكولك ليش يصعد السكر‎ op Woensdag 5 december 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here