بلا نصاب يواري سوءته البرلمان.

علي الحسيني.
ما حصل في جلسة البرلمان يوم الثلاثاء، بين فشل رئيس البرلمان في أداء عمله بحيادية، وأنه سكت عن غش وتدليس حصل بإدخال موظفين ومستشارين ونواب سابقين، لقاعة البرلمان ليعلن بهم اكتمال نصاب وهمي لا صحة له!

على عكس ما جرى من أحداث، في قاعة البرلمان من شد وجذب، وتمسك البعض بمرشحين سابقين، ليشغلوا حقائب وزارية مهمة، لاحظنا تعمق المواقف القوية وتجذرها أكثر فأكثر لدى كتلة الإصلاح والإعمار، وقد أثبتت أنها الكتلة الأكبر خاصة بعد دخول كتلة الإتحاد الوطني الكردستاني لهذا التحالف، وقد تحققت دعوة زعيم كتلة الإصلاح والإعمار عمار الحكيم للكتلة الوطنية.. فقد أثبتت هذه الكتلة وطنيتها وتطابق قولها وفعلها إتجاه الوطن، فلم تكن كلماتهم وخطاباتهم مجرد شعارات، بل هي واقع وتطبيق صادق للروح الوطنية.

كانت بالفعل كتلة عابرة للطائفية، والذي جرى يوم الثلاثاء أظهر تماسك هذا التحالف، ووحدة موقفه وثبات قراره الذي إتسم بالحيادية وبتقديم مصلحة البلد العليا على مصلحة الجميع، لقد كان تحالف الاصلاح والإعمار على قدر المسؤولية، من خلال تنازلهم عن حقهم لأجل مصلحة البلد، وإعطاء الحرية الكاملة لرئيس الوزراء، بإختيار كابينته الوزارية حسب رغبته، وعدم تضييق وتعقيد حريته بفرض أسماء محددة عليه، كما فعلت الكتل الأخرى، فترشيح شخصيات معينة لوزارات حساسة ومفصلية، مثل الدفاع والداخلية أعطى دلائل على أن بعض الكتل موجهة وتأخذ قرارها من الخارج، ويعد تمسك كتلة البناء بشخصية لم تنجح لتولي وزارة الداخلية، خير دليل على ذلك.

العامري بموقفه هذا هل يحاول أن يشعل شموع زواجه الكاثوليكي مرة اخرى؟ ويعود بمواقفه المؤيدة للمالكي بلا فرق عنده، إن كانت وطنية أو جاءت بإملاءات خارجية، فتصريحات المالكي المتشنجة دائما والتي تدعو الى الفوضى، وهذا ما عهدناه منه فهو يستخدم اسلوب التهديد، وبأنه سيحرق البلاد عندما يتم الضغط عليه، في أي أمر يهم البلاد ويخالف مصلحته، ومن جهة أخرى يقابله إصرار من العامري على تولي الفياض للداخلية، وهذا يدل على أن الروح الوطنية، والشعور بالمسؤولية إتجاه الوطن، غائبة ومفقودة لدى البعض مع الأسف.

يبدو أن العراق في أذهان البعض ليس إلا سلعة، تباع وتشترى بأوامر من الخارج، والتطورات الأخيرة خير دليل على ذلك، وبعظها اجبروا عليها..كقيام العامري بالتحالف مع الخنجر، رغم انه أفقده الكثير من مكانته لدى الشعب ولدى السياسيين الأصلاء، إذ أنه يدل على تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية.. رغم هذا لازلنا ننتظر موقفا حازما وشجاعا من رئيس الوزراء، لتحديد الكتل والأشخاص التي تعرقل العملية السياسية.. فمما يظهر يبدوا أن الكتلة الوطنية الوحيدة، هي الاصلاح والاعمار التي دعت لمحاربة الفساد، وبناء عراق قوي بعيد عن المحاصصة المقيتة، ننطلق به نحو آفاق النجاح والشفافية، بعيدا عن الفساد والتستر عليه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here