خضوع السيد عبد المهدي لارادة قادة الاحزاب المسلحة سيفقده الشعبية والشرعية

رغم علمنا وادراكنا بأن السيد عادل عبد المهدي,هوأحد ابرز أركان الحكم خلال الخمسة عشرعاما الماضية,وانه احد الذين تسببوا في سقوط العراق في حضيض,وتدهور كل مرافق الحياة,وانتشار البؤس والفقر في كل الانحاء
الا اننا,وكالمثل الذي يقول(الغرقان يتشبث بقشة)فقد تأملنا خيرا من خلال تكليفه بتشكيل حكومة جديدة,خصوصا,بعدما زعم بأنها ستكون مكونة من التكنوقراط ,وابعاد الاحزاب الفاسدةعن السلطة التنفيذية
لقد تأملنا من خلال خطابه الاعلامي والوعود التي قطعها,بأننا امام فرصة جدية للبدء بعملية اصلاح حكومي,وتشكيل حكومة من تكنوقراط,من غيرالمنتمين الى تلك الاحزاب
خصوصا وأن البرلمان الذي رشحه لرئاسة الحكومة,تنقصه الشرعية,
حيث كما نعلم فهواتي نتيجة لانتخابات قاطعها الشعب باغلبية مطلقة,
كان عليه ان يستغل هذه الفرصة لكي يبعد كل اعضاء الاحزاب الفاسدة الذين نبذهم الشعب,ويختارحكومة من شخصيات مستقلة,ذوي خبرة عالية في مجالات اختصاصاتهم
وعسى ان يتمكن من اصلاح نظام الحكم واعادة ثقة الجماهيربالحكومة
خصوصا ان خطابه الاول كان جيدا,حيث وعد الشعب بأن يكون مستقلا في اختيار كابينته الوزارية وان لايخضع للضغوط,بالاضافة الى انه تلقى دعما قويا من قبل اكبركتلة في البرلمان,وهي الاصلاح والاعمار,الذين لم يرشحواأي منهم لعضوية مجلس الوزراء, وتركوا له حرية الاختيار من خارج كتلتهم
وكان عليه ان يقنع كتلة البناء بأن يحذوا حذوهم
وان يتركواالامر له ليقررشكل الحكومة القادمة,لان مسؤولية فشلها ستقع على عاتقه,
لكن وللاسف الشديد فقد تبين منذ الايام الاولى لتكليفه,بانه انسان تنقصه الخبرة والجدية وغير مؤهل لهذا المنصب,
لقد توقع الشعب بأنه سيلجأ الى البحث عن حكومته المقبلة من خلال اختيار اشخاص يتمتعون بالخبرة الكافية ,نظيفي الذمة,وذلك بالبحث في سجلات كبار موظفي الدولة ورجال الاعمال المشهورين, والذين حققوا نجاحات مرموقة وقدموا خدمات متميزة في مجالات أعمالهم
ويقينا ان هناك الكثيرين منهم,ولم يكن من الصعب تشخيصهم
,لكننا فوجئنا بأن السيد عبد المهدي عرض على الشعب تقديم طلباتهم عن طريق البريد الالكتروني لشغل منصب وزير في حكومته!
,والحقيقة أن مافعله السيد عبد المهدي كان غير تقليدي,ولاحتى مفهوم,
ومع ذلك صبرنا عليه,وقلنا لنرى ماهو قصده من خلال هذه المحاولة الاستعراضية التي تغلب عليها السذاجة,واثارت موجة من التسائلات
ثم جاء اليوم الموعود, وحضرالى مقرالبرلمان ومعه اسماء لكابينته الوزارية المقترحة
لنتفاجأ بتقديمه,بعض الاسماء,الذين هم ابعد مايكون عن كونهم تكنوقراط
ومنهم طبعا السيدة اسماء,التي رشحها لوزارة العدل
تصوروا أن لك الوزارة المهمة والخطيرة جدا,يرشح لها فتاة ,لازالت شابة,حديثة التخرج عديمة الخبرة ضعيفة التحصيل العلمي,,وفضلها على فطاحل رجال القانون الذين يحملون اعلى الشهادات,ويملكون اعلى درجات الخبرة من خلال عملهم الدؤوب في مجال القضاء
ولاادري كيف تجرأ,واقدم على ترشيحها,لذلك الركن الاهم من اركان الدولة العراقية,خاصة في هذا الوضع الراهن,في العراق الغارق في الفساد ,والذي هو في امس الحاجة الى قضاء متطور,خبير,نزيه,بحيث يمكن ان يحاسب ويكافح الفاسدين والمتجاوزين على مال العام,ويعيدالى الحكومة والنظام الهيبة والثقة
كانت مفاجأة مريرة,بل اهانة لكل عراقي حريحترم نفسه وبلده,
قد تبين لاحقا,ان ترشيحها تم بامر وتدخل مباشر من قبل قيادة الحشد وكمكافئة لاخيها الذي يقود احدى فصائل الحشد الشعبي,ويتكون من عدد من الشباب المسيحي!
وكأن الحكومة العراقية اصبحت ملك صرف للسيد عادل عبد المهدي,والسيد فالح الفياض,ليعطوا الحق لانفسهم,بالاقدام على تلك الخطوة التي لاتدل على شئ اكثر من ان الدولة العراقية اصبحت تحكم من قبل حاملي البندقية
وأن قيادة الحشداصبحت تتحكم بكل المؤسسات,وتسيرالدولة في الطريق الذي اختارته وتريد فرضه على الشعب المبتلى
ورغم ان اغلبية المجلس النيابي رفضوا توزيرالسيدة اسماء ومعها سبعة من الاسماء المعروضة ومنهم السيد فالح الفياض,وأن معنى ذلك انه كان على السيد عبد المهدي الغاء ترشيحهم وتقديم اشخاص اخرين للتصويت عليهم,
الا انه,وباجراء وسلوك غير مفهوم,يدل ويؤشرعلى انه لايملك حرية القرار
عاد ليقدم بعض الاسماء المرفوضة مرة اخرى وبالحاح,خاصة السيد فالح الفياض
والذي يلقى معارضة قوية ومبررة من قبل السيد مقتدى الصدر!ولذلك كان من الطبيعي ان يرفض مرة اخرى
لكننا سمعنا ان السيد رئيس مجلس الوزراء المكلف اعلن انه سيفرضه,متحديا ارادة البرلمان,في سابقة خطيرة لايعلم الا الله ماستنجم عنه
كان على السيد عبد المهدي ان يختار حكومته بنفسه بعيدا عن اية ضغوط
خصوصا انه كان يستطيع محاججة البناء ,بأن كتلة الاصلاح والاعمار لم تقدم
اي مرشح,وتركت له المجال,ليختار وزرائه بحرية
وان عايهم ان يحذوا حذوهم
ولكن للاسف يبدو انه واقع تحت تأثيراتباع ايران,وخصوصا قادة الحشد الذين يريدون ان يفرضوا حكومة موالية لطهران,ويستمدون
قوتهم من خلال سلاحهم الغير منضبط واستخدامهم الحشد الشعبي ,لتهديد كل من لايوافقهم
لكن على
السيد عبد المهدي ان يدرك ويعي ان مسؤوليته ,مهمة وخطيرة وفي وقت حرج لم يسبق له مثيل
فامريكا ترامب هددت النظام الايراني,وقد ثبت بالتجربة والدليل القاطع ان ترامب ينفذ مايقول,وقد وعد بسحق واذلال النظام الايراني,واجباره على سحب اعوانه من كل الدول التي يتدخل فيها
من لم يصدق ولازال يشك في جدية ماسيحدث عليه متابعة الاخبار والتي تؤكد كل يوم ان امريكا تحشد قوات هائلة في الخليج,وانه من المستحيل ان تعود كما اتت,اي باختصار ان المركب الايراني غارق لامحالة
وكل من يتخيل بان ايران قادرة على الصمود امام امريكا,فهو واهم وعليه ان يتذكر رابع جيش في العالم,وكيف انه سحق خلال ايام قليلة امام جبروت الة الحرب الامريكية
فقط يمكن القول ان امريكا حشدت قوات تتناسب مع توقعات الرد الايراني,وبما يكفي لسحق النظام في اسرع وقت
لذلك على السيد عبد المهدي ان يتقي الله فيما تبقى من شعب العراق المنكوب
وان يبعد اعوان ومريدي ايران عن مراكز الحكم,وان رفضوا فله الصلاحية باستدعاء قوة مساندة لحماية حكومته الشرعية
وذلك من اية دولة حليفة,أو عن طريق مجلس الامن الدولي
وحتى لاتقاتل ايران الامريكان حتى اخرعراقي
فالتاريخ لايرحم,وعليه ان يستغل الفرصة ليحفر له مكانة واسما لائقا محترما في سجل التاريخ,والا

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here