وأخيرا. وأخيرا. ..خطاب بنكهة وطن

عباس البخاتي

تركت المأساة التي مرت بها الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي، أثرا واضحا في نظرة البعض تجاه الآخر ، وفي نوعية الخطاب الموجه بهذا الاتجاه أو ذاك .

المطلع على تفاصيل الحيف والقتل والتشريد التي تعرض لها البعض طيلة القرن الماضي، قد سيفهم حجم ردة الفعل بعد التغيير ،والتي كان للإعلام دور في استثمارها بشكل سلبي أحيانا.

التعامل السلبي من السلطات المتعاقبة على حكم العراق منعت إستحضار الخطاب الوطني، فمنذ التغيير تشكلت تخندقات قومية ومذهبية، فساد شعور لدى أبناء المنطقة الغربية بخطورة الحدث..او هكذا زرع في مخيلتهم.

لم يك المزاج السني معتادا على واقع حكم يتسم بالحرية والانفتاح كالذي أصبح عليه الوضع العراقي عموما ونوعية الأداء المرتبط بالخطاب الشيعي بصورة خاصة.

تعامل الجانب الشيعي مع الحدث باعتباره فتحا وان كان بإيد غير عراقية، خصوصا بعد هزيمة النظام بشكل مذل.

يضاف لكل هذا دور وسائل إعلام خارجية وداخلية أسست لمنهج شحن طائفي وعرقي، ببث ما من شأنه تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء العراق.

بعد تأسيس العملية السياسية وتباين الفهم الحاصل حيالها، شكل الخطاب الطائفي عاملا مساعدا في ظهور زعامات تفتقر لمقومات وملامح القيادة، سوى إتقان خطاب مسموم.. ناهيك عن دور هذا الخطاب في جلب العدد الكافي من الأصوات الانتخابية، عن طريق التلاعب بمشاعر البسطاء من الناس، وإقناعهم بأنهم أمام عدو قومي أو مذهبي.. مختلق.

بعد مرور أكثر من عقد من الزمن أدركت القوى السياسية ومن جميع المكونات مكرهة.. أن لا مكان للخطاب الطائفي أو القومي في أدبيات المرحلة الراهنة.

إن المعركة ضد الإرهاب الداعشي ومواقف المكونات تجاه بعضها البعض الآخر غير بقناعات كثير من أبناء المناطق المستباحة .
ما شهدته الساحة السياسية من بناء التحالفات السياسية بعيدا عن التخندقات الطائفية، ما هو إلا انعكاس للفهم الذي سبق، فالإنطلاق نحو الفضاء الوطني مع الحفاظ على الخصوصية يعد نضجا وتطورا في الفهم الواقعي للوضع السياسي في العراق ..خطاب بنكهة وطن
عباس البخاتي

تركت المأساة التي مرت بها الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي، أثرا واضحا في نظرة البعض تجاه الآخر ، وفي نوعية الخطاب الموجه بهذا الاتجاه أو ذاك .

المطلع على تفاصيل الحيف والقتل والتشريد التي تعرض لها البعض طيلة القرن الماضي، قد سيفهم حجم ردة الفعل بعد التغيير ،والتي كان للإعلام دور في استثمارها بشكل سلبي أحيانا.

التعامل السلبي من السلطات المتعاقبة على حكم العراق منعت إستحضار الخطاب الوطني، فمنذ التغيير تشكلت تخندقات قومية ومذهبية، فساد شعور لدى أبناء المنطقة الغربية بخطورة الحدث..او هكذا زرع في مخيلتهم.

لم يك المزاج السني معتادا على واقع حكم يتسم بالحرية والانفتاح كالذي أصبح عليه الوضع العراقي عموما ونوعية الأداء المرتبط بالخطاب الشيعي بصورة خاصة.

تعامل الجانب الشيعي مع الحدث باعتباره فتحا وان كان بإيد غير عراقية، خصوصا بعد هزيمة النظام بشكل مذل.

يضاف لكل هذا دور وسائل إعلام خارجية وداخلية أسست لمنهج شحن طائفي وعرقي، ببث ما من شأنه تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء العراق.

بعد تأسيس العملية السياسية وتباين الفهم الحاصل حيالها، شكل الخطاب الطائفي عاملا مساعدا في ظهور زعامات تفتقر لمقومات وملامح القيادة، سوى إتقان خطاب مسموم.. ناهيك عن دور هذا الخطاب في جلب العدد الكافي من الأصوات الانتخابية، عن طريق التلاعب بمشاعر البسطاء من الناس، وإقناعهم بأنهم أمام عدو قومي أو مذهبي.. مختلق.

بعد مرور أكثر من عقد من الزمن أدركت القوى السياسية ومن جميع المكونات مكرهة.. أن لا مكان للخطاب الطائفي أو القومي في أدبيات المرحلة الراهنة.

إن المعركة ضد الإرهاب الداعشي ومواقف المكونات تجاه بعضها البعض الآخر غير بقناعات كثير من أبناء المناطق المستباحة .

ما شهدته الساحة السياسية من بناء التحالفات السياسية بعيدا عن التخندقات الطائفية، ما هو إلا انعكاس للفهم الذي سبق، فالإنطلاق نحو الفضاء الوطني مع الحفاظ على الخصوصية يعد نضجا وتطورا في الفهم الواقعي للوضع السياسي في العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here