بغداديّون: الأمن النسبي فرصة الحكومة لإعادة إعمار البلد

ترجمة: حامد أحمد

شرعت السلطات العراقية يوم الإثنين برفع الجدران الكونكريتية من بعض المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء المحصنة حيث فتحت جزءاً من المنطقة أمام حركة المرور العامة وذلك في انتقالة رمزية تزامنت مع احتفالات وطنية لمرور عام على إحراز النصر على تنظيم داعش.
الهدف من إعادة الفتح الجزئي لبعض الشوارع المارة بالمنطقة الخضراء هو لإعطاء صورة عن زيادة الثقة بالوضع الأمني العام للبلد وكذلك على انه توجه نحو مزيد من الشفافية عقب احتجاجات ضد الفساد والخدمات العامة المتردية .
تحوّل الجانب الغربي من نهر دجلة في منطقة الكرادة بعد الغزو الاميركي الى مأوى لسفارات أجنبية وأبنية حكومية رئيسة ومنذ ذلك الوقت تم تسوير المنطقة بجدران كونكريتية وأسلاك شائكة لايمكن للعامة دخولها .
ورغم أن تنظيم داعش قد طرد من كل الاراضي التي كان يحتلها في العراق فإنه مايزال ينفذ هجمات متقطعة. الحكومة أعلنت أن يوم الإثنين عطلة وطنية بمناسبة يوم النصر وتم الوقوف دقيقة صمت منتصف النهار .
سمير العبيدي، الذي بادر بتوزيع باقات زهور على القوات الامنية المتواجدة في نقاط تفتيش منطقة الأعظمية قال: “النصر والاستقرار النسبي في الوضع الامني يعتبر فرصة ذهبية بالنسبة للحكومة لإعادة إعمار البلاد وتلبية احتياجات شعبها. من المهم معاملة جميع العراقيين بالتساوي ليشعروا بأن تضحياتهم لم تذهب سدى .”
تأتي الاحتفالات بينما يتسبب الصراع السياسي بعرقلة تشكيل الحكومة ووضع خطة ميزانية السنة القادمة للبلاد، وسط وضع اقتصادي متدهور في وقت ما تزال فيه البلاد تتكبل بمخلفات حكم التنظيم الإرهابي الوحشي .
واستناداً الى المجلس النرويجي للاجئين فإن أكثر من 1.8 مليون عراقي ما يزالون نازحين داخل بلادهم مع وجود رقم مذهل يشير الى أن هناك 8 ملايين شخص هم بحاجة لمساعدة إنسانية معينة. أما الأشخاص المشكوك بعلاقتهم بداعش فإنهم منبوذون من قبل مجتمعاتهم، في حين مايزال آلاف الاطفال المنسوبين لمسلحي داعش غير معترف بهم من قبل الدولة .
ويشير المجلس النرويجي الى أن ما يقارب ثلثي الأشخاص النازحين يقولون بأنهم غير راغبين أو غير قادرين على العودة لبيوتهم في السنة القادمة، مع أن أكثر من نصفهم يقول بأن بيوتهم متضررة أو محطمة .
وقال يان أيجيلاند، أمين عام المجلس النرويجي للاجئين “إذا كان النصر على هذه الشاكلة، فليس هناك ما يحتفل به ملايين العراقيين من الذين مايزالون يعانون من آثار جرائم داعش بحقهم والحرب الطويلة لإزالته. إنهم منسيون على قدر كبير من قبل حكومتهم والمجتمع الدولي أيضا .”
ولكن من جانب آخر كانت الحكومة تعيش حالة احتفال .وفي خطاب له أمام مجموعة من ضباط الجيش العراقي قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي “انه يوم فخر لنا جميعا عندما ألحق بلدنا الشجاع الهزيمة بأعداء الحياة والكرامة والحرية والسلام”.
وأثنى على القوات الأمنية وكذلك على المرجعية الشيعية العليا الممثلة بفتوى علي السيستاني بتحشيد متطوعين بعد انهيار الجيش بوجه زحف داعش في العام 2014. وانضم عشرات الآلاف من المتطوعين في صفوف قوات الحشد الشعبي .
وقال عبد المهدي “تلك الفتوى ستكون نقطة مضيئة في تاريخ هذه البلاد والشعب التي منها بدأ الرد الحاسم واضعا أسس النصر”، داعياً العراقيين الى نبذ خلافاتهم والتجمع معاً من أجل مستقبل أفضل .
القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تمكنت بالنهاية من طرد داعش من جميع الاراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، بضمنها المعركة الاكبر لتحرير الموصل ثاني أكبر مدن العراق .
عن: أسوشييتدبرس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here