هل فعلا فرنسا تعيش ازمة في الديمقراطية

نعيم الهاشمي الخفاجي

من فرنسا انطلقت الديمقراطية لشعوب القارة الاوروبية على اثر الثورة الفرنسية والتي خلفت ارتدادات انقلبت ايجابا على دول القارة الاوروبية، عندنا بالتاريخ الدنماركي عندما حدثت الثورة الفرنسية تأثرت شعوب اوروبا وخرج الدنماركيون بمظاهرات ضد الملك، الملك حاور المتظاهرون ماذا تريدون قالوا له نريد حكم الشعب للشعب يعني ديمقراطية، الملك كان حكيما قال لهم انا مستعد ان اسلمكم الحكم مقابل ان ابقى رمز اي تطبيق نظام الملكية الدستورية ولازالت عائلته يحكمون البلد ليومنا هذا، وحفيدته ماغريد ملكتنا الحالية هي حفيدة بالجد الخامس عشر، مانره من مظاهرات الستر الصفراء وحدوث اعمال مثل
الحرائق، والنهب، والتخريب، والمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين منذ فترة في فرنسا ليست جديدة رغم التاريخ الديمقراطي والتي علمت الامم الاخرى الديمقراطية، فرنسا بلد مثل البلدان الاخرى وشعبهم بشر عادي اسوة في بني البشر الاخرى، وهم ليسوا مجتمع ملائكي، في حرب التحرير الجزائري عندما خرج الجزائريون المقيمون في باريس بمظاهرات تم سحقهم والقاء الجثث في الانهر، وتم عرض افلام وثائيقية موجودة في اليوتوب وثقت الوحشية بقتل المواطنين الجزائرين وهذا الكلام في منتصف القرن العشرين الماضي، نقلت وسائل الاعلام ان الحكومة الفرنسية يلومون الروس بأنهم خلف هجمة حسابات في الفيس بوك مزيفة تحريضية كبرى دفعت الغاضبين للنزول الى الشوارع، وكذلك سمعنا مطالبات ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن يكف عن التأثير على الرأي العام الفرنسي، لأنه سارع إلى انتقاد ماكرون وحكومته ولومها، لاسباب منها ان ماكرون لم يخضع للقرارت ترمب ضد ايران وروسيا فبلا شك ترمب يطمح ان يكون رئيس فرنسا من الاحزاب الحاكمة لحزب شيراك الذي كان مؤيد للحروب التي شنتها امريكا ضد دول متعددة في الشرق الاوسط والعالم، فهل فعلا الروس اثروا على عقول الشباب الفرنسي من اصحاب السترات الصفراء، مثل الاتهام السابق بتدخل روسيا في دعم حملة ترمب في الانتخابات الامريكية السابقة، او قضية الروس فتحوا حسابات مزيفة في الفيس بوك وحركوا الشارع الشعبي الفرنسي، فرنسا هي بلد الثورات عبر التاريخ، فرنسا عبر تاريخها تم حكمها من قبل الحزب اليساري والجبهة الوطنية القومية، ووفق اغلبية الاحزاب، لكن الشعب الفرنسي في الانتخابات الاخيرة فاجىء العالم وصوت لشخص مستقل لا من اليسار ولا من اليمن، ووفق أن أغلبية الناخبين تقرر من يحكم، فإن إيمانويل ماكرون فاز بالرئاسة الفرنسية بأصوات 66 في المائة من الشعب لكن نحو مائة ألف شخص من متظاهري السترات الصفراء أجبروه على نقض قراراته، ونجحوا. تراجع عن رفع أسعار المحروقات وتراجع عن الضريبة، ومع هذا استمرت الفوضى، لذلك الفائز بالانتخابات ليس له الحق في الانفراد في القرارات مائة الف شخص من انصار الستر الصفراء ارغموا ماكرون على الغاء قرارته واجبروه على الاعتذار، تمتع فرنسا بالديمقراطية لايعني توقف الديمقراطية عند حد معين مثل مافعله المسلمون عندما اغلقوا باب الاجتهاد واقتصروا ذلك على اربعة فقهاء فقط، الفرنسيون وغيرهم يدخلون ويضيفون تحسينات على قوانينهم الديمقراطية مع كل زمن وعصر، في الختام لو ان ماحدث في باريس حدث في طهران وموسكوا لعقد مجلس الامن اجتماعات ولاصدروا قرارات ولضخمت وسائل الاعلام الاعداد ولربما اعلنت حرب، عالم منافق تحكمه المصالح وفاقد للقيم.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here