الأَزمةُ الوِزارِيَّةُ صِراعُ إِراداتٍ ونُفُوذٍ!

لـِ [الوِفاق، الثَّقَلَين، المَسيرة، اليَوم (بمُشاركَتَينِ)]؛
أُأَيِّدُ الصَّدرَ بشَأنِ الوِزاراتِ الأَمنِيَّةِ!
نـــــــــــــــــــزار حيدر
أ/ لا ينبغي على الفُرقاءِ السياسيِّين أَن يذهبوا إِلى النِّهاية في خلافاتهِم وباتجاهِ كسرِ الإِرادات، فالبلادُ الْيَوْم تمرُّ بظرُوفٍ خطيرةٍ جدّاً، تحتاجُ من الجميعِ تقديمِ الصَّالحِ العامِّ والمصالحِ الوطنيَّة العُليا على كلِّ المصالحِ الضيِّقة! ما يحتاجُ منهم إِلى أَن يلتقُوا في منتصفِ الطَّريق بتقديمِ تنازُلاتٍ مُتَبادَلةٍ!.
ب/ لقد باتَ واضحاً الْيَوْم أَنَّ كلَّ التَّخندُقات الطائفيَّة والعُنصريَّة وغيرها لم تكن فيما مضى سوى عناوينَ للصِّراع على النُّفوذ والسُّلطة وامتيازاتَها!.
ولقد شهِدَ هذا الصراع الْيَوْم تحوُّلاً في العناوين، فبعد أَن ظلَّ الجميع يمارسونهُ بعناوينَ الدِّين والمذهب والإِثنيَّة، تحوَّل الْيَوْم إِلى صراعٍ داخليٍّ [سياسيٍّ] بينَ كُتل المُكوِّنات! ما كشفَ حقيقتهُ!.
ج/ كلَّ ما تقولهُ الكُتل السياسيَّة من كونِها تلتزم بالخطابِ المرجعي، الذي أَثبت غَيْرَ ذي مرَّةٍ بأَنَّهُ يعبِّر عن نبضِ الشَّارع، لا أَساس لَهُ من الصحَّة! فكما لم تلتزم بالمعاييرِ التي حدَّدها الخطاب في تشكيلِ الحكومة الحاليَّة كذلك فإِنَّها سوف لن تلتزمَ بما قالهُ هذا الخطاب عن العُنفِ السِّياسي الذي تمارسهُ الكُتَل للتَّشهير والتَّسقيط والإِغتيال السِّياسي فضلاً عن التَّهديد والإِغتيال بالسِّلاح!.
كلَّ الكُتل السياسيَّة تُثنِّي على الخطابِ المرجعي وكأَنَّ غيرها المعنيُّ بهِ!.
إِنَّهُ النِّفاقَ بعينهِ!.
د/ لقد كان رأيي منذُ البدايةِ أَن تكونَ الوِزارات الأَمنيَّة بعيدةٌ عن الحزبيَّة والسِّياسة والمُحاصصة!.
ولقد نصَّ الدُّستورُ على ذَلِكَ، كما أَنَّ الواقعَ يفرضُ مِثْلَ هَذِهِ الرُّؤية الوطنيَّة!.
وأَنا بهذا الموضوع أُؤَيدُ إِصرار زعيم التيَّار الصَّدري السيِّد مُقتدى الصَّدر، على إِستيزار وُزراء مُستقلِّين للدَّاخليَّة والدِّفاع بغضِّ النَّظر عن الدَّوافع والنَّوايا! فلستُ هُنا بصددِ مُحاكمة النَّوايا وإِنَّما الحديثُ عن أَمر مُحدَّدٍ، كُنت ولازلتُ أَدعو لَهُ!.
هـ/ حتَّى الحديثِ عن التدخُّلات الأَجنبيَّة، الإقليميَّة منها والدوليَّة، تجري في إِطارِ المُحاصصةِ، فالشِّيعي يتحدَّثُ عن التدخُّلات [السَّعوديَّة] فقط! والسنِّي يتحدَّث عن التدخُّلات [الإِيرانيَّة] فقط! والكُردي عن التدخُّلات [التركيَّة] أَو [الإِيرانيَّ] فقط! حسب الجُغرافيا! وهكذا!.
في الوقتِ الذي يعرفُ الجميع بأَنَّ الكُلَّ يتدخَّلون وبشَكلٍ صارخٍ!.
ولكن، وفِي نفسِ الوقتِ، أَلا ترَونَ معي أَنَّ الإِنصاف يفرُض أَن نتحدَّثَ بطريقةٍ أُخرى؟!.
فإِذا تساءلنا؛ مَن مِن عواصِم الجِوار ساندت العراقيِّين وقدَّمت لهم يد العَون في حربهِم ضدَّ الارهاب؟! سمُّوا لي عاصمَتَينِ! هل تقدِرُونَ؟!.
هل يشكُّ الطائفيُّون في أَنَّ [طهران] هي العاصمة الإِقليميَّة الوحيدة التي فعلت ذَلِكَ؟! بغضِّ النَّظر عن الدَّوافع والنَّوايا! فيما كانت بقيَّة العواصِم مُنغمسةٌ في دفعِ الإِرهابيِّين إِلى داخل العراق! وتمكينهِم بكلِّ أَسباب الدَّيمومةِ!.
هذا ليس كلامي وإِنَّما اعترافَ العدوُّ قَبْلَ الصَّديقِ! وكلُّنا سمِعنا تصريحات السيِّد بارزاني بهذا الخصُوص!.
و/ في الصِّراع المُحتدِم بين البيت الأَبيض والكونغرِس بشأنِ ملفِّ [محمَّد منشار] أَعتقدُ أَنَّ الكفَّةَ ستميلُ لصالحِ الأَخير، خاصَّةً بعد حضورِ رئيسة [سي آي أَي] إِلى الكونغرِس وشهادتِها الخطيرة بشأن تورُّطهِ بشَكلٍ مُباشرٍ في الجريمةِ!.
وهوَ صراعٌ يشبهُ الذي شهدناهُ بينَ الكونغرِس وإِدارة الرَّئيس السَّابق أُوباما بشأن قانُون [جاستا] فعلى الرَّغمِ من إِستخدام الأَخير لحقِّ النَّقض [الفيتو] ضدَّ القانون إِلَّا أَنَّ الكونغرس مرَّرهُ وقتها بأَغلبيَّة الثُّلثَين في نهايةِ المطاف، لأَنَّهُ كانَ قانون كِلا الحِزبَين وليسَ حزباً واحداً!.
واليوم كذلك فالذي يقودُ هذا الصِّراع هو أَعضاءٌ مِن كلا الحِزبَين وليسَ من حزبٍ واحدٍ!.
برأيي فإِنَّ العدَّ التَّنازلي لمستقبل [محمَّد منشار] بدأَ منذ الْيَوْم!.
ز/ ومن حُسن الحظِّ فإِنَّ هذا الصِّراع الذي اتَّسع ليشملَ الموقف من العُدوان الهمجي على اليمنِ، كشفَ الحقيقةَ التي حاول كثيرُون أَن لا يعترفُوا بها، وهي؛ أَنَّهُ عُدوانٌ [أَميركيٌّ-سعُوديٌّ] مُشترك وهو الرَّأي الذي كان اليمنيُّون يصرُّون على وصفهِ ويسعَون لإِقناع الرَّأي العام العالمي والعربي تحديداً بهِ!.
الْيَوْم؛ فإِنَّ البيت الأَبيض يتحدَّث بشَكل واضحٍ!.
كما أَنَّ حديثهُ عن حمايةِ نظامِ القبيلةِ الفاسد الحاكِم في الجزيرةِ العربيَّةِ لـ [اسرائيل] في معرض دفاعهِ عن [محمَّد منشار] هو الآخر فضحَ المستور وكشفَ الحقائق التي طالما حاولَ البترُودولار أَن يتستَّر عليها!.
١١ كانُون الأَوَّل ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here