الحل الوحيد لإنقاذ العراق .. الخلاص الصعب ( 3-3 )

خضير طاهر
بعد ان جرب العراقيون حكم أنفسهم بأيدهم على مدى تاريخ الدولة المعاصرة التي عمرها 97 سنة .. وفشلوا بصورة فجائعية كارثية .. حيث هدروا ثرواتهم ، وقتلوا بعضهم البعض ، وكان العراق السياسي والموظف الحكومي ، والأحزاب والمواطن .. يمارسون جميعا عملية التدمير الذاتي وتكريس الخراب ومواصلة الدمار !

لقد فشل العراقيون ساسة وأحزابا وشعبا .. طوال تاريخ الدولة العراقية في أبسط المهمات على سبيل المثال : إيجاد وسيلة لرفع الأزبال عن الشوارع ، أو حفر مجاري الصرف الصحي وغيرها من المستلزمات التي لاتحتاج الى تكنلوجيا ولا الى عبقرية في الإدارة والسياسة ، لكن مع هذا تجد العراقيين أخفقوا في كل شيء وأثبتوا عجزهم عن إدارة شؤون بلدهم .!

ماهو الحل ؟
رأيي الشخصي الحل الوحيد هو يبدأ في تغيير العقلية السياسية في النظر الى ( مبدأ السيادة الوطنية ) فالسيادة مفهوم نسبي و مطلق ، على سبيل المثال : السيادة للدول الكبرى مثل : فرنسا وانكلترا وأميركا مطلقة ومقدسة ولاتمس ، لكن بالنسبة للدول الضعيفة والفاشلة تصبح السيادة نسبية ويتقدم عليها ( مصالح البشر والبلد أولا ) ويغدوا التنازل عنها واجبا وطنيا ملحاعند الحاجة الى الإستعانة بقوى كبرى داعمة وحامية .

ولدينا تجارب دول الخليج العربي التي عندما شعرت بالضعف والحاجة للحماية وبناء بلدانها ، هي من بادر ووضع نفسه تحت الحماية والرعاية والوصاية الأميركية ، وقد حققت دول الخليج بفضل هذه الوصاية الإستقرار والأمان والرفاه ، وحمت نفسها من أطماع ايران والعراق والإتحاد السوفيتي السابق مقابل ثمن مقبول تدفعه لأميركا ، والأن من يجرؤ على إتهام حكام الإمارات بأنهم تنازلوا عن سيادة بلدهم وكانوا عملاء لدى أميركا .. وكذلك حكام دول الخليج الأخرى ، بل أصبح كل عربي يتمنى ان تبنى في بلده مدينة بجمال واهمية مدينة دبي ، وان يتمتع بالهدوء والإستقرار السياسي والإجتماعي المتوفر في الخليج .

وعليه الحل الوحيد للعراقيين هو التعامل بواقعية والإعتراف بالفشل والعجز عن إدارة بلدهم ، والتفكير بوضع مصالح البشر والبلد أولا ، ووضع العراق تحت الوصاية الأميركية وتكرار تجربة دول الخليج في البناء والحماية وتنظيم الشؤون الداخلية على أيادي أجنبية خبيرة .

لاأتوقع من العراقيين وهم على هذا المستوى من التخلف السياسي والعمالة لدى دول الجوار سوف يبنون بلدهم ويتطورون ، مثل ما حصل مع دول الخليج التي يصفها العراقي بالبدوية المتخلفة فإذا بهذا البدوي الخليجي يمتلك من الحكمة الواقعية ما جعله يتجنب عصابات الأحزاب والإنقلابات والحروب وسفك الدماء .
والعراقيون بعد فشل الديمقراطية ، وبما انهم فاقدوا للرشد والحكمة والإرادة السياسية والقدرة على إتخاذ القرارات السليمة .. فإن المنقذ لهم هو إنقلاب عسكري بإشراف أميركي وتشكيل حكومة عسكرية دائمة تمارس التسلط والدكتاتورية والقسوة ليس من أجل بقاء الحاكم مثلما يحصل في الأنظمة الدكتاتورية ، بل من أجل بناء وإستقرار وطنهم تحت إشراف ووصاية الولايات المتحدة الأميركية ، ففي السعودية نظام ملكي دكتاتوري إرتبط مع أميركا منذ أكثر من 70 عاما بعلاقة تحالف ووصاية ، والأن السعودية تنعم بالإستقرار والأمان وتوفر الخدمات والرفاهية لشعبها ، نحن يجب ان نذعن للواقع ونتواضع ونحاول ان نكرر تجربة السعودية ، وليس من المنطقي التمني بأن نصبح مثل : سويسرا والدنمارك والسويد في النظام السياسي الديمقراطي مادام الإنسان لدينا معوقات جينية في أصل التكوين وبيئة كلها أمراض نفسية وعقلية .
ختاما : إذا لم تنفذ هذه الرؤية سواء بالموافقة أو الإكراه ، أعدكم سنعود بعد خمسين عاما ونتحدث عن نفس المشاكل والخراب الحالي وربما ستكون الاحوال أشد تعاسة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here