النجف.. الإولى بتعاطي المخدرات

حتى الان لم تنتهي حالة تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق، والتي برزت بعد العام ٢٠٠٣، على عكس ذلك فالتقارير والاحصائيات والبيانات الرسمية والدولية؛ تشير الى تزايد واضح في اعداد المتعاطين والمدمنين وفي كل عام.

وفق الاحصائية الصادرة عن وزارة الصحة [وحدة الاحصاء الحياتي] والتي ترتب المحافظات العراقية حسب اعلى تسجيل باعداد المتعاطين، تظهر بغداد في الصدارة، تليها البصرة، ثم محافظة النجف ثالثاً، وبارقام ضخمة متقاربة.

بالنسبة للاعداد السكانية والشكل الجغرافي، يكون من الطبيعي تصدر محافظتي بغداد و البصرة في اغلب الاحصائيات الحياتية، باعتبارهما اكبر المحافظات العراقية من حيث عدد السكان، لكن المفاجئ هو مرتبة النجف في هذه الاحصائية، برقمها المقارب جداً من رقمي المحافظتين انفتي الذكر، كونها ذات عدد سكاني يقل بكثير عن تلكما المحافظتين الكبيرتين.

لذا فالنظرة التي ترى النجف في صدارة قائمة اكثر المحافظات تسجيلاً لاعداد المتعاطين، منطقية وموائمة، خصوصاً مع الحالة الملحوظة بشكل كبير من قبل الجميع في شوارع المدينة.

تكشف احصائية أخرى للمفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، إن الفئة العمرية الشابة [من ١٨-٣٩ عام] هي الأكثر تعاطياً للمخدرات، بواقع يقارب الـ 76% من اعداد المتعاطين في المحافظة، وبتصدر واضح للذكور بنسبة 89%، عازية -اي مفوضية حقوق الانسان- سبب ذلك لنسيان معاناتهم من الظروف الاقتصادية و العاطفية والنفسية السيئة التي تواجههم، موضحةً ان اكثر انواع المخدرات تعاطياً في المحافظة، هي مادة “الكريستال” وبنسبة 37%، تليها الحبوب المسماة “صفر-واحد” بنسبة 28%.

وباحصائية جديدة أخطر، كشفها [مكتب مكافحة المخدرات و الجريمة] التابع [للأمم المتحدة] ان هناك ثلاثة متعاطين من بين كل عشرة اشخاص ضمن الفئة العمرية [١٨-٣٠] في المحافظات الثلاث اهمها النجف، وخصوصاً في العامين الاخيرين.

تواجه النجف طبقاً للاحصائيات الرسمية الموضحة، خطراً كبيراً يهدد مستقبل شبابها، وجميع اهلها بشكل عام، وهي بحاجة لمعالجات حقيقية، نفسية وعاطفية وغيرها، تقلل من اسباب تضخم هذه الظاهرة، من أجل القضاء عليها.

مشكلة المخدرات (عالمياً)، ترتبط بالمنفذ، فالولايات المتحدة مثلاً تسجل اعلى ارقام في التعاطي عند تلك القريبة من المكسيك، وكذلك الدول الافريقية عموماً لصعوبة السيطرة على حدودها، اما في محافظة مثل النجف تحدها الصحراء من جهة، والمحافظات الأخرى من جهات أُخر، تكون الغرابة فيها أشد، اذا ما استثنينا مطار النجف الدولي كمنفذ جوي مهم، يفترض إنه خاضع للرقابة المشددة كما المطارات العالمية.

محاربة هذه الظاهرة مهمة، وقد تأتي الإجراءات من أسفل الهرم صعوداً، أو تبدأ بالعكس بما يحقق الغاية النبيلة للحفاظ على شباب الوطن، وعلى الأقل رسم حد فاصل او نقطة شروع ننطلق منها نحو المعالجات، وإلا القادم سيكون بلا شك أسوء.

احمد فاهم الحسناوي

باحث

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here