خبراء: داعش يسعى للتحوّل إلى تشكيل سرّي لحين انتهاء التحالف الدولي

ترجمة: حامد أحمد

حذّر خبراء أمنيون أميركان انه على الرغم من فقدان تنظيم داعش لكل الأراضي التي كان يحتلها في العراق وسوريا سوى احتفاظه بجيوب مقاومة صغيرة في شرقي سوريا، فإن التنظيم يحاول إعادة تنظيم صفوفه بالتحول لتشكيل جديد سرّي ليس أقل خطورة من السابق .
منذ فترة طويلة كان التنظيم الإرهابي يعدّ نفسه للمتغيرات التي ستلحق به وقد بدأ الآن بالتحول لتبني نهج سري أكثر قرباً الى جذوره .
بروس هوفمان، الخبير بالمجاميع الإرهابية من جامعة جورج تاون في واشنطن، يقول: “تنظيم داعش توقع أن يُهزم ويطرد من الاراضي التي كان يعتبرها دولة خلافته وهيّأ نفسه وفقاً لذلك. وقد تمكن المئات من مسلحي داعش من الهروب من سوريا وتقديم رشاوى لمهرّبين لنقلهم الى تركيا وبسبب ذلك اختفوا وتواروا عن الأنظار ليتحولوا الى تنظيم سري وهي لعبة كان يعدّ لها منذ وقت طويل.”
في دراسة جديدة نشرت تحت عنوان “الظهور الثاني لداعش” قال كل من الخبيرين براندون والاس وجينيفر كافاريلا، من معهد واشنطن للدراسات الحربية إن “المجموعة المسلحة قد شرعت بإعادة تشكيل عملياتها لتعود كتشكيل مسلح إقليمي .”
وجاء في التقرير أيضا: “لقد استحدث تنظيم داعش مصدراً جديداً للتمويل لإعادة بناء مركزه القيادي للسيطرة على المسلحين الباقين المنتشرين لإعدادهم لهجمات مستقبلية واسعة النطاق في كل من العراق وسوريا .”
وقال خبراء إن التنظيم تمكن من تهريب أموال لعدة دول حول الشرق الاوسط باستخدام شركات كواجهة أسسها في العراق مثل تجارة سيارات أو مخازن إلكترونيات أو أدوية أو شركات تصرف عمله .
وقال الخبير سيث جونز، من مركز الدراسات الستراتيجية والدولية CSIS : نحن ندخل مرحلة خطرة جداً، ليس لدي قناعة بأن تنظيم داعش قد سحق أو هزم. لقد تحول الى تنظيم سري وهو ما يلجا إليه أي شخص سيواجه مقاومة من قوة ذات معدات أكثر كفاءة، فهم سيواجهون سلاحاً روسياً متطوراً من ضربات جوية وصواريخ كروز .”
وتساءل جونز قائلا “ماذا سيتوجب عليهم في هذه الحالة؟ إنهم سيختفون، فهم لن يلجأوا الى الساحات المفتوحة كما كان الحال عام 2014 بل سيختبئون تحت الارض لتشكيل شبكة سرية لتنفيذ عمليات اغتيالات مستهدفة وزرع عبوات ناسفة مع انتظار الفرص السانحة لتنفيذ هجمات .”
المعلومات التي جمعها مركز الدراسات الستراتيجية والدولية تظهر انه في بعض المحافظات العراقية مثل كركوك، فإن عدد الهجمات المنسوبة لداعش فيها قد تضاعفت هذا العام مقارنة بالعام الماضي 2017 بمعدل 75 هجوماً في الشهر .
غالباً ما كان التنظيم يستهدف بهجماته زعماء عشائر أو مسؤولين حكوميين أو منتسبي شرطة أو جيش .
أحد مسلحي داعش المتواجدين في سوريا تحدث لصحيفة نيويورك تايمز، عبر تطبيق واتس أب، قائلا “هل تعتقدون أن الاميركان بإمكانهم هزيمتنا؟ إنها حرب استنزاف، عندما يتوقف التحالف عن الضربات الجوية سنرجع للساحة مباشرة، نحن لم نذهب للأبد نحن باقون في سوريا ولدينا الانتحاريون أيضا مستعدون لتنفيذ هجمات ومخبرونا نشطون .”
الخبير هوفمان، يتفق مع الرأي القائل بأن الاميركان والروس يقودان حرب استنزاف ضد إرهابيي داعش، مشيراً بقوله “صراحة نحن لانستطيع مواجهة ذلك. هناك ما يقارب ربع مليون مقاتل سلفي منتشرون في أنحاء العالم .”
وهذا يعادل أربعة أضعاف عدد مسلحي تنظيم القاعدة خلال عام 2001 عندما أشعلت هجماته على أميركا شرارة حرب دول العالم ضد الإرهاب .
عن: صحيفة ستريتس تايمز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here