بــيــان الــلـجــنــة الــتــحــضــيــريـة للمنبر العراقي

لم يعد يخفى على أحد الأحداث التي شابت الإنتخابات الاخيرة في 12/5/2018، وما صاحبها من عزوف وخروقات وتزوير وعنف وتوظيف المال السياسي وتدخلات خارجية وحملات تسقيط سياسية واجتماعية، والتي أدت جميعها الى تعميق التداعيات السلبية على العملية السياسية، والتي لم تلبي من أساسها طموحات الشارع العراقي، بسبب غياب العدالة، وتضخم ظاهرة الفساد الاداري والمالي، والتأثير الاجنبي على الارادة العراقية، وثلم السيادة الوطنية بأبشع صورها، مع إخفاق كبير في قطاعات الدولة الزراعية والصناعية والتجارية والاستثمارية، وترهل كيان الوظيفة واعتماد الولاءات الحزبية في التعيينات لأغراض انتخابية، مع تعطيل متعمد لقانون مجلس الخدمة الاتحادي، وتراجع الخدمات الصحية والمؤسسات التعليمية، وانتشار ظاهرة المخدرات بين الشباب، ونكوص عن بناء مؤسسات الدولة الدستورية كمجلس الاتحاد والمحكمة الاتحادية العليا، وتدهور وضع العاصمة بغداد، وإنعدام الرؤية الاقتصادية وغياب خطط بناء الدولة المتعددة الدخل واعتماد أسس دولة ريعية موردها من الدخل القومي (صادرات النفط) فقط، بالإضافة الى سلبيات في جولات التراخيص التي شابها الكثير من الفساد، والتراجع عن بناء الثروة النفطية بمجهود وطني خالص الى ايكال الموضوع الى الاجنبي، وانتشار السلاح والفصائل المسلحة غير المنضبطة بما يخدم صراعات ومحاور خارجية صار العراقيون وقوداً لها.

إن انكشاف تفكك العملية السياسية، وتسلّط بعض الأطراف الممالئة لأجندات خارجية، يقتضي التصدّي لها عبر تعبئة وطنية وشعبية في أطر تجسّد حقيقة المصالح الوطنية العليا والمطامح المشروعة للجماهير.

من هذا المنطلق، تداعى مواطنون يقلقهم مصير العراق ومستقبله، لتشكيل فريق تحضيري يدعو إلى تجمّع عراقي غير حزبي يأخذ على عاتقه دراسة الأوضاع المزرية التي تحيط بالبلاد، وتهدد مستقبله بعواقب وخيمة، لصياغة برامج ورؤى وأدوات عمل للخروج من الأزمة المدمرة التي تعيد تدويرها المنظومة السياسية المهيمنة على مقدّرات البلاد بدعم خارجي يحقق مصالح لا علاقة لها بالعراق وشعبه.

المنبر العراقي الذي ندعو لإطلاقه ليس له طابع طائفي او جهوي او حزبي، بل هو مشروع عراقي شامل يضم عناصر وطنية بصفتهم الشخصية، ويرحب بمن يرغب بالانضمام، على أن يتسم بالمصداقية والنزاهة والإستعداد على تحمّل المسؤولية، غير متورط بكل ما يمسّ الشرف الوطني.

إننا إذ نعلن الشروع بهذه الخطوة، نؤكد على أنها مفتوحة لكل مواطنة ومواطن عراقي بمعزل عن أي توصيف آخر.

عاش العراق وشعبه الكريم، والمجد والخلود لشهداء العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here