“أحزاب المقاومة” تخطِّط لإخراج 15 ألف جندي ضمن التحالف الدولي في غضون عام

بغداد/ وائل نعمة

منطقياً أن تبدأ قوى سياسية في الوقت الحالي بإعداد مسودة قانون لإجلاء القوات الأجنبية من البلاد، خصوصاً أن عاماً كاملاً قد مر منذ إعلان بغداد القضاء على داعش ووصول أحزاب سياسية كانت تصف نفسها حتى نهاية 2017 بـ”فصائل مقاومة الاحتلال”.
ومبدئياً يمكن للقانون، وهو الاول من نوعه منذ عام 2003، أن يحصل على دعم نصف أعضاء البرلمان، حيث صعد في الانتخابات الأخيرة نحو 50 نائبا، كانوا ضمن وحدات الحشد الشعبي و”فصائل المقاومة” قبل أن يخلعوا ملابسهم العسكرية في أيار الماضي (موعد الانتخابات).
كما أن تحالف “سائرون” الذي يهيمن عليه أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هم من أكثر أعداء القوات الامريكية، بالاضافة الى عدد من المؤيدين والمتحمسين للفكرة من الاحزاب الشيعية، ونواب سُنّة من المناطق الغربية معارضين للقوات الاجنبية.
في شهر تشرين الاول الماضي، قال القيادي السابق في الحشد الشعبي، والنائب عن تحالف فتح أحمد الأسدي، بأن سحب القوات الاجنبية من العراق هو “المطلب الاول” لكتلته.
وفي الشهر نفسه قال النائب عباس عليوي عن تحالف سائرون إن أي مقترح لقرار او قانون يتعلق بإخراج القوات الاجنبية وخاصة القوات الامريكية من العراق “سنكون أول الداعمين له بقوة”.
السبت الماضي، كشف النائب عن تحالف البناء محمد البلداوي، عن وصول مسودة قرار سحب القوات الأميركية إلى اللجنة القانونية النيابية من اجل صياغته وطرحه للتصويت.
وبحسب تسريبات وردت الى (المدى) فان مشروع القانون المراد تقديمه الى البرلمان، ينص على مغادرة كل القوات الأجنبية، بما فيها الأميركية، من البلاد بحلول نهاية العام 2019، في مهلة غير قابلة للتمديد.
كما يتضمن مشروع القانون إلغاء الاتفاقية الأمنية الستراتيجية الموقعة بين واشنطن وبغداد، والتي تم بموجبها الانسحاب الأميركي من البلاد بشكل نهائي في العام 2011.
وقال رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في شباط الماضي للصحفيين في بغداد، إن هناك خطة لخفض عدد قوات التحالف تدريجياً.
كما قال المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية في ذلك الوقت، إن القوات الأميركية بدأت خفض أعدادها لكن جزءاً منها سيبقى.
وقبل الانتخابات كانت أغلب الجهات في العراق حتى الشيعية منها، لاتصرح بشكل واضح عن رغبتها بانسحاب ثانٍ للقوات – بعد انسحاب 2011 الذي أعقبه ظهور داعش بأقل من 3 سنوات- خوفاً من رأي الشارع وإيران.
وتظهر الحاجة لبقاء القوات الاميركية الآن، بحسب مسؤولين، الى عدم زوال خطر داعش بشكل نهائي من داخل البلاد ومن محيطه أيضاً، فضلا عن عدم استكمال القوات العراقية كلّ قدراتها وخاصة في ما يتعلق بالغطاء الجوي والاستخبارات.

من هي القوات الأجنبية ؟
في شباط الماضي قال العبادي إن عدد قوات التحالف أقل من 10 آلاف، لكن بحسب إحصائية أجرتها (المدى) إن هناك نحو 15 الف جندي ضمن 14 دولة، يتوزعون في 11 معسكرا. وأكبر القوات هي الامريكية بنحو 10 مقاتل.
ومؤخرا قالت مصادر عسكرية في الانبار، ان 9 الاف جندي امريكي في المحافظة، يتوزعون في 6 مواقع، فيما تقول وزارة الدفاع الامريكية ان عدد قواتها اقل من 6 الاف.
وتضم القوات الامريكية 1200 جندي “مارينز”. وتضم قواعدهم كتيبة مدفعية ثقيلة في غرب العراق، وسرب طائرات “أباتشي” يتولى مهام عديدة، أبرزها حماية بغداد ومناطق تواجد الأميركيين كالمنطقة الخضراء، التي تضم السفارة الأميركية ومطار بغداد الدولي، إضافة إلى أربع طائرات نقل من طراز “تشينوك”، إلى جانب أكثر من 80 طائرة مقاتلة غالبيتها من طراز (أف 16 وأف 18) تنطلق من قاعدتي أنجرليك التركية وقاعدة أخرى بالكويت، وثالثة من حاملة الطائرات جورج واشنطن في مياه الخليج العربي.
وتأتي القوات الإسبانية في المرتبة الثانية بعد القوات الامريكية، حيث يوجد 541 جندياً إسبانياً مهمتهم الأولى تدريب الجيش والشرطة، ولا تمتلك تلك القوات أي أسلحة أو معدات ثقيلة ولا غطاءً جوياً.
بالمقابل تتواجد فرقة بريطانية خاصة، تقدر بنحو 350 جنديا وخبيرا عسكريا في العراق، يتركزون في أربيل ونينوى، إلا أنهم لا يشاركون بأي نشاط قتالي مباشر ويكتفون بالتدريب، والدعم الجوي واللوجستي.
وتشارك بريطانيا بالعراق جواً عبر 8 طائرات من طراز “تورنادو”، وطائرات مراقبة مختلفة فضلا عن المدمرة “تي بي 45”.
أما تركيا التي يقدر عدد قواتها بـ2000 جندي، فوجودها غير رسمي بحسب تصريحات الحكومة العراقية. وأقامت 11 قاعدة عسكرية في شمالي العراق، بحسب ما أعلنه رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم، في حزيران الماضي، وتملك اسلحة مدرعة ودبابات للدفاع عن مواقعها.
وتتواجد في العراق قوات استرالية تقدر بـ 200 جندي من القوات الخاصة. وتشرف على عمليات دعم وتدريب ورصد إلكتروني لنشاط تنظيم “داعش”. وتمتلك 6 طائرات من طراز “أف 18”.
وتمتلك بلجيكا 120 مدربا وجنديا في معسكر داخل الأراضي الأردنية الحدودية مع العراق، وفي إقليم كردستان، مهمتها الرصد والاستطلاع وتمتلك 6 طائرات من طراز (أف 16) و(فايتنغ فالكون).
وتتواجد في بغداد وأربيل قوات كندية للدعم والتدريب وتزويد القوات العراقية بالصور الجوية وعددها الإجمالي 700 جندي وتمتلك 6 طائرات مقاتلة من طراز (أف أي 18).
قررت كندا في أيار الماضي تمديد مهمتها العسكرية في العراق حتى 31 آذار من العام 2019.
وتمتلك الدنمارك 140 عسكرياً، غالبيتهم غير قتاليين لأغراض التدريب والاستشارة، ولهم قاعدة صغيرة تتقاسمها مع البيشمركة الكردية جنوب غرب مدينة أربيل. وتشارك بسبع طائرات من طراز (أف 16).
وفي أيار الماضي، قالت الدنمارك إنها ستسحب حوالي 60 من قواتها الخاصة من العراق، وقالت إن الانسحاب التدريجي سينتهي في أواخر الخريف.
كذلك يتواجد نحو 500 جندي وعسكري فرنسي في العراق، ضمن وحدة المهام الفرنسية الخاصة، ويتولى غالبيتهم أعمالا استشارية وتقديم دعم استخباري ومعلومات، وتحليل الصور الجوية التي يزودون بها مقاتلات “الرافال” و”الميراج” الفرنسية، البالغ عددها 15 مقاتلة. وشاركت كتيبة مدفعية ميدان في قصف مواقع داعش شمال العراق.
وتمتلك ألمانيا 150 عسكرياً، غالبيتهم ضباط؛ وهم جزء من وحدة أوروبية وتشرف على دورات وبرامج التعليم على كيفية استعمال الأسلحة الأوروبية التي تقدم بين الحين والآخر للعراق، بالاضافة الى نحو 450 جندياً إيطالياً، وتشارك إيطاليا بـ4 طائرات تورنيدو في التحالف الدولي، ونحو 30 عربة مدرعة مدمرة من طراز “بي 1 سيناتور”.
وتمتلك هولندا نحو 150 جندياً بالوقت الحالي، مهمتهم التدريب. وتمتلك هولندا 6 طائرات (أف 16) ومنظومة صواريخ دفاع جوي من طراز (إم آي إم-104) باتريوت، فيما تلملك السويد 40 جنديا بمهمات استشارية.
وأعلنت هولندا في ايلول الماضي، أن مشاركة قواتها في العراق ستنتقل من الهجمات ضد تنظيم “داعش” إلى تعزيز الأمن.
بالمقابل قرر البرلمان السويدي، الاسبوع الماضي، استمرار عمل بعثة السويد، ومشاركتها في تدريب القوات العسكرية العراقية، خلال العام المقبل 2019.
وتمتلك النرويج 110 جنود. وقال وزير الدفاع النرويجي فرانك باك جينسن في آذار الماضي، ان قوات بلاده في العراق قد تم تمديد تواجدها حتى نهاية عام 2018 فيما ستحافظ القوات على نفس مستوى أعدادها تقريبا مع زيادة نشر وحدات طبية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here