بالامس البشير بدمشق وغدا اردوغان

نعيم الهاشمي الخفاجي

زيارة البشير لدمشق تكشف تسابق الدول في التعامل مع الاسد، لم تكن زيارة عمر البشير حالة عرضية لزيارة سوريا والاجتماع مع الرئيس بشار الاسد، اليوم عمر البشير وغدا اردوغان، المتابع للتصريحات الاعلاميةصدرة من قيادات مثل السودانية وزيارة البشير لدمشق والتصريحات التركية واخرها تصريح وزير الخارجية التركي حيث اعلن اذا اختار الشعب السوري بشار الاسد فسوف نتعامل معه، التصريحات التي صدرة تتوافق مع التطورات السياسية على الأرض، بل هو اعتراف بالأمر الواقع، بعدتقارب اردوغان مع بوتين ومن خلال الرئيس الروسي عمل على فتح قنوات تقارب بصمت مع الدولة السورية منذ فترة ليست بقصيرة، ضمن سياسة جديدة بالتعاون مع إيران وروسيا بعد الانقلاب الفاشل الذي كاد ان يطيح بالشيطان اردوغان لولا استعانته بجماهيره لافشال الانقلابوالقضاء على اخر عقبة لمنع اسلمة تركيا وهي المؤسسة العسكرية، وفعلا بات الجيش يطيع اردوغان، هناك ثمن قدمه اردوغان وهو التخلي عن المعارضة السورية، أن من قضى على المعارضة السورية فعلياً لم تكن قوات السورية وتحالفها وانما سلاح الجو الروسي وابتعاد حكومة أنقرةعن معسكر امريكا والسعودية الوهابي الداعشي، اردوغان يحاول ايجاد تمثيل لحركة الاخوان ولو بشكل اسمي في الحكومات السورية القادمة من خلال تقرب اردوغان من إيران وروسيا، وانسحاب تركيا من دعم الفصائل الارهابية من المشهد السوري السابق أدى إلى انهيار المعارضةالسياسية والمسلحة، وذلك بسبب وجود قياداة حركة الاخوان التابعه لطيب اردوغان جعلت من تركيا الحاضن الرئيسي للمعارضة المسلحة منذ اندلاع الهجمة الارهابية العالمية ضد سوريا في عام 2011.
الخروج التركي من دعم مشروع العصابات الارهابية المسماة في المعارضة وان هناك معارضة معتدلة ووطنية كشف حقيقة اجرام العصابات الارهابية الوهابية بكل مسمياتها، وتم تصفية التنظيمات الوهابية من دمشق واريافها والقنيطرة وحمص ودرعا والسويداء وصولا للاراضي العراقية،وثبت زيف وكذب الشعارات الوطنية التي كانت تطقها دول الخليج للتغطية عن حقيقة عصاباتها الارهابية، والحقيقة لم تتبقَ سوى بضعة فصائل قام الأتراك في دعمها لاسباب قومية واستخدامهم لمقاتلة التنظيمات الكردية التي تشكل قلق وكابوس مزعج لطيب اردوغان، ايضا السلطاتالتركية أبعدت عدداً كبيرا من القيادات السورية من التنظيمات الارهابية المتخفية في اسم المعارضة إلى خارج الأراضي التركية لدول الخليج ومنهم زهران علوش قائد فيلق ارتكب هو وشقيقه الهالك محمد زهران علوش اقذر اساليب القتل بحق المكونات السورية وهو القائل سوفترحل زينب بنت علي بن ابي طالب ع مع الاسد، اردوغان طردهم بعد أن كانوا يسكنون في إسطنبول لدول الخليج وبشكل خاص الى السعودية.
بعد كل تلك الاحداث والوقائع تركيا أصبحت أقرب إلى الأسد وايران بسبب العامل الروسي القوي والذي بات صديق لطيب اردوغان، وهي الآن ضد الوجود الأميركي في اشكال متعددة وتقاتل المعارضة السورية المدعومة امريكيا في شرق الفرات.
اتذكر في ليلة الانقلاب الفاشل ضد اردوغان اتصل بي اعلامي من احدى القنوات الفضائية وسألني، وفي ساعتها بعض المتطفلين كانوا يسوقون لكذبة ان اردوغان عمل الانقلاب لكي يقضي على الجيش التركي، قلت له لنكن صريحين ماحدث اليوم في تركيا يذكرني بما حدث في طهران عام ١٩٧٩ووصول الامام الخميني رض للسلطة وخروج ايران من معسكر امريكا، الاخ ضحك، قلت له بيننا الايام تكشف حقيقة ذلك، مشكلة الاعلام العراقي يفتح ابوابه للمرتزقة والدجالين وانصار الاحزاب لذلك غالبية المحللين يحللون عكس ماهو في قناعاتهم، بعد الانقلاب ذهب اردوغان صوب روسيا وأن المسؤولين الأتراك يبررون موقفهم الجديد هذا وانسحابهم من دعم عصابات الخليج ان التقرب لروسيا وطهران ودمشق ضد خطر الأكراد الذي يهدد الوضع التركي، وايضا بسبب تورط السعودية والامارات بدعم الانقلاب الفاشل، وكذلك الخوف من الاكراد خوف مبرر وصحيح، التوجهالتركي على مستويات مختلفة خلق واقع سياسي جديد وعمل حلف جديد مع إيران وروسيا في المنطقة الذي يستوجب التخلص من المعارضة الوهابية التكفيرية التي تهدد روسيا نفسها، بل حتى الامريكان قالوا السياسة التركية تتعارض مع المصالح الأميركية، وكذلك مع حلف الناتو،وتركيا كانت ولازالت عضو فيه. ومثال ذلك، عزم تركيا على شراء نظام الصواريخ S – 400 الروسي يثير غضب واشنطن، الموقف الايراني الرافض للانقلاب في تركيا ولد إصرار تركيا على التقارب مع إيران ورفض محاصرتها مؤشر على طبيعة التوجهات التركية في المنطقة، زيارة الرئيسالسوداني عمر البشير إلى دمشق قيمتها ازالة العقبات من زيارات لقادة ورؤساء دول لدمشق والاجتماع مع الاسد الذي خرج منتصرا بالحرب التي شنت ضده من خلال جيوش المرتزقة للعصابات الوهابية التي قدمت لسوريا من اكثز من ١٠٠ دولة من دول العالم، فالتقارب التركي مع الأسد باتت حقيقة والاجواء مهيئة لزيارة اردوغان لدمشق، لغة اردوغان بدخول منبج وشرق الفرات باتت واضحة، الامريكان لم يبق لهم سوى قاعدة التنف ضمن جغرافية صغيره لذلك اعتمد الامريكان على أكراد سوريا والعشائر العربية لمواجهة الحكومة السورية، خروج اردوغان من المضلةالامريكية اربك المخططات التي اعدت سابقا لسوريا والمنطقة، لكن على السوريين فتح قنوات اتصال مع الغرب لايجاد حل دائم ينهي المظاهر الارهابية، الارهاب رسائل سياسية ومتى ماوجد حل سياسي في اليوم الثاني ينتهي الارهاب، اليوم عمر البشير بدمشق وقريبا اردوغان، كل الارهابالذي وقع بالعراق كان ولازال يحمل رسائل سياسية متى ما تم الاستجابة للمطالب الى اللاعبين الكبار ينتهي الارهاب، الاكراد العائق الذي يواجههم هو اردوغان وهو لاغيره الذي يمنع اقامة دولة كوردية ولربما يتخذ القادة الاكراد قرار في ايجاد حل مع اردوغان من خلال ضم المناطقالكوردية في سوريا والعراق ضمن اتحاد كونفدرالي تحت سيادة وظل السلطان طيب اردوغان ويستفاد من الثروات الموجودة في المناطق الكوردية ويعطيهم حق اتحاد كونفدرالي ترفض اعطاء حق هذا الاتحاد الكونفدرالي حكومة بغداد ودمشق، وياليت يقتنع القادة الكورد في الانضمام لتركيابشكل كونفدرالي ليريحوا انفسهم ويريحوا المنطقة من المشاكل والصراعات، في الختام زيارة عمر البشير بداية لتقاطر زعماء عرب ومسلمين لزيارة سوريا بقيادة بشار الاسد، انتصر اﻷسد، اتذكر عندما شنت الحرب ضد سوريا كنت في مجلس ايام عاشوراء في ديوان السادة ال الحلو والخطيبكان السيد عامر الحلو احد العلماء المثقفين وله مؤلفات رائعة سأله شخص كرر السؤال ثلاث مرات بلحظة واحدة اثارت انتباه السيد لشخصية السائل حيث قال له ( سيد هل يسقط اﻷسد) التفت اليه السيد عامر الحلو قال له هل سمعت في غابة واوي هزم أسد؟ قال له لا، قال له اﻷسد فياﻷخير ينتصر هههههههه وفعلا حقق النصر وحتى حبيب العرب نتنياهو ووزير دفاعه اﻷمين حمامة سلام العربان ليبرمان قال لقد انتصر اﻷسد وعلينا ان نتعامل مع جار سوري قائده بشار الاسد.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here