شباب الموصل يبحثون عن ورش تدريبيّة تمكّنهم من إيجاد عمل

ترجمة/ حامد أحمد

خلال حقبة سيطرة تنظيم داعش كثير من الطلاب غادروا المدارس في الموصل بسبب التغييرات التي طرأت على المناهج الدراسية والتركيز أكثر على القتال والعنف. محمد 18 عاما، لم يستطع إكمال دراسته الثانوية، مشيراً الى أن “المنهاج الجديد الذي وضعه داعش لم يشجعني على اكمال الدراسة حيث كنت مرهقاً ذهنيا وكان علي أن أعمل من أجل العيش .”

غادر محمد المدرسة ليعمل مع عمه في محل لبيع العطور ومساحيق التجميل لمساعدة عائلته في كسب العيش ولكن المحل أغلق لأن تنظيم داعش لم يسمح ببيع مواد التجميل. وتم تحويل المحل إلى مقهى وبقي يعمل فيه حين استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش العام الماضي .
ديما عصام، منسقة المركز النرويجي للشباب في الموصل قالت ان المجلس النرويجي للاجئين NRC قد عمد الى فتح هذا المركز لمعالجة الازمة الاقتصادية التي يواجهها الشباب في الموصل بعد سنوات من الحرب لعدم توافر فرص عمل وصعوبة متطلبات العيش، مشيرة الى أن مركز الخبرات التكنولوجية للشباب الذي افتتحه المجلس النرويجي للاجئين يوفر كورسات تدريبية للشباب العاطل عن العمل ويمنحهم خبرات جديدة في مجال صيانة وتصليح الاجهزة الإلكترونية ليمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وفتح ورش خاصة بهم في السوق .
كان محمد، احد الملتحقين بالدورات التدريبية لهذا المركز في مجال صيانة وتصليج اجهزة الموبايل واليوم يعمل في محل لبيع وصيانة اجهزة الموبايل في الموصل .
يقول محمد “سمعت بالمركز النرويجي لتطوير مهارات الشباب والتحقت به، تصليح أجهزة الموبايل كانت هواية بالنسبة لي ولكني كسبت مهارات وخبرات جديدة في هذا المجال .”
منسّقة المركز دينا عصام، تقول انه على الرغم من أن 1200 شاب تقدم للتسجيل على هذه الدورات فإن الطاقة الاستيعابية للمركز هي 400 طالب فقط .
ومضت عصام بقولها “كل يوم يزورنا عدد من الناس في المركز لغرض التسجيل، ولكن لسوء الحظ لا يمكننا تسجيل أسمائهم لعدم الاستيعاب وكذلك لا نعرف فيما إذا سيكون هناك تمويل كاف لكي نستمر بفتح دورات جديدة .”
وقال محمد “الدورات التعليمية ساعدتني بالعثور على عمل، وهناك الكثير من أصدقائي ما يزالون يبحثون عن فرصة عمل في الموصل لكنها صعبة جدا، على الحكومة العراقية أو المنظمات ان تعمل على تأسيس مثل هكذا مبادرة وتمويل الشباب بمشاريع صغيرة لينتفعوا بها .”
رحمة 16 عاما، هي إحدى الشابات الصغيرات التي كانت محظوظة في دخول دورة على الحاسوب داخل المركز النرويجي لتطوير مهارات البرامجيات وتكنولوجيا الحاسبات.
وقالت رحمة “أنا دخلت هذه الدورة لأتمكن من استحداث مواقع على الانترنت للمنظمات المحلية وكذلك أريد عرض قدراتي ومهاراتي كفتاة في هذا المجال كما هو الحال مع الشباب .”
أمينة 25 عاما، خسرت ثلاث سنوات من دراستها في كلية التقنيات الطبية في الموصل بعد احتلال تنظيم داعش للمدينة عام 2014، حيث أُغلقت الجامعات والوضع لم يكن آمنا. بعد تحرير الموصل العام الماضي تمكنت عندها أمينة من العودة الى كليتها وتخرجت منها.
وقالت أمينة “التحقت بدورة تكنولوجية في المركز النرويجي حيث تلقيت معلومات إضافية لما درسته خلال الدراسة الجامعية، اكتسبت مهارة تطبيقية عملية لم أحصل عليها في الكلية حيث كانت الدراسة نظرية فقط .”
تأمل أمينة، الحصول على عمل في شركة تتعلق بتكنولوجيات التقنيات أو إنشاء ورشة خاصة بها، وتؤكد بقولها “يتوجب أن يكون هناك دعم للفتيات في مجتمعنا، هذه الدورات مهمة جدا ومفيدة ولكننا نريد دعم من الحكومة على شكل قروض صغيرة أو مساعدة بتوفير أدوات أساسية نستطيع أن نفتح بها مشروعاً .”
عن: المجلس النرويجي للاجئين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here