السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي “عادل عبد المهدي” المحترَم {ما هكذا تورَد الإبل}!

سالم لطيف العنبكي

{ما هكذا تورَد الإبل} أو تعالج أمور ومشاكل العراق وشعبه! بطريقة “عصى موسى”!…. نشر بالأمس في قناة “العراقية نيوز” لقاء السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي ببعض أهالي منطقة “بوب الشام”؛ وطلبات الأهالي في تلك المناطقوالتي هي من المناطق العشوائية التي تنتشر حول بغداد بالمئات ومنذ عشرات السنين! فهل سوف يقضي السيد “عادل” وقته في التجوال بين هذه المناطق لتأمين طلباتها وحل مشاكلها من دون الرجوع إلى وزرائه وتحميلهم المسؤولية للدراسة والإطلاع على أوضاع هذه المناطق كل حسب اختصاصهوالبدء بالتخطيط لوضع الحلول الجذرية لها وبناء البُنى التحتية الضرورية لها ثم إنجاز الخدمات ومتابعة سير العمل فيها.. هذه هي الطريقة المثلى لحل مشاكل العراق وشعبه.

لقد كان المشهد لهذه الزيارة بالأمس مخيب للآمال! ابتداء بمظهر السيد “عادل” المتواضع أكثر من اللازم! وبوضع مرتبك غير منظم أو مرتب لشخصية سياسية عراقية مهمة .. يقال أن الإمام علي بن أبي طالب ع كان زاهداً حقاًويرتدي ثياباً بالية في يومه العادي وحين يحضر مجالس الحكم يرتدي الحرير! لإظهار هيبة الحاكم وفرض طاعته! .. لقد ظهر السيد “عادل” بالأمس بمظهر غير مقبول مهما نوى التواضع فلا بد أن تكون له هيبة واحترام وكان يبدو عليه الإرباك وهو يضع يده تحت إبطه ومرة أخرى يتكتفبكلتا يديه! يتجاذبه مجالسَيْه من اليمين والشمال؛ والفاسدون من مسئولي المنطقة يتجادلون بينهم بحضوره وكأن لا وجود لهذه الشخصية المهمة التي تمثل العراق وشعب العراق! .. كان من المفروض أن يكون السيد الرئيس يجلس على منضدة مسئول المنطقة والآخرون حوله ويلتزموا بالآدابوالأخلاق والاحترام المطلوب لحفظ قيمة شخصية هذا المسئول الأول في العراق! لكن المشهد كان فوضى و”سوك هرج” وواحد منهم جلس إلى جانب السيد “عادل” وبيده ملف ويملي عليه طلباته بأسلوب فج ومرفوض وهو يصغي له و”الهوسه” حولهم وهناك شباب وأطفال من الحاضرين يتصرفون بلااحترام ولا أدب! ثم يبحث السيد “عادل” عن قلمه! ويعثر عليه بصعوبة من جيبه ويخرج دفتر صغير ليسجل طلبات ذاك الشخص ويتعثر قلمه في الكتابة ليتفضل عليه واحد من “الفاسدين” ويناوله قلمه ليكمل الكتابة ثم يمد يده مرة أخرى ليأخذ قلم رئيس مجلس وزراء العراق المشلول (ليحتفظبه للذكرى)!! والذي لا يملك غيره وليس هناك من مرافقيه مَنْ يناوله قلم آخر!!.. هذه التصرفات لا علاقة لها بالبساطة والتواضع !! إنها مغالات فيها أو تظاهر بها في غير محلها!! أو سوء تصرف من منظمي ومسئولي زيارات السيد الرئيس!. بهذه الطريقة للزيارات ستتحرك مناطق أخرىلتلبية احتياجاتها وتنفيذ مطالبها بدءا بالتظاهرات إلى أعمال عنف لا لزوم لها .. حيث هناك مئات المناطق العشوائية التي تحتاج إلى عمل كثير فهل سوف يحسمها كلها السيد “عادل” بهذه الطريقة العشوائية أيضاً!!؟

إذا استمر السيد “عادل عبد المهدي” لحل مشاكل وأمور العراق وشعبه بهذه الطريقة وإذا كانت لديه الإمكانية لذلك فلا حاجة له بالوزراء وهو على كل شيء قدير..المفروض أن يحث وزراءه بالتحرك والخروج من “عروشهم” إلى ساحاتالعمل والتنفيذ ومتابعة أعمالهم ومحاسبتهم في كل جلسة ومطالبتهم بتقديم تقارير عن نشاطاتهم ومنجزاتهم وتعلن منجزاتهم على الجمهور والرأي العام ليطمئن هذه المرة أن هناك من يعمل بصدق وإخلاص للوصول إلى الأهداف المرسومة والمطلوبة .. أما أن نحل المشاكل بالأسلوب الذييتبعه السيد عادل عبد المهدي ونموذجه ما جرى بالأمس في منطقة “بوب الشامل” فعلى الشام وبواباته السلام. وما هكذا تورَد الإبل ولا هكذا يدار الحكم في العراق وسوف ينتهي موعده ونحن “ايد من وره وايد من كدام” ونعيد الكرة خمسين مره بلا نتيجة؛ فساد وسرقات وعقود زائفةوفي النهاية الهروب بالجمل بما حمل!! ..ويبقى أبناء الشعب العراقي في معاناتهم وفقرهم ومرضهم وبطالتهم “يعمهون” وإلى رئيس جديد .. وهكذا دواليك.. {كُلَّمَادَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ} (38)الاعراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here