نادية مراد شجاعة أم عنصرية

الهام حسين …… 19-12-2018
إن بعض العراقيين شغوفون بالجدال ميالون لفرض رأيهم على الآخرين ويتعمقون بالمعاني وكل واحد فيهم يفسر الكلام أو الموضوع حسبما يراه هو، ولا وجود للاتفاق على رأي واحد بينهم ولهذا السبب هم لم ينسجموا مع بعضهم الا ما ندر. ولتفشي الفرقة بينهم فان تسمية فراق بدلا عن عراق، تليق بهم.
والكلام هنا هو بخصوص الشجاعة نادية مراد التي إستطاعت أن ترد الاعتبار لنفسها ولأهلها وبني جنسها ضد حثالة الدواعش ونالت جائزة نوبل للسلام لعملها الانساني بفضح المجرمين وتقديم اسماءهم الى الامم المتحدة لينالوا جزاءهم الذي يستحقوه ، وهي أول من نال هذه الجائزة في العراق.
سمعت عن هذه العراقية البطلة حالي حال الجميع من وسائط التواصل الاجتماعي ونشرات الاخبار العالمية والمحلية فأعجبت بشجاعتها وأصرارها على التشهير بمن إغتال عفتها وقتل أعز الناس اليها وشرد معارفها وسرق وهدم قريتها ومستقبلها واهان معتقدها ومعتقد أهلها ولم يبقي لها قشة تستنجد بها فياويلتي على مصيبتها، ثم رأيتها في التلفاز في مقابلة تلفزيونية في دولة العدو الصهيوني فأنتابني الغضب لذلك ….كيف تستنجد بدولة اسرائيل التي هي أيضاً دولة مغتصبة وأنشأت على أرض مسروقة من أناس غيرهم فقلت بيني وبين نفسي ان هؤولاء الذين أتوا بها الى دولة أسرائيل يعرفون كيف يستغلون الفرص بالتشهير بالمسلمين وكأنهم ليس لديهم مثلبة يدانون بها، فغرروا بنادية التي والحق يقال ليس معها أي رابط يربطها بالفلسطينيين، لا ديانتها ولا قوميتها التي لا تعرفها فهي تارة عربية وتارة كردية وهي في عمر صغير جداً عندما أختطفت من داعش !!! ثم ما الذي سمعت به نادية عن الفلسطينيين غير الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم أو سياراتهم في وسط وجنوب العراق وقتلوا الآلاف من العراقيين وخلفوا الآلاف من الارامل واليتامى وهدموا البني التحتية للبلد.
حتى بدأت الاقلام تسطر شتى الاتهامات التي ليس لها من سلطان على المحاربة التي لم يستطع الشرسون بكل وسائلهم الوحشية من إسكاتها وإخضاعها لسيطرتهم. حينها لم يكن ما لدي لأكتب عنها فقلت صبراً لإقرأ كتابها وأقرر بنفسي. بعد أن أنتهيت من قراءة كتابها المعنون ( البنت الاخيرة ) وأنفطر قلبي لمأساة أخرى تضاف الى المآسي الكثيرة التي عانى منها الشعب العراقي و لما قاسته هذه العراقية البطلة من أفظع أنواع العبودية وإنتهاك الانسانية بجعلها سبيه من السبايا ولا شيء غير ذلك، فأتخذت قراري بأن نادية مراد تستحق بجدارة جائزة نوبل للسلام وهي فخر للعراق وكل العراقيين.
وجدت في كتاب البنت الاخيرة، قصة حياتها وإختطافها وكل ما يخص حياة الايزديين وحياة أسرتها وهي لم تتطرق لإنتقاد الحكومة العراقية بأي شكل من الاشكال بل إنها إنتقدت الامريكان بعدم نجدتهم وإنتقدت البيشمركة بشكل مكثف كذلك كونهم أي الايزديين كانوا تحت سيطرة البيشمركة آنذاك وكانوا قد أعطوهم وعد بحمايتهم وأخلفوا بوعدهم، ولم تتطرق لإنتقاد الجيش العراقي بعدم مساعدتهم وإنما ذكرت أن الاسلحة التي كانت بيد داعش كانت أسلحة الجيش العراقي بعد إنسحابهم من مواقعهم ومن لا يتفق وهذا الكلام والكل يعرف ذلك؟
البعض يصف نادية بأنها عنصرية ولم تتكلم عن الاضرار التي تعرض لها الشعب العراقي من غير الايزديين والحقيقة أن نادية قد ذكرت في كتابها عن غير الايزديين ومعاناتهم المشابهة ولم يكن هنالك مجال في الكتاب لذكر تفاصيل أخرى والكتاب سميك بما فيه الكفاية ولو أرادت أن تسهب بالحديث عن الآخرين من العراقيين ومعاناتهم لانتهت بمجلدات وليس كتاباً واحداً.
أما قضية الشاب الشهم الذي ساعدها في الهروب فوصفته بأحسن وصف وكتبت عنه كل ما هو جيد وحسب إعتقادي أنها جاهزة لمساعدته بكل ما تستطيع الى ذلك سبيلا.
البعض الآخر يرى أن هنالك الكثيرين غيرها من يستاهل الجائزة، بالتأكيد هنالك كثر ويستاهلون الجائزة لكنهم لم يسعوا لها كما سعت هي وبعملها هذا فضحت داعش الارهابي عملياً وأعطت بذلك حججاً لإدانتهم.
والبعض الآخر يرى القضية بشكل متخلف جداً ويعتبر المعتدى عليها من باب اولى أن تسكت وتختفي عن الانظار وبذلك يفلت المجرم وتبقى هي حبيسة آلامها النفسية والجسدية وتتكرر الجريمة على أخريات ليس لهم ذنب مثلها.
أما الذي كتبته عن اصدقاءهم المسلمين الذين عندما يأتون الى بيتهم للزيارة ما كانوا ليتذوقوا من طعامهم بحجج واهية وهم أي المضيفين يعرفون السبب جيداً كونهم أيزديين ولا أعتقد أن هذا الكلام غير صحيح وليس واقعي وهي من أتت به من خيالها. وكذلك وصفت الدواعش وإيمانهم المطلق بأن أخذ السبايا حق من حقوقهم الدينية على غير المسلمين وليسوا من أهل الكتاب والى آخره من الهرطقات التي يؤمن بها بعض المسلمين ولم يمنعها أي من رجال الدين المسلمين ولم يضعوا لها ضوابط وتخريجات من منع حدوثها في زمننا الراهن. وتبقى نادية مراد إبنة العراق، لا كردية ولا عربية ولا أيزدية بل عراقية والسلام

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here