صفقة تركية – أمريكية تؤجل اجتياح شرقي الفرات

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا تحسّناً كبيراً بعد أشهر من تدهورها إلى أدنى مستوى مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، ما أثار تكهّنات باحتمال توصّل البلدين إلى صفقة غير معلنة، في وقت توعّد أردوغان ب«التخلّص» من الإرهابيين والمقاتلين الأكراد في الشمال السوري، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا.
وأكد أردوغان في خطاب في إسطنبول أن بلاده ستعمل على «التخلّص من (وحدات حماية الشعب الكردية) وفلول «داعش»» في شمالي سوريا. لكن أردوغان أعلن أنه قرر، في ضوء قرار الولايات المتحدة ومحادثة هاتفية أجراها مع رئيسها دونالد ترامب في 14 ديسمبر/ كانون الأول أن يؤجل، في الوقت الراهن، عملية عسكرية ينوي إطلاقها في شمالي سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية. لكن الرئيس التركي أوضح أن «هذا التأجيل لن يكون لأجل غير مسمى». وقال أردوغان: «في الانتظار سوف نعد خططاً للتخلّص من عناصر تنظيم داعش في سوريا، وفقاً لما تم الاتفاق عليه خلال المحادثة مع الرئيس ترامب».

وكانت صحيفة تركية كشفت أمس، أن دونالد ترامب اتخذ قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع أردوغان بعد أن تعهّد الأخير بالاستمرار في مكافحة الإرهابيين، فيما أشار أردوغان إلى أن تركيا ستؤجل عمليتها المقررة هناك بضعة أشهر. وجرت هذه المكالمة الهاتفية في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول. وقالت وقتها مصادر في الرئاسة التركية: إن الرئيسين اتفقا على التعاون «تعاون أكثر فعالية» في سوريا. ودارت هذه المناقشات إثر تهديد تركيا أكثر من مرّة بشنّ هجوم جديد في المنطقة الواقعة شرق الفرات ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنّفها أنقرة في عداد المجموعات «الإرهابية»، في حين تعدّها واشنطن حليفاً لها في حربها ضدّ تنظيم «داعش». وقد اتخذ ترامب خلال هذه المكالمة الهاتفية قرار سحب الجنود الأمريكيين من سوريا، بحسب ما كشفت صحيفة «حرييت» أمس. وأفادت الصحيفة نقلاً عن محضر المكالمة أن ترامب سأل نظيره التركي «هل ستتخلّصون من فلول «داعش» إذا ما انسحبنا من سوريا؟». فردّ عليه أردوغان بالقول: «سنتولّى الأمر»، مذكّراً نظيره الأمريكي بأنه سبق لتركيا أن «قضت على 4 آلاف عنصر» من تنظيم «داعش» خلال عملية درع الفرات التي شنتها في 2016. وبعد هذه المكالمة، طلب ترامب من مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان أيضاً على الخط خلال الاتصال «البدء بالعمل» على الانسحاب، وفق ما جاء في صحيفة «حرييت». وبعد ثلاثة أيام من المكالمة، اتصل بولتون في السابع عشر من ديسمبر/كانون الأول بالمستشار الرئيسي لأردوغان إبراهيم كالين لإعلامه بأن «التحضيرات جارية لسحب» القوات الأمريكية، بحسب المصدر عينه. وأعلن ترامب عن هذا القرار رسمياً في التاسع عشر من الشهر نفسه.
إلى ذلك، قال الكرملين أمس: إنه لا يفهم ما هي الخطوات التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة في سوريا، وإن اتخاذ القرارات بشكل متخبط لا يمكن التنبؤ به، يسبب حالة من عدم الارتياح في الشؤون الدولية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إن موسكو تريد مزيداً من المعلومات عن الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية من سوريا الذي أعلنه ترامب بصورة غير متوقعة الأسبوع الماضي. (وكالات) –

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here