دعوة السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي إلىرئيس الفاتيكان لأسوأ مكان!!؟

سالم لطيف العنبكي

السياحة الدينية والآثارية في العراق ثروة أخرى!

بالأمس وبمناسبة زيارة نائب رئيس الفاتيكان إلى بغداد؛ قدم السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي دعوةإلى رئيس “الفاتيكان” بهذه المناسبة لزيارة “مقام إبراهيم” أو محل ولادته في منطقة “أور” الأثرية؛ ولا ندري هل يعلم السيد رئيس مجلس الوزراء المحترَم حال وأحوال المكان الذي دعا إليه أم لا؟ هل يعلم “السيد” أن ذلك المكان وأماكن أخرى لازالت صحراء جرداء لا ضرع فيهاولا زرع ولا كهرباء ولا ماء!! .. بل لا توجد فيها بناية “دورة مياه”!! على الأقل! وربما سوف يجلب “رئيس الفاتيكان” معه تواليت خاص في سيارته الخاصة طبعاً!؟ لأن نائبه المحترَم سيشرح له وضع المنطقة – إذا زارها- التي لم يشفع لها لا النبي “إبراهيم” ولا غيره من الأنبياء … يا للعار!.

الأماكن الأثرية في العراق كثيرة ومتعددة من الشمال إلى الجنوب؛ ولا يهتم بها أحد غير المتجاوزينواللصوص الذين يأتون ليلاً للحفر والتنقيب؛ ليس من المنظمات العالمية التي تهتم بالآثار والتنقيب عنها وصيانتها وإبرازها بعد تنظيفها وترميمها .. لا يوجد شيء من هذا غير “اللصوص” الذين يستعملون أكثر من وسيلة وخديعة للاستيلاء على بعضها وتخريب أخرى.

يمكن أن تكون الآثار والمناطق الأثرية في العراق مورد آخر من مهم وغني وربما يضاهي أهمية النفط ووارداتهلو أن المخلصين من المسئولين اهتموا بهذه المناطق التي توجد فيها آثار عريقة ومشهورة ولم تكشف أسرارها لغاية اليوم ولم تعد وتحضر للزائرين من داخل العراق وخارجه!.

من المهم أن تنتبه الحكومة أو الحكومات كلها وهي من أهم الواجبات الوطنية والإنسانية إلى البدء فيبرنامج ومخطط مدروس وبتخصيص مبالغ كافية لإنشاء البنى التحتية التي تحتاجها مثل هذه الأماكن أسوة ببقية ما يوجد من آثار في العالم؛ ابتداء من شق الطرق وتبليطها وتحديد المواقع التي سوف يبدأ التنقيب فيها وصيانتها وحراستها وإبرازها بالشكل المطلوب للزائرين والسياح؛وبناء الفنادق المناسبة والمطاعم المختلفة والكازينوهات والمقاهي العراقية المعروفة وإبراز التراث الشعبي للشعب العراقي وجعل هذه الأماكن النادرة والمشهورة في نفس الوقت جديرة بزيارة “بابا الفاتيكان” ولأي إنسان!! ونرحب بالجميع.

إن وضع المناطق الأثرية القديمة وضع مأساوي مؤلم عندما يزورها الآن بضعة أشخاص أو عائلات عراقيةوبعض الأجانب حين لا يجدون مكان يقضوا حاجتهم فيه ويضطروا للإسراع بالابتعاد عن المنطقة “الصحراوية”! ويقسموا أن لا يزوروها مرة أخرى!!؟ .. ولا ندري ماذا سيكتب (نائب رئيس الفاتيكان) في دفتر الانطباعات عن “مقام ابراهيم” عندما يجده “عطشان” و”مترب” وغريب ووحيد فيهذه الصحراء!. والطامة الكبرى أن بعض السلطات والمسئولين ينتظرون من حكومة الفاتيكان أن تساهم في بناء المكان!! .. أما الأماكن الأخرى فستبقى على حالها إلى أن نجد مَنْ يهتم بها من الأجانب ويتصدق علينا ببنائها وربما استثمارها .. هم ميخالف لكن منو يخليه يشتغل والكلتريد “قومسيون”!!؟ يا للعار والشنار من هؤلاء الأشرار!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here