نحو فكر سياسي جديد .. مقارنة بين فشل العراق ونجاح السعودية

خضير طاهر

الفكر السياسي العربي – ماعدا دول الخليج – يتصف بالتقليدية والجمود وعبادة الشعارات والأفكار وإهمال مصالح البلد والبشر ، فليس هناك منطق واقعي ولا بحث في ممكنات السياسة زائدا مستوى ذكاء السياسي العربي الهابطلدرجة الغباء الفاضح .

ومن اجل طرح فكر سياسي جديد قاعدته الإهتمام بمصالح البشر والبلد أولا والنظر الى ( المباديء بمنظور نسبي وليس مطلقا ) .. سنجري مقارنة سريعة بين العراق والسعودية خلال 70 عاما لنتعرف على حجم الغباء القاتل للساسةالعراقيين ودرجة الذكاء الواقعي لدى أمراء السعودية وبقية ساسة الخليج العربي.

قبل حوالي 70 عاما إجتمع ملك السعود عبد العزيز مع الرئيس الاميركي روزفلت وتنازلت السعودية عن مبدأ ( السيادة الوطنية ) وحصلت بموجبه على الحماية والرعاية مقابل ثمن مقبول وفق نظام تبادل المصالح ، ومنذ ذلك التاريخولغاية اليوم تتمتع السعودية بالإستقرار والامان والرفاهية .

بينما العراق بلد الشعارات والأحزاب والأيديولوجيات الذي يقدس ( السيادة الوطنية ) ويرفض الدخول في التحالفات والسماح بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيه .. عاش العراق منذ 70 عاما في عدم إستقرار وفوضى وخراب .. حيث خاض ثلاثة حروب واحدة مع إيران واثنان مع أميركا اضافة الى الحروب الداخلية ، وحصلت فيه ثلاثة إنقلابات عسكرية : إنقلاب 58، و63 ، و68 .. وسجن وإعدم ملايين المواطنيين .. وتم هدر ثروات البلد وعم الخراب الشامل فيه !

والسؤال .. لمن الأولوية للشعارات والأفكار والمباديء والسيادة الوطنية .. أم الأولوية لمصالح الناس ومستقبل البلد ، ألم يحن الوقت للإعتراف بنجاح الفكر السياسي البرغماتي الواقعي وهزيمة الفكر التقليديالثوري المتحجر والإستفادة من نجاح تجربة دول الخليج العربي التي أثبتت ان علاقة التحالف والوصاية الأميركية عليها نتائجها الايجابية وفائدتها لدول الخليج وضرورتها للدول الضعيفة والفاشلة ، على العكس من توصيف الفكر السياسي التقليدي العربي الغوغائي الذي يعتبرهاعلاقة إستعمارية وتابع ومتبوع وإنبطاح .. علما معظم سكان البلدان العربية الثورية يحلمون بالإقامة والعمل في الخليج !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here