ترامب يزور( العراق) ويدير مؤخرته لحكومة لبغداد !

د . خالد القره غولي

قال البيت الأبيض الأربعاء إن الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا تفقدا القوات الأميركية في العراق بمناسبة أعياد الميلاد ، في أول زيارة إلىالعراق منذ توليه الرئاسة قبل نحو سنتين ووصل ترامب إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق ، برفقة سيدة أميركا الأولى ومجموعة صغيرة من المساعدين ووكلاء الخدمات السرية ، ومجموعة من الصحافيين ، واستغرقت الزيارة نحو ثلاث ساعات فقط ! حينمايتقلص الفكر إلى درجة الصفر المطلق ويصبح ( المواطن العراقي ) ألعوبة أو دمية بيد من يتصورون أنفسهم كباراً , فأن مدن ( العراق اليوم ) تتحول إلى مسرحية يحترق فيها المواطن والمتفرجون جميعاً وفي ظل الأوضاع الغريبة والشاذة التي ظهرت على مسرح الساسة العراقي لم يبقللعراقيين من ملاذ امن ، أو أمل يتعلقون به كلما أطبقت العتمة أعينهم ، غير حبل الذكريات ، ذكريات الأمس ، الزاخر بالحرية والمحبة والألفة والاستقرار ، ألا أن هذا التعلق الحالم يسلمنا إلي الواقع المر الذي يعيشه أبناء هذا الشعب العظيم في مثل هذه الأيام حلمٌ قديموأمنيات كانت ضرباً من الخيال تحققت للقادة السياسيين في العراق اليوم ، بعد دخول القوات الأمريكية ومن تحالف معها ارض الرافدين ، أن ما تحقق لهؤلاء في العراق ما كان ليتحقق لولا التضحيات الجسام العظيمة التي قدموها من خلال الدعم الكبير لقوات الاحتلال من اجل تدميروخراب بلدهم ، هذا ما أكده الكثير من هؤلاء , صحيح ومن هذه التضحيات الشهداء الّذين سقطوا في أحداث عام (2003) حين طلب هؤلاء القادة الميامين من القيادة الأمريكية ومن تحالف معها بإسناد ودعمٍ جويٍ وبريٍ وبحريٍ وفضائيٍ وماليٍ ونفسيٍ وإعلامي أمريكي تام ! وبالفعلزحفت الدبابات الأمريكية إلى عاصمة السلام والأمان ( بغداد ) لتسقط بيد المحتلين وقادتنا الجدد وأنقذت العملاء من القتل أو الأسر .. وغالباً ما يشعر المنتصرون والفاشلون بالنشوة والغرور، لكنهم ينسون او يتناسون أن لهم خصوماً هُزموا ، قُتل بعضهم وشُرد البعض الآخرواعتقل وسجن الكثير منهم، لكنها أيام ما يلبث أن يظهر لهم من هؤلاء عدوٌ جديد بل أعداء وأبناء أعداء وأحفاد أعداء , والقادة الجدد في العراق اظهروا للعالم بعد عام ( 2003 ) أنهم انتصروا أو هكذا يبدو على الأقل ، في العام نفسه وأصروا على حلها وإلغائها لأنها كانت علىصلة بل واشتركت في عمليات دخول القوات العالمية المشتركة الغازية سيئة الذكر .. اليوم الذي انتصر فيه القادة الجدد وأدخلهم في قمة الانتشاء والهوس أنساهم أن أعداء ينتظرون بفارغ الصبر أياما أخر ، واليوم الساسة العراقيون في أزمة حادة وخانقة من اجل المناصب الجديدةوالبحث عن أزمات جديدة وطريقة الحرب الجديدة ضد داعش وتحرير مدينة الفلوجة والمدن العراقية الأخرى , وارض العراق من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرباليوم ارض حرام بين القيادات العميلة وكل العراقيين , وارض بلاد الرافدين ارضٌ حرام تملؤها الألغام والأسلاك الشائكة بين العراقي الأصيل وحكايات العملاء المقرفة المملة , السياسيون الجدد قد يقتنعون بما سيمنحهم الأمريكيون من هبات أو يؤجلون ربما ما ينوون على القيامبه نحن اليوم لا ننصح بل نذكر لان لا احد يصدق بالصحافيين ، العراقيين قبل أقزام المحتل لا يفرطون ولا يستغنون عن مدن العراق كونها مدن عراقية 100% بالمئة تضم أطياف شعبها الخالد.. وما يحلم به القادة الجدد من إنشاء دولة عراقية قشرية هزيلة لا تنتمي إلى الشعب العراقالصابر العظيم فأبشرهم بأنه سيتحقق لهم لكن بعد يوم القيامة وعودة سفينة نوح إلى الظهور ما جناه الساسة الجدد منذ 2003 وحتى الآن لا يتعدي استغلال الفرص أو ما يسمي بالعراقي

( الوَليَة ) فالعراقيون في هذه الأيام منشغلون بالمفخخات .. والجثث المجهولة وقنابل السيفور حديث العهد .. وأيام بغداد الدامية . وطريقة نسف الجسور وتفجيرالعمارات السكنية , لان هذه قضية العراقيين بعد انتخابات النيابية وطنية لا يمكن المساس بها .. العراقيون اليوم نصفهم يتضور حزنا والنصف الآخر يتضور لجوءاً بينما يتسابق السياسيون إلى عقد الاتفاقات مع دول الظاهر والباطن غير شرعية تابعة لدول الجوار .. اكرر نحن لاننصح بل نذكر… بان الأمريكيين سينسحبون خائبين مهزومين كي لا يبقي لهم آي اثرٍ في العراق من زاخو إلى الفاو ومن القائم إلى ألمنذرية ، ويطير معهم سقف الحماية الكاذب للساسة الجدد وإنني أتمنى قبل غيري هذا اليوم وسيشهد العالم هذه الحقيقة وأتمنى أن تدوم تصريحات القادةفي العراق ، وإنني اقسم أن شعبنا العظيم لا يريد غير العيش الكريم والأمن والأمان في الوسط والجنوب والشمال .. لا ما يحلم به قادتنا الإبطال من كوابيس ستسقطها وتبددها إرادة العراقيين .. وأخيراً أحب إن اذكر للعراقيين اليوم أن عمل ساسة العراق أشبه بالحمل الكاذب وللهمن وراءه القصد .. لقد كنا حطبا في كل موقعة .. ولا تكونوا لنا حمالة الحطب يا ساسة العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here