الرئيس الامركي ترامب في ثوب الزهد والتقوى

لا شك ان التغيير المفاجئ والغير متوقع في شخصية وطبيعة الرئيس الامريكي ترامب من حالة الى حالة اخرى متضادة ومتعاكسة يثير الدهشة والاستغراب والحيرة لا بد ان هناك سر في القضية بل هناك اسرار كبيرة المعروف ان ترامب كان متهورا فوضويا كل همه ان يكون الاقوى والاكبر وهو وحده الآمر الناهي وكان ينظر الى الاخرين اما بقر حلوب تدر له ذهبا ودولارات وكلاب حراسة كما هي علاقته مع العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود الفاسدة او يعتبره اقل درجة منه كما هي علاقته بالدول الاخرى التي يطلق عليها الحليفة اي انه لا يتعامل مع اي دولة في العالم تعامل الند للند لانه يرى في ذلك اهانة وضعف لقوة امريكا وهيبتها والويل للدولة اذا ما فكرت انها ند لامريكا ومساوية لها في التعامل
ومن هذا المنطلق انطلق في حقده وكرهه على ايران لان ايران رفضت ان تكون بقر حلوب وكلاب حراسة له ولاسرائيل في المنطقة كما هو حال العوائل الفاسدة في الخليج والجزيرة كما رفضت ان تكون أقل درجة بل اخذت تجعل من نفسها قوة موازية ومساوية لامريكا ودعته الى التعامل معها الند للند لا شك ان هذا التصرف يثير غضب ترامب وساسة البيت الابيض والكنيست الاسرائيلي لانها اي ايران في هذا السياسة تشكل خطرا كبيرا على مخططات ومستقبل مصالح امريكا واسرائيل في المنطقة لهذا بدأ تحالف العوائل المحتلة للخليج وساسة البيت الابيض وساسة الكنيست وقرروا محاصرة ايران من اجل الاطاحة بالحكومة الايرانية الا ان تحالف الحكومة الايرانية مع الشعب الايراني صنع من ايران قوة ربانية بحيث تمكنت ان تجعل منها قوة كبيرة وحيدة في المنطقة حتى اصبحت قوتها توازي قوة امريكا في كل المجالات الحياتية
فكانت مهمة ترامب هي حماية الدولار والدفاع عنه بكل قوة وقدرة ومهما كانت النتائج فترامب وامريكا لا تعبد اي اله غير الدولار فاي خطر يتعرض له الدولار يتحول ترامب الى وحش كاسر ومدمر فهجوم امريكا على افغانستان العراق لا حبا في حقوق الانسان ولا دفاعا عن حرية الرأي وانما دفاعا عن الدولار وحمايته من اي خطر
لهذا ترى الرئيس الامريكي في حالة متناقضة متضادة في آن واحد فانه يتحول الى وحش مفترس مجنون اذا ما تعرض الدولار لاي خطر من اي جهة مهما كانت تلك الجهة وهذا ما يتعامل به مع ايران واذا وجد هناك حماية للدولار وتزيد من قوته فانه يتحول الى حمل وديع خاضع لتلك الجهة وهذا ما يتعامل به مع ال سعود
المعروف ان ترامب كان موقفه صارم من بشار الاسد وكان مصمم على اسقاطه بأي طريقة وكان يقول لا اسحب القوات الامريكية من سوريا الا بعد أنسحاب القوات الايرانية الاسلامية رغم وجود القوات الايرانية شرعية وقانونية اما القوات الامريكية فوجودها وفق قانون الغاب والبلطجية نعم كان يهدد بسحب قواته لكن يضيف اذا دفعتم وهذا موجه الى ال سعود فيسرع ال سعود بالدفع فورا وحسب طلب ترامب
وفجاة وبشكل غير متوقع يعلن ترامب سحب قواته من سوريا فكان هذا القرار صدمة قوية بالنسبة للبقر الحلوب ال سعود وتوابعها لانها شعرت انه خانها غدر بها في حين هناك من اعتبر هذا الانسحاب هو هزيمة لترامب او نتيجة لجفاف ضرع البقر الحلوب ال سعود ومن معها وهناك من اعتبر هذا الانسحاب بداية حالة جديدة في المنطقة الحقيقة لا زلنا في البداية لا نعرف ما بعدها
المثير للدهشة والاستغراب هو انسحاب ترامب المفاجئ والغير متوقع والسريع من سوريا بدون اي شروط وبدون ان يخبر احد ما السبب لماذا هل كان صحوة ضمير ام رجعة السهم الى الوراء قبل ان يطلق بقوة الى الامام كما وصف احد الكتاب انسحاب القوات الامريكية من سوريا
لكن الاكثر دهشة واستغراب هو دعوة ترامب ال سعود الى التعهد بكلفة تعمير سوريا وهذا دليل على قناعة الرئيس الامريكي وساسة البيت الابيض بان ال سعود وراء تدمير سوريا وذبح شبابها واسر واغتصاب نسائها وبيعهن في اسواق النخاسة التي اعدت لهم والا ماذا تعني كلمة الا لا شك انها عبارة تهديد ووعيد قيل ا ن ال سعود اسرعت الى الاستجابة فورا
الاكثر دهشة واستغراب واثارة للشكوك هو تصريح ترامب الاخير
اليس من الجيد ان تقوم الدول الفاحشة الثراء بمساعدة جيرانها في عملية اعادة الاعمار بدلا من مساعدة دولة عظمى تبعد عنها 5000 ميل لا شك انه يقصد العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود ويقصد بالدولة العظمى امريكا
لا شك انه تغيير كبير في سياسة ترامب لكن السؤال هل هذا التغيير تغيير ابن آوى في الشكل فقط ام فعلا انه يريد خيرا
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here