فلسطين بين الأمس واليوم

————————- ضياء محسن الاسدي
(( لطالما كانت القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للمجتمع الدولي برمته والعالم العربي والإسلامي وكانت المعيار الحقيقي لوطنية الفرد العربي وانتمائه لوطنه الأم الأمة العربية الواحدة وقد سالت على أرضها دماءً زكية طاهرة والتي أُريقت على ترابها والكواكب المنيرة الزاهرة من شهداء الأمة العربية التي توزعت أجداثها في فلسطين وسوريا والأردن منذ عام ( 1948) ميلادية وما زالت القبلة الثانية للمواطن العربي والإسلامي لكن مجريات الأحداث الآن وببضع السنوات القليلة المنصرمة أثبتت عكس ذلك فقد خبت جذوة النيران المتقدة في صدور أكثر العرب والمسلمين وقلة همتهم في المطالبة بحقهم من خلال عدة معطيات ظهرت على سطح السياسة الخارجية للدول العربية والعالمية والكيان الإسرائيلي بالذات منها. الصمت المطبق لأكثر دول العالم حيال ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيون في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى التي تحت الاحتلال وغض الطرف عنها والسماح بنقل سفارتها إلى القدس حيث وقف العالم كمتفرج إلا القليل وكذلك زيادة التطبيع الإسرائيلي العربي الإسلامي ولا أقول الكل في الوقت الحاضر في الخفاء والعلن .والغزل السياسي المتبادل التي تمارسه بعض الدول العربية مع مدللة أمريكا ( إسرائيل) والذي بدا على محيا أكثر الأنظمة الخليجية والعربية في الآونة الأخيرة والتطبيع السياسي الخجول لبعض الدول العربية فقد وطدت علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي إلا سوريا والعراق على أقل تقدير في الوقت الحاضر على الرغم من بعض المؤشرات التي تؤكد من هنا وهناك وبعض التقارير التي تدل على تقارب سري بينهما التي ترد من بعض المؤسسات الدولية التي تؤكد تغلغل أذرع الكيان في سوريا وشمال العراق وعلى مستويات محصورة النطاق والنوعية .وما المؤتمر الأخير الذي عُقدَ في دولة ( عُمان ) إلا حقيقة واقعية للوجوه العربية التي كانت تختفي وراء شعاراتها الكاذبة المزيفة والركض وراء مصالحها الشخصية والتباكي على فلسطين ونصرتها أمام شعوبها والعالم . والملفت للنظر للمتتبع السياسي للأحداث والشأن العربي الفلسطيني أن يربطها من خلال الصمت الذي رافق القرار الدولي في حق سوريا السيادة على الجولان بدون ردت فعل تذكر من الجانب الصهيوني والأمريكي والدول الداعمة لهما مما يدل على أن هناك مشروع سياسي معد سلفا على الساحة العربية وترتيب لأوراق جديدة ومشاريع سياسية تُطبخ في دهاليز السياسة الأمريكية والإسرائيلية وبعض الأنظمة العربية تصب في مصلحة الكيان الصهيوني لذا أصبحت واقع حال يجب الرضوخ إليه من قبل المواطن العربي والإيمان بأن الكيان الصهيوني دولة واقع حال شاء أم أبى في المستقبل القريب جدا لذا عليه الاستسلام والخنوع الكامل لما تفرضه عليه حكامه والانزواء لمصلحة شئونه الخاصة بعيدا عن السياسيين الذي باعوا قضيته على طبق من ذهب بدراهم معدودة باتفاقات مخزية تاركين الأمر للقدر يفعل ما يشاء )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here