خسائر سنوية عنيفة للنفط في 2018

لم يسلم سعر النفط من التقلب خلال الأسبوع الماضي، متأثرا بحركة الأسهم ومتجاهلا ما تم الاتفاق عليه بين المصدرين حول تخفيض الإنتاج، ما يشير إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في 2019.

وتسببت ضغوط الزيت الصخري وفائض الإنتاج، ومخاوف ضعف النمو في الاقتصاد العالمي، في استمرار موجة التشاؤم حول الطلب العالمي على الخام.

وعلى الرغم من أن الأسعار حققت بعض الانتعاش الأربعاء الماضي، على خلفية تراجع المخزونات الأمريكية، إلا أنها تراجعت الجمعة، ليكون الأسبوع الثالث الذي تهبط فيه على التوالي، لترتفع خسائر الخام السنوية إلى 20 بالمئة.

وقد انتهى خام برنت إلى 52.22 دولار للبرميل، فاقدا 3 بالمئة على أساس أسبوعي، بينما انتهى الخام الأمريكي الخفيف إلى 45.33 دولار فاقدا 0.5 بالمئة.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تراجع المخزون خلال الأسبوع الماضي بمقدار 46 ألف برميل، مقارنة بالأسبوع السابق، وهو أقل تراجع له منذ حزيران 2013، ليصل المخزون إلى أقل مستوى له منذ 2011.

وتوقع محللون تراجع المخزون بمقدار 3.4 مليون برميل، بعد إعلان معهد البترول الأمريكي، ارتفاع المخزون بمقدار 6.92 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وكان مخزون النفط الأمريكي قد سجل في كانون الأول من العام الماضي، تراجعا بنحو 4.6 مليون برميل كل أسبوع تقريبا.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، هوت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في عام ونصف العام، وتتجه نحو إنهاء العام على خسائر تزيد على 20 بالمئة، متأثرة جزئيا بتزايد المعروض.

وأظهر تقرير شركة “بيكر هيوز” الأمريكية للخدمات النفطية، ارتفاع عدد منصات استخراج النفط العاملة في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي، مع تراجع أسعار النفط إلى أقل مستوياتها، منذ عام ونصف العام.

وذكرت الشركة أن عدد المنصات ارتفع خلال الأسبوع بمقدار منصتين، إلى 885 منصة، في حين أن عدد المنصات يقل بمقدار منصتين عن مستواه في ختام الشهر الماضي، ليسجل أول تراجع شهري منذ 6 أشهر، وفي الوقت نفسه ارتفع عدد المنصات في نهاية الأسبوع بمقدار 138 منصة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

يذكر أن عدد منصات استخراج النفط العاملة تمثل مؤشرا مبكرا على مستوى الإنتاج المستقبلي، وزاد عدد المنصات خلال الأسبوع الماضي بشدة، على مستواه خلال الفترة نفسها من العام السابق، عندما سجل 749 منصة، مع اتجاه أسعار النفط إلى الارتفاع منذ أواخر العام الحالي، وهو ما شجع شركات النفط على زيادة طاقتها الإنتاجية.

وأشارت بيانات شركة “بيكر أند هيوز”، إلى ارتفاع إجمالي عدد منصات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 3 منصات، مقارنة بالأسبوع السابق إلى 1083 منصة، بزيادة قدرها 154 منصة على الفترة نفسها من العام الماضي.

وأظهرت بيانات أن صادرات الولايات المتحدة من النفط إلى أوروبا، هبطت هذا الشهر إلى أدنى مستوى في 11 شهرا، مع تراجع الطلب على الخام الأمريكي لأسباب، من بينها تقلص فارق السعر، وتزايد تكاليف الشحن.

وتضرر الطلب الأوروبي على الخام الأمريكي أيضا من علاوات مرتفعة لخامات ساحل الخليج الأمريكي.

وتراجعت أسعار الغاز الطبيعي في السوق الأمريكية، في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية خلال الفترة من 7 إلى 11 كانون الثاني المقبل.

وعلى الرغم من انخفاض المخزون الأمريكي من الغاز الطبيعي إلى أقل مستوياته في مثل هذا التوقيت من السنة، منذ أكثر من 10 سنوات، فإن زيادة إنتاج حقول الغاز الطبيعي في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، خفف القلق من حدوث أزمة في الإمدادات خلال فصل الشتاء، مع اشتداد الطلب على الطاقة للتدفئة.

وبحسب البيانات، فقد تراجع مخزون الغاز خلال الأسبوع الماضي بمقدار 48 مليار قدم مكعبة، وهو ما جاء متفقاً مع توقعات المحللين، ليصل إلى 2.725 تريليون قدم مكعبة، بما يقل بنسبة 19 بالمئة عن متوسط المخزون خلال السنوات الخمس الماضية.

وقد تراجع سعر التعاقدات الآجلة للغاز الطبيعي بمقدار 17.8 سنت، إلى 3.368 دولار لكل مليون وحدة حرارية، في تعاملات بورصة نيويورك للسلع.

ووصل إجمالي تراجع سعر الغاز الطبيعي خلال الشهر الحالي 27 بالمئة، مقارنة بمستواه في ختام الشهر الماضي، وذلك على خلفية تراجع أسعار النفط الخام أيضا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here