سلاما لك يا وطني

—————- ضياء محسن الاسدي
(( سلاما لك سيدي يا كهفي وملاذي في صغري ومرتعي وعند كبري سلاما لك سيدي يا ( عراق) فالحب والشوق إليك شديد والجرح والألم أعمق والحيلة لنصرتك قليلة لا تلبي آهاتك وأناتك يا وطن الغربة يا غريب القلب صورك تتوسط محاجر العيون وثنايا محبيك وزفرات الآهات تشدنا إليك مسبحة الدعاء عند الصباح والمساء ليحفظك من ذئاب الغابة الذين استوطنوا ربوعك وغربان العالم عششت على أغصان أشجارك بدلا من الطيور المهاجرة وعصافيرها الجميلة . آه سيدي العراق قد طال سواد الليل وهو يخيم بظلمته ليستر ضوء القمر خجلا من عشاقه ليلا حيث لصوص الليل يرتعون فيه بعدما سلبوا الابتسامة المشرقة من شفاه أطفالك. سلاما لك سيدي العراق والفؤاد يعتصر شوقا وهو يزجي سلام أهلك إلى غربتك مع السحب البيضاء النقية المشبعة برائحة المطر لتُلقي رسائل المحبة والسلام والشوق والحنين على أهليهم الذين سكنوا ثناياك . أما آن لك سيدي أن تلعق جراحك لتنهض من كبوتك التي طالت لتنفض التراب من جسدك لتركب صهوة الريح وأنت تمطر أعدائك سجيلا ملتهباً لتحرق كل من تطاول على عفة أرضك العذراء وتسقي نجوى الشوق التي تحز في القلب شوقا وحنينا وألما ترقب الأيام كي تشد الرحال لتفترش باحة ربوعك وشواطئك . وتغني طيور الحدائق ثانية على أكتاف أشجارك مطربة تعيد الأمل والبسمة إلى الوجوه التي اعتادت الألم والأسى ونحط أوزارنا المثقلة بالهموم والحزن عند أعتابك خارج أسوارك المهدمة من غير عودة متوضئين بمياه الفرات ودجلة الخير المقدسة لنصلي عندها كي يحفظك الله تعالى من كل مكروه ينزل بك في قادم الأيام ))) ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here