اهم التحديات التي تواجه حكومة مسرور بارزاني

جواد ملكشاهي
لايختلف اثنان ان المرحلة المقبلة من الحكم في اقليم كوردستان ستكون مرحلة مختلفة عن سابقاتها بسبب المتغيرات التي ستطرأ على اوضاع المنطقة بشكل عام والاقليم بشكل خاص والتي ستترك اثارا ايجابية وسلبية على الاوضاع العامة في اقليم كوردستان ومن اهم التحديات التي ستواجهحكومة السيد مسرور بارزاني هي:
اولا تعزيز قدرات قوات البيشمركة
لاشك ان الدعم الدولي لقوات البيشمركة وتجهيزها باسلحة متطورة وتعزيز قدراتها القتالية خلال السنوات الاربع من الحرب ضد الارهاب جعل من تلك القوات ، نواة جاهزة لبناء جيش وطني قوي لدرء اية مخاطر قد تهدد الاقليم وتجربته الديمقراطية في المستقبل، عليه ينبغي على حكومةمسرور بارزاني ايلاء الرعاية والاهتمام الخاص بقوات البيشمركة وتوفير جميع مستلزماتها اللوجستية والتسليحية فضلا على تجهيزها باحدث الاسلحة المتطورة من الدول الصديقة التي تربطها مصالح مشتركة مع الاقليم وتوفيرمستوى معيشي معقول لهم ولعوائلهم.
ثانيا / تعزيز المنظومة الامنية والاستخباراتية لحماية الاقليم
كان لأستتباب الامن والاستقرار في اقليم كوردستان بعد 2003 عاملا مهما لجذب الاستثمارات والشروع ببناء البنية التحتية و التنمية الاقتصادية المدمرة ومن ثم دعوة شركات النفط العالمية لأستكشاف وحفر الاباروانتاج وتصدير النفط عبر خط انابيب تم انشائه خصيصا لهذا الغرضبين الاقليم وميناء جيهان التركي ، لذلك على حكومة اقليم كوردستان الجديدة،وضع برنامج رصين وبعيد المدى لتعزيز المنظومة الامنية والاستخباراتية لحماية الاقليم من اية مخاطرة احتمالية ، خاصة اذا عرفنا ان الشركات والمستثمرين يبحثون عن بيئة آمنة ومستقرة لضمان الحفاظعلى اموالهم، خاصة وان رئيس الحكومة المقبلة هوعقل امني واستخباراتي ويمتلك رؤية صائبة و خبرة وتجربة عالية في بناء المنظومة الامنية وتحقيق اعلى درجات الامن والاستقرار في اقليم كوردستان وفق المعايير الامنية العالمية.
ثالثا/ السعي لحل ازمة البطالة
البطالة بحد ذاتها وبالاخص بين الشباب والخريجين هي اخطر تهديد لكل دولة او كيان سياسي وديمقراطي ، وفي الاقليم وبسبب الحرب ضد الارهاب خلال السنوات الاربع الماضية توقفت معظم المشاريع والشركات الاستثمارية في القطاع الحكومي رافقها زيادة كبيرة في عدد الشباب والفتياتالعاطلين عن العمل من خريجي الجامعات والمعاهد ومن الاختصاصات المختلفة من دون امكانية لتعيينهم او زجهم في القطاع الخاص، عليه ينبغي لحكومة السيد مسرور بارزاني ايلاء اهتمام خاص بشريحة الشباب العاطلين عن العمل وبالاخص الخريجين منهم وتوفير فرص العمل لهم والحد المعقولمن الحياة الحرة الكريمة لهم للحيلولة دون استغلالهم من قبل الجهات المضادة.
رابعا/ مكافحة الفساد بشكل جدي
يشكل الفساد آفة على الاوضاع الاقتصادية في العراق بشكل عام والاقليم بشكل خاص حاليا كما يعد عاملا خطيرا لزعزعة الامن والاستقرار وانهيار الاقتصاد الوطني ، حكومة السيد البارزاني الجديدة ومن خلال وجود اغلبية برلمانية مريحة وداعمة لتمرير القوانين والقرارات ستحظىبدعم برلماني كبير ما يمكنها من اتخاذ خطوات كبيرة وجادة في مكافحة الفساد وعدم غض النظر عن المفسدين مهما كانت مكانتهم الحزبية والحكومية وضرب الفاسدين وناهبي المال العام بيد من حديد ليكونوا عبرة للاخرين.
خامسا/ العمل من اجل تنفيذ المادة 140
المناطق المشمولة بالمادة 140 كانت منذ عقود وماتزال تشكل النقطة الخلافية الكبرى بين الاقليم والمركز واليوم تعيش تلك المناطق وضعا مأساويا بعد احداث 16 اكتوبر الخيانية ومماطلة الحكومة الاتحادية في بغداد خلال السنوات العشر الماضية في تنفيذ المادة المذكورة وعدموجود ارادة حقيقية لأنهاء النزاع على تلك المناطق فاقمت الخلافات بين بغداد واربيل واليوم مع شروع حكومة السيد عادل عبدالمهدي والذي اعلن عن استعداده لتنفيذ المادة 140 وفقا للدستور ينبغي لحكومة السيد مسرور بارزاني ان تكثف جهودها وتضاعف مساعيها الداخلية والخارجيةللبدء بتنفيذ مراحل المادة المذكورة طبقا لما حدده الدستور العراقي لأنهاء هذا الخلاف المزمن الذي يعد السبب الرئيس في توتر العلاقات بين اربيل وبغداد.
سادسا/ تطوير قطاعي النفط والغاز
لاشك ان واردات النفط هو المصدر الرئيس لأقتصاد اقليم كوردستان واليوم هناك مساعي كبيرة لأستثمار ثروة الغاز ايضا حيث وقعت شركات عالمية رصينة عقود كبيرة مع حكومة الاقليم للشروع في انتاج الغاز الطبيعي واستخدامه للاستهلاك المحلي وتصدير الفائض منه للدول الاخرى ، عليهينبغي لحكومة الاقليم القادمة ان تضع برامج وخطط رصينة ودعوة المستثمرين من شتى انحاء العالم للمشاركة في المشاريع النفطية والغازية للنهوض بالاقتصاد و احياء قطاعات الزراعة والسياحة والصناعة وغيرها من واردات النفط واضافة مصادر جديدة للتنمية في الاقليم.
سابعا / تطوير قطاعي التربية والصحة
التربية والصحة اساس بناء المجتمعات المتحضرة وفي حال وجود خلل ولو بسيط في هذين القطاعين الحيويين سيؤثران سلبا على الحياة والاوضاع العامة للمجتمع، اذن لابد من حكومة السيد مسرور بارزاني ايلاء اهتمام خاص بقطاعي التربية والصحة وتوفير الحد الاعلى من المستوى المعيشيللمعلمين والكوادر الطبية بشكل عام فضلا على توفير جميع مستلزمات التربية والصحة بحسب الامكانيات المتاحة.
ثامنا / السعي التدريجي لمعالجة مشكلة الاقتصاد الريعي
ينبغي لحكومة السيد البارزاني الجديدة وضع برنامج مدروس طويل الامد لخلاص الاقليم من الاقتصاد الريعي وتعدد مصادر الواردات وذلك من خلال ايلاء الاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية وتطوير القرى والارياف وتقديم افضل الخدمات لها فضلا على احياء الصناعة وبالاخص الصناعاتالخفيقة والمصانع الصغيرة للنهوض بالقطاع الخاص وتعزيز قدراته لأمتصاص البطالة ومساعدة الحكومة في حل هذه الازمة التي تتفاقم سنة بعد اخرى وذلك عبر تنشيط وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دول المنطقة والعالم والسعي لبناء مصالح ستراتيجية مشتركة معهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here