تأخر البلوغ عند الفتيات.. الأسباب والعلاج

يعد الوصول إلى سن البلوغ من المراحل العمرية الهامة لكل فتاة، فهي التي تؤهلها إلى أن تصبح أماً في المستقبل، وبلا شك فإن تأخر هذه المرحلة يسبب لدى الفتيات وذويهن قلقاً ومشاكل نفسية وجسدية.
“سيدتي” التقت طبيبة النساء والولادة “حصة العثمان” لتخبرنا عن أسباب تأخر البلوغ لدى الفتيات ومتى يجب زيارة الطبيب:

ما هو البلوغ؟
بينت العثمان أن سن البلوغ هو الوقت الذي ينمو فيه الجسم من طفل إلى شخص بالغ، وقالت “بالنسبة للفتيات يحدث تغير بحجم الثديين وينمو شعر العانة، ويكون هناك طفرة في النمو، والمرحلة الأخيرة في تلك التغيرات هي بداية الدورة الشهرية”.
وأضافت “هذه التغيرات ناتجه عن الهورمونات الجنسية (هرمون الأستروجين لدى الفتيات) والتي يبدأ الجسم في إنتاجها بكميات أكبر بكثير من ذي قبل”.

وقت البلوغ من 7 إلى 13 عام:
وأشارت إلى أن البلوغ يحدث على مدى عدد من السنوات، ويختلف العمر الذي يبدأ عنده وينتهي على نطاق واسع.
وقالت “يبدأ البلوغ بشكل عام لدى بعض الشعوب بين سن 7 و13 سنة للفتيات، على الرغم من أنه يمكن أن يكون في وقت مبكر أو متأخر لبعض الأشخاص، هذا النطاق الواسع في العمر أمر طبيعي، ولهذا السبب قد تبلغ فتاة قبل عدة سنوات (أو تتأخر) عن معظم صديقاتها.

ما هو تأخر عند الفتيات
أوضحت العثمان أن بعض الفتيات قد تمرّ في هذه الفترة العمرية للبلوغ دون أن تظهر أي علامات تغير في الجسم، هذا ما يسمى “تأخر البلوغ”.
“وهو تأخر نزول الدورة عند بلوغ سن الرابعة عشر دون وجود أي علامات أخرى للبلوغ (مثل بروز الثديين وشعر العانة) أو في سن السادسة عشر مع وجود علامات البلوغ الأخرى”.

أسباب تأخر البلوغ عند الفتيات
1- الوراثة:
يمكن أن يتأخر البلوغ لعدة أسباب “فهو ببساطة نمط من النمو والتطور في الأسرة، قد تجد الفتاة أن والدتها أو خالتها أو أخواتها أو بنات عمومتها قد نمو في وقت متأخر عن المعتاد، وهذا ما يسمى التأخير الدستوري (يرجع بشكل أساسي لطبيعة الشخص)، وعادة لا يتطلب أي نوع من العلاج. ستنمو هذه الفتاة بنهاية المطاف بشكل طبيعي، حتى لو تأخرت عن معظم أقرانها”.
2- المشاكل الطبية:
المشاكل الطبية يمكن أن تسبب أيضاً تأخر سن البلوغ، “الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري أو التليف الكيسي أو أمراض الكلى أو حتى مرضى الربو، قد يتأخرون في سن البلوغ لأن هذه الامراض تجعل من الصعب على أجسامهم النمو والتطور بشكل طبيعي، لكن يمكن أن يساعد العلاج الملائم والتحكم الأفضل في العديد من هذه الحالات في الحد من سن البلوغ المتأخر”.
3- سوء التغذية:
أيضا الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية قد يعانون من تأخر النمو مقارنة بأقرانهم الذين يتناولون غذاءً صحيًا ومتوازنًا.
4- مشاكل الغدة تؤخر البلوغ:
يمكن أن يحدث البلوغ المتأخر أيضا بسبب مشاكل في الغدة النخامية أو الغدة الدرقية، هذه الغدد تنتج هرمونات مهمة لنمو الجسم وتطوره، أو مشاكل في التكوين الخُلقي للجهاز التناسلي من انسداد في المهبل أو انطماس كلي لغشاء البكارة.
بعض الأشخاص يكون لديهم مشاكل مع الكروموسومات، والتي تتكون من الحمض النووي الذي يحتوي على خطط البناء في الجسم، وبالتالي تتداخل مشاكل الكروموسومات مع عمليات النمو الطبيعية.

ما الذي أتوقعه من زيارة الطبيب؟
يمكن للأطباء عادة مساعدة المراهقين الذين يعانون من تأخر سن البلوغ أو التطور بشكل طبيعي. “إذا كان هناك قلقاً من أنك لا تتطور كما ينبغي يجب أن تحدد موعد مع طبيبك”.
بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني، سيأخذ الطبيب التاريخ الطبي إلى جانب أي مخاوف وأعراض، يشمل ذلك صحة العائلة، وأي أدوية تتناولها، وأي أمراض قد تكون لديك، والاستفسار عن نمط نمو أفراد العائلة. قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات الدم للتحقق من الغدة الدرقية أو الغدة النخامية أو الكروموسومات أو غيرها من المشاكل. وقد تشمل الفحوصات أشعة السينية للتأكد ما إذا كانت العظام تنمو بشكل طبيعي.
في كثير من الحالات، لا يكون هنالك مشكلة جسدية كامنة وتكون الفتاة متأخرة قليلاً عن المتوسط لباقي الفتيات. وإذا وجدت مشكلة، فإنه يتم التحويل إلى طبيب الغدد الصماء في الأطفال، أو اخصائي أمراض النساء عند الفتيات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here