ثقافة حراس مرمى الأسود تفتقد للمروّض الوطني

عامرعبدالوهاب: تذبذب الدفاع يحطّم المعنويات.. وكاصد صاحب الخبرة الأكبر

 منتخبنا بلا قائد موجّه واعتزال نور وضعه خارج الحسابات

 اضبطوا التصريحات مركزياً وكفى نشر الغسيل خليجياً!

 بغداد/ إياد الصالحي

أكد مدرب حراس مرمى منتخبنا الوطني الاسبق عامر عبدالوهاب أن أسود الرافدين سيحققون نتائج مهمة في بطولة كأس آسيا المؤمّل أن تبدأ بعد غد السبت نتيجة الإعداد المثالي الذي توفر بدخولهم بطولة الرياض ومواجهة منتخبي الارجنتين والسعودية ثم لقاء الكويت وبوليفيا والصين وفلسطين ودياً والاحتكاك بمدارس متعدّدة خلال فترة زمنية متقاربة تسهم في بناء منتخب قوي جاهز للتحدّي في الإمارات.
وقال عبدالوهاب في حديث خصّ به المدى من مدينة العين الإماراتية: لا أجد ضيراً في اعتماد ذات اسماء الحرّاس جلال حسن ومحمد كاصد ومحمد حميد مع المنتخب فذلك يتوقف على العطاء، إذا فرض الاسم نفسه أين المشكلة؟ بالعكس أجدها فرصة لتعزيز الاستقرار كلما كبُر الحارس وزادت خبرته، وعندما كنت مدرباً لحراس المنتخب لم أختر الاسم فقط، بل العطاء أيضاً، وبطولة مثل آسيا تحتاج الى الخبرة، ولدينا الثلاثة بنفس المستوى وجاهزون لأية متغيّرات.
وأضاف، إن جلال وكاصد وحميد هم الأجهز فنياً من بقية حراس الدوري بخلاف من يدّعي أن هناك أفضل منهم، وهذا خطأ ستراتيجي لأنه من غير الصحيح أن نسمّي حارساً جديداً برز في الدوري ونضعه تحت ضغط بطولة كبيرة مثل آسيا، المفروض يتدرّج في المنتخبات حتى يصل الى المنتخب الأول ليكون حارساً رابعاً أو يُزج في مباراة ودية لبيان مدى صلاحه للمباريات الدولية، هناك قسم كبير من اللاعبين ممّن نطلق عليهم صفة محلّيين لا ينجحون مع المنتخبات.

ثقافة الحراس
ولفت عبدالوهاب الى أن ثقافة الحرّاس تحتاج الى مدرب عراقي لديه الخبرة الكافية، يعرف ترويض التعامل من خلال قربه وتفهمه لهم، لأن واحدة من أهم سلبيات حراسنا عدم اجادتهم اللغة الانكليزية، وشخصياً كنت قريباً من المنتخب عندما زار الإمارات في تشرين الثاني الماضي وخاض مباراة ودية مع بوليفيا، شاهدت الوحدة التدريبية للمدرب كاتانيتش وملاكه المساعد ومدرب الحراس، وبدا لي الأخير إنه كان يؤدي وظيفة مُمرِّن فقط، أي حال خروجه من الملعب تنتهي علاقته بهم، وهذا أمر يسترعي مناقشته في الاتحاد كون هناك حلقة وصل بين المدرب والحراس خاصة أثناء المباراة، فكيف يتواصل مع الحارس ولا تربطهما لغة مباشرة لإبداء ملحوظة ما غفل عنها؟

العامل النفسي
وعن تأثير علاقة المدرب بالعامل النفسي للحارس قال: هو أساس ثباته واستقراره ليبدع، وخاصة الجلسات الثنائية أثناء المعسكر أو البطولة، فالمدرب الوطني يستمع لأمور خاصة ربما تؤثّر على معنويات الحارس إذا لم يجد الحل من مدربه، فكيف سينقل جلال حسن وزميليه محمد كاصد ومحمد حميد ما يعانوه للمدرب الاجنبي بشكل خاص دون علم أحد وكيف تصل المعلومة للأخير ونحن نعلم أن المدير الإداري باسل كوركيس يُترجم لهم بعض الملاحظات، لكن هذه أسرار عمل ربما لا يشاء الحارس أن يُطلِع أحد عن حالته غير مدربه، فتلك من مساوئ وجود مدرب حراس غير وطني في المنتخب، وواقع كرتنا يحتّم تسمية مدربين وطنيين مع الملاك الأجنبي أحدهما إما مدرب مساعد أو مدرب لياقة والثاني مدرباً للحراس.

تذبذب خط الدفاع
وحذّر عبدالوهاب من مشكلة تذبذب خط الدفاع الذي ينعكس على استقرار حارس المرمى ويحطم معنوياته مهما كان عملاقاً، وهذا ما تجلّى في بطولتين مهمّتين بكأس آسيا 2015 في استراليا وكأس الخليج 2017 في الكويت حيث كان مستوى جلال حسن متميّز جداً إلا أن منتخبنا دفع ثمن أخطاء الدفاع، برغم أن مركز حراسة المرمى لم يستقر على حارس أساس واحد، فالثلاثة جلال وكاصد وحميد يتمتعون بمواصفات جيدة، لكن تبدو هناك نسبة متقدمة لجلال ممكن أن تمنحه فرصة الحارس الأول في تشكيلة المنتخب لبطولة آسيا.

تمركز كاصد
وأشار الى أن محمد كاصد هو الحارس الأكثر خبرة ويتمتع بالهدوء والنضج بمزية خوضه 69 مباراة دولية متفوقاً على حسن (40) وحميد (23) مباراة، ومتى ما كان تدريب كاصد جيداً فإنه يعطي نتائج جيدة كونه من أفضل الحراس تمركزاً في مرماه ليس في العراق فحسب بل الساحة الخليجية عامة، فضلاً عن قراءته خط مسار الكرة وردّة فعله بشكل ممتاز، لكن مع تقادمه في السن يجب أن يخضع لجرعات تمارين تمنحه الحركة الرشيقة أمام المرمى، وأجد من الضروري المحافظة على وزنه كون يزداد بسرعة وهذا يؤثر على تحرّكه من زاوية الى أخرى. أما جلال فخبرته كبيرة ويعد من أميز حراس الدوري، لكنه لم يتخلّص من خطورة الكرات العرضية على العكس من محمد حميد الذي يتميّز بسيطرته على تلك الكرات، وأمانة فإن الثلاثة لديهم ثقة عالية بالنفس وما عليهم سوى مراجعة الأخطاء التي ارتكبوها في مباريات المنتخب منذ بطولة آسيا في استراليا عام 2015 حتى لقاء فلسطين الأخير.

خبرة نور
وتمنّى عبدالوهاب أن يفرض الحارس الأول في المنتخب نفسه داخل الملعب، وهذا ما نفتقده حالياً، بيد أننا نحتاج الى حارس قائد في المباراة يوجّه زملائه دون يأس ويحفّزهم على الصمود والتفوق وهي صفات لا يمتلكها سوى نور صبري الذي أتمنى له التوفيق في تجربته السعودية بعد مشوار طويل مع الأسود كان رقماً صعباً وحارساً أميناً بكل ظروف مشاركاته، وأنا ضد توصيف عودته بأنها “مكافأة خدمة” على حساب مصلحة المنتخب، إذا كان نور جاهزاً فهذا استحقاقه، لكن هو من اعطى العذر للآخرين بعدم دعوته كونه أعلن اعتزال اللعب الدولي منذ فترة طويلة وتحمّل مسؤولية قراره وخرج من حسابات المدربين برغم أنه صرّح في لقاء تلفازي لم يطلب دعوته للمنتخب بل آخرين نادوا بذلك، ثم إذا كان مبرر الخبرة هو العامل الرئيس لدعوته، فلدينا الحارس محمد كاصد يمتلك الخبرة ذاتها، لكن السؤال الوجيه: هل أن وضع نور أفضل من كاصد؟ إذا كان الجواب نعم يجب إبعاد الأخير ليحلّ بدلاً عنه، وفي الوقت نفسه لا يصح وجودهما معه فذلك خطأ لا يمكن تبريره.

شخصية البطل
وعن حظوظ المنتخب في مجموعته أكد: أنا متفائل جداً، ولديّ ثقة كبيرة بأن منتخبنا سيحقق النجاح في بطولة كأس آسيا إذا دخل بشخصية البطل كون العامل النفسي في هكذا بطولات أمر مهم، ونعرف أن أغلب المنتخبات ليست أفضل منا وخاصة المباراة الأولى يجب كسبها أداء ونتيجة كونها ستغيّر من شكل المنتخب كثيراً، ولدينا استقرار في الهجوم والوسط، فضلاً عن حاجتنا لاصلاح خط الدفاع لتعزيز قوة الفريق إذ أن مؤشرات مباراتي الصين وفلسطين دللت على تحسّن أداء المدافعين بدليل تلقي شباكنا هدفاً واحداً من ركلة جزاء أمام الصين، ما معنى أن منظومة دفاعنا من الهجوم الى حارس المرمى كانت جيدة، وكاتانيتش لم يخفْ قلقه عندما أكد أنه في حال ظهر دفاعنا جيداً سنذهب بعيداً في المنافسة على المربع الذهبي وربما نسجّل حضورنا في النهائي، واستشهد بالأسلوب الدفاعي الذي مكّن فرنسا من الفوز بالنسخة الأخيرة من كأس العالم العام الماضي.

تأثير الجمهور
وقلّل عبدالوهاب من تأثير تواجد الجمهور الكثيف على حظوظ لاعبي المنتخب في أرض الإمارات لاسيما بعد رفع الحظر الجزئي عن ملاعبنا آذار 2018 ومساهمته في توفير دعم جماهيري كبير على أرضنا، بعكس المرّات السابقة عندما يغيب المنتخب فترة طويلة عن الاستحقاق الدولي ثم يظهر فجأة أمام جمهوره على أرض بديلة، كل ذلك يتوقف على نتائجنا في كأس آسيا إن كانت سلبية سيتأثر لاعبونا من ضغط الجمهور وانفعالاته المشروعة نتيجة غياب اللاعب القائد من طراز يونس محمود ونشأت أكرم وهوار ملا محمد ونور صبري ومهدي كريم وعماد محمد، فالكل كان يحفّز الكل لتعديل النتيجة، وأتمنى أن يتحدّى الجيل الحالي جميع المتحدثين وأنا أولهم ويقولوا ” لدينا 11 قائداً في الملعب وليس واحداً “.

ضبط التصريح
وأختتم عامر عبدالوهاب حديثه منبّهاً بشأن عدم تكرار التصريحات الملتهبة ونشر غسيل مشاكلنا في قلب الحدث مثلما حصل في دورة الخليج بالكويت، فاللاعب يفترض أن يركّز على مهمّته بعيداً عن مشاكل الاتحاد واستقالة شرار حيدر والمناكفات الحاصلة عبر البرامج الحوارية، ما علاقة خروج شرار باستقرار أداء المنتخب من عدمه أو بروز تصريح مثير لعضو اتحاد مرافق للوفد يهاجم فيه أحد المنتخبات باستفزاز من إعلامي خليجي مثلاً؟ يجب أن نحسب لكل ذلك ونتكاتف لانجاح مشاركتنا، وأن يكون نقد البرامج التلفازية والصحف أقل حدّة مع ضبط التصريح بشكل مركزي داخل البعثة الرسمية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here