!!……كتبة الجلادين والقتلة المهذبين

 

بقلم مهدي قاسم

 

كان جلاوزة و قتلة النظام السابق مهذبين حقا !! سواء  أثناء ممارسة أعمال التعذيب بصمت مطبق ما عدا صراخ الضحايا ، مع
حرصهم على عدم استخدام شتائم أو كلمات نابية  بحق ضحاياهم ، أو عندما كانوا يطلبون بأدب جم من ضحاياهم الوقوف أمام أعمدة الإعدام ليطلقوا عليهم الرصاص أيضا بصمت ، ولكن  بأسلوب ارستقراطي مهذب جدا !! ..

بل كانوا يحرصون على تشذيب شواربهم المعقوفة لتصبح ذات سمة بعثية واضحة مع أناقة ملفتة في المظهر بعدما يتركون ملابس التعذيب
والقتل ذات لون خاكي ومبقع بدماء الضحايا أثناء التعذيب في خزانة أماكن عملهم تحت الأقبية السرية ، وهم يسيرون على الأرصفة بخطوات بطيئة و أسارير مبتسمة  و يعتذرون بأدم جم ممن يصطدمون به سهوا و ان كان عقب مسدسهم يلمع كتأكيد على إثارة خوف و هيبة ..

يبدو هذا الأسلوب” المهذب  ” انعكس أتوماتيكيا كل أخلاقية  بعض كتّابهم و كتبتهم الذين كانوا يكتبون ولا زالوا حتى الآن
بأسلوب مهذب شكليا ، و لكن ذات مضامين مسمومة و خبيثة و ذات منحى طائفي تأججي و  تبريري لجرائم الإرهابيين ، محاولين في الوقت نفسه تحميل النظام الإيراني ــ حصريا ــ كل مغبة ما حصل و يحصل في العراق من أعمال عنف و إرهاب و تخريب و دمار، في مقابل الدفاع عن النظام
الثيوقراطي القمعي في السعودية  ، حتى أن وأحدا من هؤلاء المهذبين جدا جدا !!، قد بلغ به الحماس في الدفاع الأعمى و المستميت ـــ من خلال مقالات ــ أن أنكر وقوع جريمة مقتل الخاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول و اعتبر ذلك مكيدة من مكائد أردوغان ، بهدف  توجيه
إساءة إلى سمعة المملكة النقية جدا بخصوص احترام حقوق الإنسان !! ، لتساءل بكل بلادة معهودة ، ما معناه : من أين للمخابرات التركية أن تعرف ماذا حدث داخل القنصلية ؟ ، طبعا دون أن يعلم أن وسائل التقنيات المتطورة و العصرية لأجهزة التصنت و الأمنية قادرة على اجتراح
معجزات الكشف  وتسليط الضوء ، حتى ولو من وراء سبع جدران صلدة ..

وقد تصور هذا  المهذب ” جدا ، أنه يستطيع أن يبعد الشك عن النظام السعودي و يغسل يديه من دماء الخاشقجي ، بالرغم من ورود
دلائل عديدة على التوالي تثبت جريمة القتل تلك ،  ولكنه سرعان ما تلقى لطمة الخيبة و الخذلان على بوزه الطائفي الوسخ من النظام السعودي نفسه ــ الذي أقّر تحت ضغط دولي متزايد ولا سيما من قبل الإدارة الأمريكية ــ بضلوع دبلوماسيه ومسئوليه الأمنيين الكبار في ارتكاب
جريمة القتل المروعة تلك ..

و بمناسبة حديثنا عن التهذيب و المهذبين و عن  أناس شوارع ، سنورد آيات قرآنية تحتوي على بعض شتائم و مسبات وكلمات نابية
لنرى أيهما أقوى شتائمنا نحن أم شتائم القرآن :

 

(     من
التوبة: “إنما المشركون نجس”

من الفرقان: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ
هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا”

من المائدة: “قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ
عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ”

من الأعراف: “فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”

من الجمعة: “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا
بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”

من آل عمران: “أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”

من القصص: “وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ”

من البقرة: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”

من هود: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ
الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ”

من الأعراف: “وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا
فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ”

من البقرة: “وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ”

سورة القلم: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.
عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) نزلت
هذهِ الآية
في الوليد بن المغيرة لتسبه بوصف (زنيم) وهو اللقيط .     ) .

بينما أنا وصفت كّتابا طائفيين من كلا الطرفين بكلاب نابحة و هاذية فقط ، بمعنى  لم أصفهم لا بالخنازيًِر ولا بالقردة
و لا بالجناسة و لا بالزنيم ، ولا ولا ولا ، وهي أوصاف أشد من وصف الكلب ..

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here