معارك مكافحة الفساد

رغم حجم الخسائر والدمار التي تحمله البلد وأهله منذ السقط الطاغية وليومنا هذا ، بسبب جرائم وعنف الإرهاب وأهله بشريا وماديا ومعنويا ، والتي لا يمكن عدها أو إحصائها ، إلا انه مازلت لدينا معارك وليست معركة اشد واعنف من معارك التحرير التي خاضها شعبنا ضد داعش ، وهي معارك مكافحة الفساد .
آفة أو وباء امتدت جذورها إلى حد النخاع داخل جسد الدولة ومؤسساتها ،ومازال يمتد إلى مستوى لا يمكن تصورها أو الحد منه أو حتى السيطرة عليه , والأسباب أو العوامل التي ساعدت على زيادة انتشاره إلى هذا الحد الرهيب أو العجيب مرتبطة بانعكاسات أو مردودات السلبية للمرحلة السابقة ، والكثير منها له علاقة مباشر بمتغيرات ما بعد 2003 في ظل حكم قوى سياسية رفعت شعار واحد لا غير الغاية تبرر الوسيلة بمعنى أخر السلطة ونفوذها غايتنا أو هدفنا الأولى ، ومن تحمل الثمن الباهظ لهذا النهج شعبنا المنكوب بدليل لا غبار عليه كل القوى السياسية لم تتحمل الآثار السلبية لآفة الفساد ، ب ل عل العكس تمام نراها تعزز قوتها ونفوذها وسطوتها ، بينما في الطرف الثاني نرى العكس تمام أيضا وضعنا في كل الجوانب والنواحي يرثى له ، واحد أسباب الرئيسية وباء الفساد .
الكل يعلم وبصراحة أين تكمن مكامن الخلل في مكافحة الفساد واجتثاثه والقضاء على حيتانها ؟ ،ومن خلال كل الحقائق أو الوقائع الدامغة على تورط كبار المسوؤلين في قضايا الفساد ومع سبق الإصرار ، وهناك أوامر قضائية باعتقالهم بعد ثبت التحقيق ضلوعهم وإدانتهم القطعية دون إن تنفذ ، ومنهم من تم تهريبه للخارج ، ومازال هناك الكثير منهم في دفة السلطة يمارسون عملهم ويبرمون الصفقات والاتفاقيات المشبوهة دون إن يستطيع إي احد حتى إقالتهم لان من يقف ورائهم جهات أو إطراف متنفذه للغاية يصعب مواجهتها لأسباب معلومة .
مكافحة الفساد لن يتم من خلال الوسائل أو الطرق المعهودة والمعروفة ، وكذلك من خلال استمرار إطلاق التصريحات النارية والوعود الكاذبة التي لا تقدم ولا تأخر شي مطلقا لان سمعنا الكثير منها من الكثيرين منذ سنوات طويلة ، ونرى العجائب والغرائب على الواقع .
مفترق طريق أم تكون مواجهة الفساد من خلال لغة ومعارك ضارية نرفضها جمعيا ، لكنها تفرض نفسها علينا وبقوة لأنها الحل الأمثل للقضاء على حيتان الفساد واجتثاث من جذره أو يبقى الحال على ما هو عليه دون إي تغير أو إصلاح حقيقي،وسيكون بطبيعة الحال الخاسر الأولى والأخير معروف من الجميع من يكون .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here