ما هكذا يا بعض الشعراء

صالح الطائي

حضرت أكثر من مرة أماس لقراءات شعرية، في بعضها حضر شعراء من محافظات أخرى بما فيها بغداد، لم ترق جل قصائدهم إلى مستوى ذائقة الحضور، وكأن الذي اختارهم، تعمد أن يسيء إلى الذائقة وإلى فطاحل الشعر الذين تسحر قصائهم الجمهور، لأنه على يقين أن مجرد حضور شاعر واحد من أولئك الشعراء المجيدين سوف يعرِّي مدعي الشعر هؤلاء ويفضحهم، فيفشل حفلهم، وتتكشف حقيقتهم. وهذه أنانية أدبية كانت موجودة في مجتمعنا من قبل، ولكنها تضخمت بعد التغيير في 2003 نظرا للفوضى وفقدان المقاييس وتبدل المفاهيم.
ومن وحي هذه الجلسات وتلك النكسات، جاءت خربشتي هذه، وكأنها تريد أن ترسم صورة لما كان عليه الذين أوكلت لهم مهمة إفساد الذوق العراقي العام، وهي إن كانت في فوضاها مثل قصائدهم، مع أنها تترصدهم، فذلك ليس مشاركة مني في نشر تلك الفوضى، أو أني أعشق أن أكون مريضا بين المرضى، وإنما كتبتها وسطرتها ووزنتها وقفيتها؛ لكي تتسع رؤاكم وتتمكن من رسم صورة لما نحن عليه اليوم من قهر وضيم، ووتتخيلوا ما ألقوه على أنه شعر، وما كانوا يشعرون به على أنهم فطاحل اللغة، مع أن أغلبهم كسر المرفوع وجر المنصوب ورفع المجرور، ولا يعرف شيئا من أنواع البحور. وهذا ما دعاني إلى القول:

يا بط يا بط قد فاضَ الشطْ
صاحَ الديكُ قد شاخ القطْ
سقطَ الشِعرُ وانكسرَ المشطْ
وخبتْ بالشِعر قوافيهِ
وضاع الوزنُ !
لا ضوءَ أتى البستانْ
وأنا أترنحُ كالسكرانْ
أو حشَّاش في الأفنانْ
وسائق تاكسي ذاك المغرور
لا زال يداعب غليونه
ويسبل عينيه بلا وعيٍ
كأنه بنتٌ عذراءْ
تتلمَّس قطرات الماءْ
لتمسِّد شَعراً كالأسنانْ
والسائق بنتٌ عوراءْ
فقدت فردة نعليها في حفلةِ عرسْ
آه آهٍ من وجع الضرسْ
ومن الفلس إذا غاب عن الجيبِ
والمفتاح الأخضر
سامقُ في صدر الغيب
لا يعلم ما الغيبُ ..
كم هو عيبُ! ؟
وأنت ولا تدري ما عذري!
أأنت الدهري أم أنا دهري ؟
وفي ختام القصة يا أبنائي ,
أقول :
لو كان البيت قريباً
سأهديكم بعض زبيبْ
وصديقتنا لا زالت تنتظر العيد
لِأُرمِّشَ أو أبعث مس كول
لكنَّ ( الموبايل ) خالٍ من ذا الشحن
ومن زيت البترول
وبعد كل أزيز الظنْ
زدتوني وهنْ
وأنا رجلٌ يمتاح الشعرَ
وأنتم في اللوم
لازلتم أرباب الطعنْ
أرباب الطن
وشعر الظعن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here