المَـحَطة رقم 1 الفرزة الاولى

المَـحَطة رقم 1 الفرزة الاولى
هـذه المحطةُ تتضمن إنحـداري العـائلي ومُحيطي الاجتماعي ومـا سَـجّلتهُ ذاكرتي مِنْ المَـسـموعِ مِنها عن والـدي ووالدتي وما يتعلق بها ومـا عايـشـتُهِ منـذ أبصرتْ عـينايَ النورَ
فوالـدي الحاج يوسف هو الابن البكر لأبيه منصور واُمّهِ زنّوبه ، ومنصور هو إبنُ
صيّاح بن خرنوب بن شـوكه وهم ينتسبون الى عشيرة الجُعَيفريه وهو إسم مُصغّر
لجَعَـفـر والجعافره هم قسمان : الصادقون وهم الذين ينتسبون الى الامام جعفر
الصادق عليه السلام والجعافره الطيارون الذين ينتسبون لجعفر الطيار رضوان
الله تعالى عليه الذي استُـشهد في معركة اليرموك وقبره موجود في محافظة الكرك
الاردنيه وتَذكِرُ صفحة كوكل أن الجعافرةَ الطيارين تفرقوا في عِـدّة دول مثل مصر
وفلسطين والعراق .
وكنتُ أسـألُ أبي عن [ شوكه ] وعن والده وجدّه فيقولُ لي وبصورة غير مؤكدة
[ محمد وبعده سـالـم ] كما سـألتُ عَمَّ والدي [ حسين الصيّاح ] في إحدى زياراتي
الى ناحية الفلاحيه [ أم حِلّانه سابقاً ] فأجابني بنفس إجـابةِ والدي وظهر لي مؤخرًا
أنّ محمد هـو محمود ومِنْ هاتين الاجابتين أصبحتُ لا اُعَوّلُ على هذين الاسمين .
وسـألتُ أبي عن عشيرته مِنْ أينَ جاءتْ ومتى جاءتْ وسكنتْ الكوت ولماذا سـكنتْ
الفلاحيه [ أمْ حِلّانه ] فكان يُجـيبني بأنّه لا يعرف أكثر من أنّ عـشـيرته الجُعيفريه
هي واحدة من العشائر الـ 24 التي تضمهم قـبـيلة [ ربـيـعـه ] وقـد سـألـتُـهُ لِـمَ
تَـسَـمّـتْ بالجُعيفريه ؟ فقال لي يقولون أنّها تنحدر من [ الامام جعفر الصادق عليه
السلام ] أو من جعفر الكاذب ، وسـألـتُهُ عن جعفر الكاذب أو الكـذّاب فيقول هو من
نـسـب الامام علي عليه السلام إدّعـى الامامة كَـذِباً ، وهـنا أقف مُحَـلّلاً فأقـولُ إذا
كانتْ عشيرتنا تنتسب الى شجرة الامام علي عليه السلام فـلِـماذا لم تـنـتسب العشيرة
الى الشـجرة الهاشـمية وارتَـضتْ أن تـكونَ واحـدةً مِنْ 24 عشيرة لربيعه ؟ وقـد يقول
قائل إنّها لظروفٍ خاصةٍ دخلتْ مع ربيعه فأقول : إذاً كان بامكانها أن تَخرجَ مِنْ
ربيـعه بعـد أن تَـغَـيرت الاوضاع والظروف ، ولـماذا لـم يُـخْـبِـر جـدّي شـوكه ابنه خرنوب
عن انحدار عشيرتهِ وأصلِ نَـسَـبهِ والنسب له أهمية ومكانة في ذلكَ الزمن والى الآن ،
كـلُّ هـذا يـؤكـدُ لـي بأنّ عشيرتي الـجُعيفريه لا تـنـتـسـبْ الى الـشجرة الـهاشـمية .
ومن الجدير بالذكر أن أخي الكبير [ نافع ] وابنَ عـمّي [ منصور عبود ] أخذا مع
أبنائهما لَـقـبَ [ السيد الموسوي ] بعـد سـقوط نظام الطاغية صدام في العراق في
9 / نيسان /2003 وهذا نسب غير صحيح وهو مرفوضٌ من قبلي .
وقد تبين لي مؤخرًا بعد حصولي على شجرة العشيرة ان الجعيفرية ترجع الى جدها
الامير جعفر وصُغّرَ الاسم للتفريق عن الجعافره وهذا ما أقتنع به .
لكنّ عشيرة الجُعيفريه لها مكانة وموقع متميزان بين عشائر ربيعه فمكانتها تأتي
بعـد عشيرة تَغلب التي تتولّى رئاسة ربيعه وقـدْ جاءت تسمية التغالبه [ بالاماراه ]
وتميز شيوخها [ بالعقال الابيض ] وذلك لتحالف تغلب مع الانجليز في الحرب
العالميه الاولى ، حيث أطلق الانجليز على [ شيخ تغلب كلمة البرنس ] ومعناها
الامير مما جعلها تتقـدّم على باقي العشائر وحسب ما سمعتُ أن عشيرة الجُعيفريه
دخلتْ مع تغلب في حروب من أجل هذه الزعامه حتى هُزِمتْ بزعامة رئيسها [
المُقنْ ] على أثر خيانه أوغفلة مَنْ كانوا يقومون على حراسة الطريق حيث هربوا
وأخذت تغلب المبادره بتخاذل حراسات الطريق وبقيتْ من هذه الفئة الهاربة
بقية فكَوّنت عشيرةً لوحدها تسمّى [ البيّات ] وهم من ربيعه أيضاً ولا أدري إذا كان
شاعرنا عبد الوهاب البياتي منها .
والشيئ بالشيئ يُذكر أنّ صهري [ إبن خالتي ] كثيراً ما كان يتباهى على أختي مِنْ
أنّه من عشيرة [ آل غريب ] ويسخر من [ المُقن ] لهروبه من المعركه ، وآل غريب
هي واحـدة من عشائر ربيعه فوصلني الخبر فقلتُ له يا ابن خالتي أيّهما الافضل جدي
الذي خسر المعركه وانهزم أمْ جـدّكم الذي عاش ومات غريباً خوفاً من كشف اسمه
الحقيقي فأصبحتم عشيرةً غريبةً وانتم من آل غريب ؟ وبهذا السؤال إنتهتْ نقاشاتُهُ
مع أختي وأصبح لا يجرأ على فتح هذا الموضوع والى الان .
وقـد تَسَلّمتْ عشيرة الجعيفريه شؤون ربيعه القضائيه وهي حَـلّ النزاعات فيما بين
عـشائر ربيعه الاربعة والعـشرين وبين العـشائر الاخرى وما بين الـعـشيرة نـفـسها
وهذه مكانة بقيتْ لهم والى الان ، والذي يتولّى شأنَ القضاء يُدعى بالعُرف العشائري
[ الفريضه ] وهذه المفرده حـسـب فـهـمي لـهـا هي مـن فـرض الـقـرار أو الحُـكـم
وهي بمصاف رئيس المحكمة الدستوريه في مفهوم الدوله ، وقد تعرفتُ في عام
1963 أثناء توقيفي من قبل النظام البعثي الذي تولّى الحكم بانقلاب 8 شباط
تعرفتُ في مركز شرطة الخيّاله الذي يقع في حي السلام أو 14 تموز ، على فريضة
ربيعه [ مِـفـتِن العـذافه ] حيث كنتُ خارجاً عند الظهر مع مجموعة من الموقوفين
ومـعـي أحد أبناء الريف من منطقة ناحية الاحرار [ الحُسينيه سابقاً ] على ما أذكر
كان اسمه [ حسين ساجت ] وهو متهم كمسؤول عن تنظيم شيوعي بالمنطقه ولا
أدري ما حلَّ به بعـد أن نقلوني الى مركز شرطة الكوت ، المهم أنني كنتُ واقفاً الى
جانبه أنتظر دوري لدخول دورة المياه فقال لي وبشيئ من الحِـدّة أراكَ لم تُسَلّم على
عـمّكْ [ مِفتن ] قلتُ له ومَنْ هو [ مِفتن ] قال هذا عمّكَ فريضة ربيعه وشيخ
عشيرة الجعيفريه وبعد أخذٍ وردّ إستجبتُ له فتقـدّمتُ الى شيخ عشيرتي وسَلّمتُ
عليه فتغافل عنّي خوفاً على مكانتهِ لأنه يعتبرني ومَنْ على شاكلتي أنّي طالبُ عَوْنٍ
أو وساطةٍ ، ولأنّي لا أترك مُقابلي إلّا والحجةُ لازمتُه أعدتُ عليه سلامي وبصوتٍ أعلى
فردّ بشيئ من التكلف والبرود مما جعلني أندم على سلامي فرجعتُ الى صاحبي وقلتُ
له لماذا ألححتَ عليَّ [ أنا لا أعرف هؤلاء الناس وليس لي شغلة معهم ] فسكتَ
ولم يُجبْ والظاهر أنّه ندمَ مثلي ، وأمّا لقائي الثاني به كان في دائرتي [ غرفة تجارة
الكوت عام 1970 ] جاءني بخصوص معاملة لأبنه كي يأخذ تأييد من الغـرفة الى دائـرة
التجنيد يُـثـبتْ فـيه عـدم إنتساب إبنه الى الغرفه لإخراجه مُعيلاً كما أتوقع .
اتصل بي أمين سر الغرفة جابر غلام وقال لي : [ عمّك مِفتن جايك وعنده
مُعامله ساعده بيهه ] وبالفعل وصلني وهو في حالٍ ووضعٍ مختلفٍ في هـيئتهِ
فرحّبتُ بـه وقـدمتُ له الشاي ودار بيني وبينه حديث عن جدي خرنوب والاراضي
التي تركها والتي لم يحصل إبنه صيّاح على شبرٍ منها حيثُ استولى عليها أبناء عم
جـدي صياح بطريقة الالتفاف القانوني وبعد إنجازي معاملـتـهُ خرج ولم أعلم أين
أصبح أو أمسى وفي إحدى مرّاتي الى محل عمي نوري منصور والـذي يـقع في بـداية
محلّة المـشـروع وهو [ من أملاك الحاج عباس البيضاني ] قـدّمَ لي إبن عمي ماجد
نوري شـخصاً في الثلاثينات من عمره حسب تقديري وقال لي [ هذا إبن عمّنا فلان
إبن المرحوم شيخنا مفتن العذافه ] ولأني لم أركز على إسمه لا أتذكر ما هو إسمه
الّا أنّي توصلتُ الى اسمه بعد حين فهو بندر بن مفتن عذافه فسلّمنا على بعض ثم
خرجتُ ولم ألتـقِـهِ الى يومنا هذا ، وسألتُ [ ماجد ] بعد فترة عن إبن عمّنا مِفتن
فأجابني أنّه قطع الاتصال به لأن الاخير ويعني إبن مفتن وحـسـبْ قولهِ [ قـد دوّخَـهُ
يوميه جاي يطلب شغله مـنهُ لو جاي يطلب فلوس للفصل ] فضحكتُ وخرجتُ
من المحل لأن إبن عمّي [ ماجد ] تصور الامور فيها فائدة له ولمّا خاب ظنّـهُ تغير
إسلوبه وهذا هو مبدؤهُ مع جميع مَنْ يبني علاقاتِه معهم من أقرباء أو غـرباء .
وللفائدة أن الاخ [ الاعلامي بشير آل تعبان ] هو الذي أخبرني باسم بـنـدر بن مفتن
أعودُ مُعَرّجاً على أنّ عشيرة الجعيفريه تنقسم الى أربعة أفخاذ أو أربع فِــنَــدٍ كما هو
بالمصطلح العشائري وهي [ ألبو عبدالله التي ينتـسبُ مِـفتِن العذافة لها ] و [ ألبو
نَصّار ] و [ ألبو حَمَد ] و [ الشهابات وهي عـشـيرتـنـا التي نـنـتـسـب إلـيـها ] .
ولأبي أخٌ غيرُ شقيقٍ إسمه كاظم وهو الولدُ البِكرُ الى منصور مِنْ إبنة عـمّهِ مظلومه
محمود خرنوب وقد طلبت الطلاق منه بعد زواجه من جدتي وقد توزجت بعد
طلاقها وانجبت من زوجها الثاني وعمي كاظم يكبرُ أبي عـدّة سِـنين وقد بقي وما زالَ
أحـفـادُهُ يسكنون الفلاحيه أم حلّانه سابقاً رغـم تعرض المنطقه الى فيضانين في
عام 1940 وعام 1954 وله أبناء أكبرهم حـسـن ثمّ عبّاس وجبّار ومحسن وبنت إسمها حسيبه وهؤلاء من زوجته داخله حسون من عشيرة البديري الفلاحات
واصلها من الديوانية ولهما أولاد أعرف منهم حسـن وهو بِكرهما ولا أعـرف إلّا
إبنه فـوزي من زوجته [ ابنة تعبان الجاسم ووالد الشاعر الشعبي كريم تعبان ]
إشتغل مخبراً في جهاز الامن لفترةٍ ثم خرج مستقيلاً في بداية الثمانينات من القرن
الماضي ولا أدري ما هو عملـهُ اليوم .
أمّا عبّاس فهو متزوج وله أولاد لا اعرف عنه ولا عن أولاده شـيءً ثم جـبّار لا
أعرف من أولاده غير سـتّار وكان موظفاً يعمل في قسـمٍ من أقسام المحافظه قَـدّمَ
نفـسهُ لي عندما كنتُ مُـنَـسّباً كمندوب الى وكالة الانباء العراقيه في مطلع عام 1979
وكان يُناديني بعَمّي الحجي ثمّ انسحب مثلما أتى بعد ما اكتشف بطريقته الخاصه
[ أي كان بعثياً ] بأنّ عـمّهُ الحجي لا يَستطيع أنْ ينفعه بشيء لأن وضعَ عمّهِ ضعيف
وغير بعثي وأنّه في تنظيم يُدعى التنظيمات الوطنيه وهـو تنظيم إبتكره البعـثـيون
للذين كانوا مصبوغين بصبغه شيوعيه أو دينيه كي يـكونوا تحت نظرهم وكان
المسؤولون عنهم من أعضاء الفرق فمثلاً كان مسؤولي الاول عضو الفرقة جميل
كمبر وكان إتصالي به فرديّاً ثُمَّ تسلمني عضوالفرقه طارق الخشّان وكان معي
الـشـيـوعي البارز في قضاء الحي عزيز سالم الذي تعرفتُ عليه في عملي بمعمل
طابوق الجوادين العائد الى عزيز وادي الامير وشركائهِ وهم الحاج حـسـون محمد
الناصر وعلوان عبد الرضا بندر الامير ونعيم العابدي وديوان سعيد وقد إسـتـقـلَّ
بـملكـيـتهِ عزيز الوادي بعد شراء أسهم شـركائـهِ الآخرين وأصبح مالكه الوحيد في
آب عام 1978 وكان عزيز السالم هو مَنْ قـدّمَ إسمي الى عضو الفرقة جميل
كمبر وبقينا سويّةً ثم إنتقلنا الى عضو الفرقة طارق الخشان ثم انـتـقـلتُ الى
عضو الفرقة خليل حنون أو خيون وبعد ذلكَ لم أعرف عنه شيءً .
كان عملي في معمل طابوق الجوادين في صيف عام 1974 ثم حصل خلاف بيني
وبين إبن عزيز الوادي المسمى بعلي بعد ان استقل عزيز الوادي بملكية المعمل
عام 1978 على أثرهِ إنتهى عملي بإدارة المعمل وسوف أتطرّق الى تفصيل هـــذا
الموضوع عند وصولي الى تلكَ المحطّة إن شاء الله . #########
الحاج عطا يوسف منصور

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here