تجمع شارع المتنبي يتناول “المشتركات الفكرية بين الاديان”

تضامن عبدالمحسن

بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار، اقام تجمع (شارع المتنبي الثقافي) محاضرة بعنوان كاتب وكتاب، قدم من خلالها الدكتورة هدى علي كاكه يي لتقرأ كتابها الموسوم (المشتركات الفكرية بين الاديان)، وذلك صباح يوم الجمعة 2018/1/4، في المركز الثقافي البغدادي في المتنبي، بحضور وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي وجمهور من المهتمين.

وبدأ الاعلامي عامر عبود، الذي ادار المحاضرة، قائلا (علينا ان نعي ان التعددية هي نمط حياتيوانساني، ولابد من استكمال هذه التعددية وعدم تجزئتها، لتشكل بذلك كيانات قوية تعتمد الانسانية منهجاً لها في وطن يحتوي الجميع)، مشيرا الى ان التعددية اشعاع فكري وانساني وتنوع ثقافي، من خلالها ندرك قيم التعايش والسلام للوصول الى خطاب يوحدنا لا يفرقنا.

فيما أكدت الكاتبة كاكه يي، في محاضرتها، على ان المتزمتين في الأديان، يريدون بالدين، دينالمعبد بترسانته الآيديولوجية بكل عقدها وانحرافاتها، ان يكون هو الحل، متساءلة عن كيفية ايجاد (دين) ذلك الحل، طالما ان ليست المشكلة في الحل ونسبه، أي حل ديني ام علماني ام بوذي ام أيزيدي ام يهودي ام مسيحي ام اسلامي، وانما المشكلة في الدين ونسبه، أي دين الفقيهوالسلطان والاحزاب والمثقفين، ليفرض قصد الاستشراف في هذا العمل ان تكون وجهة عملنا، بعد دراسة واقع الظاهرة، صوب تقويمها بالحديث عن تصحيح المنطلقات من خلال الارضية المشتركة.

كما تشير الدكتورة هدى في كتابها الى ان البحث عن الارضية المشتركة مع الآخر ليست مزايدةفكرية لتجاوز ثقافة المفاصلة التي طغت على الحركات الاقصائية الدينية، ولا سعيا لشرعنة الحل المفروض، ولا انسياقا وراء مشاريع كفرية.

وتناول كتاب (المشتركات الفكرية بين الاديان) الرؤى السياسية ومبادئ التعايش السلمي من خلال الحوار والاستقرار السياسي والحوار والتعايش السلمي والمقصود به التقاء ارادة اهل الاديان المختلفة للعمل من اجل السلام والامن في المجتمعات، وذلك من خلال اربعة اسس وهي الاراد ة الحرة المشتركة والتفاهم حول الاهداف والغايات لخدمة الاهداف الانسانية، والتعاون من اجلتحقيق تلك الاهداف واخيرا صيانة هذا التعايش.

ولفتت الكاتبة الى ان مسؤولية تحقيق التعايش السلمي يتحملها العلماء والمفكرون والحكام بحيثيلتزمون، بالاضافة الى الاعلام، بوظيفتهم في الدعوة الى الوحدة والوئام والتحذير من النعرات الطائفية والقومية والفتن ومن آفات الحضارة المادية، محملة المحكومين مسؤولية توحيد الشعوب وتوفير اجواء التعايش والانسجام.

هذا، وقد اغنى الحضور الجلسة بمداخلاتهم التي اكدت على ان الأديان هي مجموعة قيم ومفاهي متخدم الانسانية ويتجسد من خلالها وجود الله، ومن هذا المنطلق اذا فهمنا الاديان فهمنا الله وصار الحوار ممكنا، بينما لا يجوز الحوار اذا اختلفنا وتعددنا في تفسيراتنا ورؤانا.

وقد اشادت احدى المداخلات فيما ذهبت اليه الكاتبة في كتابها للتفريق بين الدين والفكر الديني،فالدين كله انساني، اما الفكر الديني فهو ماجعل بعض الاتجاهات تنحرف، في اشارة الى عبارة المفكر كارل ماركس (الدين افيون الشعوب) التي تم اقتطاعها فتشوهت، فالمقصود ان الدين متنفس للعبد المظلوم، فهو ليس ضد الدين وإنما ضد الفكر الديني الذي غالبا مايدعو الى ممارساتتنحرف بالمجتمع والانسانية الى ما لايحمد عقباه، لافتا الى ضرورة بث روح الاخوة والأخذ بالمسائل التي يضيء فيها الدين ويدعو الى الانسانية بدلا من نشر المفاهيم الخاطئة والطائفية.

وقد أضاف الناشط محمد السلامي في مداخلته وجهة نظره الداعية الى ان الاديان جاءت في مراحل تأريخية بشكل بسيط، لعدم وجود دولة تنظم شؤون البشرية، ولكن المشكلة تفاقمت في التفسيرات البشرية، التي ادت الى تكوين طوائف داخل الدين الواحد، وبازدياد الصراعات السياسية وضعت شروطا جديدة للحياة. مؤكدا بان حقوق الانسان تعطي الحق للمتدين بان يتدين بالدين الذي يريدولكن لايفرض وجهة نظره في تنظيم الحياة على الآخرين في بلد معين، وانما وضعت البشرية انظمة لغرض تنظيم حياتها عبر التطور الحياتي الذي نعيشه.

وفي الختام قدم وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي الشهادة التقديرية باسم تجمع شارع المتنبي الثقافي، تثمينا لدور الكاتبة في اعداد المبحث التنويري.

ومن الجدير بالذكر ان الدكتورة هدى علي كاكه يي دكتور محاضرة في كلية الآداب/قسم التاريخ في الجامعة العراقية بتخصص تاريخ إسلامي، وتخصصها الدقيق هم “فكر مسيحي _ فكر إسلامي” وهي حاصلة على بكالوريوس في التاريخمن كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية في جامعة بغداد.

وحاصلة على الماجستير في التاريخ الإسلامي _ فكر مسيحي من جامعة بغداد/ كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية /2011م، ودكتوراهفي التاريخ الإسلامي _ فكر مسيحي _ فكر إسلامي من جامعة بغداد/ كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية /2014م.

ولها أربعة كتب منشورة وهي: “الصلات الحضارية بين الفكر المسيحي والفكر الإسلامي من القرن الثالث حتى القرن ا لتاسع الميلادي” و”المذهب الآريوسي بين التأثر والتأثير _ دراسة في الفكر الديني الإسكندري” و”المشتركات الفكرية بين الأديان” و”الأقليات الدينية في العراق ” تاريخ وحضارة”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here