حصاد السنين

قبل أيام مر علينا نهاية السنة الميلادية ، لتشهد اغلب المحافظات من احتفالات واسعة سجلت عليها بعض علامات الاستفهام أو الملاحظات .
حق الاحتفال بأي صورة كانت لأي مشروع ولا غبار عليه من الناحية الدينية أو القانونية ، لكن ضمن الحدود المعقولة وبدون تجاوز أو إساءة أوتصرفات تخالف ثوابتنا لأننا بلد الأديان السماوية والأنبياء والحضارات والثقافات، وكذلك لدينا عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا المجتمعية المعروفة من الكل .
ما شهدنها في ليلة رأس السنة من البعض من تصرفات أمر يخالف كل ثوابتنا الدينية أو المجتمعية صورة انحلال يندى له الجنبين في بلد عريق مثل العراق ، ولو كان الأمر في بلدان أخرى يمكن تقبل الموضوع لان الأمر طبيعي جدا، والأخطر من ذلك أمران الأولى هناك قناعة تامة في القيام بهذه التصرفات التي تأتي في المرتبة الأولى ، ومحددات الدين والمجتمع تكون المرتبة الثانية إن ذكرت ، وفي نفس الوقت تقبلها من الكثيرين دون رفضها بحجة إننا في بلد ديمقراطي وحرية .
والأمر الثاني لو كانت هناك مجال أكثر أو مساحة اكبر لكانت هناك تصرفات ما شهدها تاريخ العراق سابقا وحديثا ، وتتجاوز كل الحدود والثوابت لان القضية اكبر من أنها مجرد تصرف ليوم أو لليلة ومناسبة وتنهي المسالة .
هناك من يبرر هذا التصرفات بين انعكاسات سلبية للمرحلة السابقة على المجتمع من ظلم واضطهاد وتجويع وتضيق ، وبين مرحلة عهد جديدة فتحت كل الأبواب المغلقة أمام الجميع بدون قيد أو شرط ليصبح الممنوع مباح تحت مظلة حكام اليوم .
ما حصل هو نتاج لمخططات تقف ورائه جهات زرعت نواة فكرها المدمر لعقول شبابنا خصوصا منذ عقود، وحصدت ثمار زرعها ليكون حال البعض بهذا المستوى المتدني من اجل تحقيق مشاريعها في البلد ، وإذا ما وضعنا الحلول اللازمة لهذه القضية الحساسة ستكون كل الاحتمالات والتوقعات نحو المزيد من التصرفات الغريبة والعجيبة لعاداتنا والمخالفة لتشريعاتنا الدينية .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here