كان يجب على ” أوبك ” استثناء العراق من إجراءات التخفيض

بقلم مهدي قاسم

ستتعرض خزينة الدولة العراقية إلى خسائر مالية كبيرة على اثر الاتفاق مع أعضاء منظمة أوبك لتخفيض حصته اليومية من تصدير إنتاج النفط تبلغ” بنسبة (3%) والتي تشكل قرابة (140) ألف برميل في اليوم من مجمل إنتاج العراق ” و الذي يعني فقدان العراق مئات ملايين دولارات
شهريا وهو بأمس حاجة إليها ، ليس فقط من أجل ضمان معيشة المواطنين ــ ولو بحدها الأدنى ــ إنما لكون العراق خارج من الحرب لتوه ، و بسبب هذه الحرب والخسائر المادية الهائلة التي ترتبت عليها ، فثمة محافظات عديدة في حالة دمار و خراب كبيرين ، تنتظر عمليات إعادة التعمير
و البناء و الإصلاح على كل صعيد وناحية ، و كذلك إلى إعادة الخدمات الضرورية و المقطوعة في عديد من مناطق ، سيما من ناحية تأهيل مرافق الدولة وبناها التحتية الشبه مدمرة ، الأمر الذي يتطلب عشرات مليارات دولارات ، أن لم تكن مئات مليارات دولارات ، للقيام بهذه المهمات
الكبيرة والجسيمة ، وخاصة من أجل عودة النازحين إلى ديارهم و منازلهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية أسوة بالآخرين ..

بمعنى آخر : كان من المفترض على الوفد العراقي المفاوض أن يشرح وضع العراق الحالي ــ و المعروف أصلا للجميع ــ و يحاجج أعضاء المنظمة ــ أوبك ــ منطقيا و بأدلة و صور و خرائط واضحة للمناطق المدمرة من ناحية خوضه حربا تدميرية ، مع حدوث خسائر مادية هائلة ، طالبا
من خلال ذلك استثناء خاصا بعدم التخفيض نسبة حصته الصديرية للنفط ، بهدف استثمارها في عملية التعمير و إعادة البناء ..

فحرب العراق مع عصابات داعش لم تكن دفاعا عن العراقيين فقط ،أنما دفاعا عن باقي شعوب العالم المستهدفة من قبل هذه العصابات ، سيما الشعوب العربية و الأوروبية تحديدا و التي لا يمر أسبوع دون حدوث عمل إرهابي هناك ..

في حين كان العدل و الإنصاف يقتضيان أن تقوم حكومات في العالم بتقديم دعم مالي للعراق من اجل إعادة إعمار المدن المدمرة ، كمساهمة منها في تقاسم نفاقات الحرب و بغض النظر عن حصة العراق من تصدير النفط أو عدمها ..

ولكن متى كان الساسة المسؤولون المتنفذون العراقيون أبدوا حرصهم على مصالح العراق في السابق حتى يكونون حريصين الآن مثلما يتمنى و يريد الشارع العراقي حتى نوجه لوما لحكومات أخرى ؟ ..

هامش ذات صلة :

( الغضبان يؤكد التزام العراق الكامل باتفاق خفض الإنتاج الذي توصلت إليه أوبك

أكد وزير النفط ثامر الغضبان، الجمعة، التزام العراق الكامل باتفاق خفض الإنتاج الذي توصلت إليه منظمة أوبك وشركاؤها، مشيرا الى أن العراق لعب دوراً مهماً بالتوصل لهذا الاتفاق بهدف إيجاد حلول واقعية للسيطرة على تخمة المعروض النفطي.

وقال الغضبان في بيان إن “وزارة النفط اتخذت إجراءات تطبيق خفض الإنتاج بنسبة (3%) والتي تشكل قرابة (140) ألف برميل في اليوم من مجمل إنتاج العراق، بحسب النسبة المقررة لاتفاق الدول المنتجة من أعضاء (أوبك) وشركائها والذي تم اتخاذه في الاجتماع الذي عقد في فيينا
الشهر الماضي ونص على تخفيض قدره (1,200) مليون برميل ، منها (800) ألف برميل في اليوم هي نسبة الدول الأعضاء في منظمة (أوبك) و(400) ألف برميل في اليوم نسبة الدول المنتجة من خارجها”، مؤكدا “التزام العراق الكامل باتفاق خفض الإنتاج الذي توصلت إليه منظمة (أوبك) وشركاؤها
والذي دخل حيز التنفيذ ابتداءً من الأول من كانون الثاني 2019”.

وأضاف الغضبان، أنه “أوعز الى المسؤولين عن قطاعي الإنتاج والتسويق في وقت سابق باتخاذ الإجراءات العاجلة من أجل الالتزام بمستويات الإنتاج المقررة لشهر تشرين الأول 2018، بحسب الاتفاق، والتي كانت عند معدلات (4،653 ) مليون برميل”، مؤكدا “حرص الوزارة على استقرار
الإنتاج في عموم البلاد عند معدل (4،513) مليون برميل للأشهر الستة القادمة، بعد احتساب نسبة خفض حصة العراق وهي (140) الف برميل، وبحسب الفترة الزمنية للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ بداية كانون الثاني 2019 منقول “.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here