“حرّاس الدِّين” تنظيم جديد يبحث عن إرث القاعدة في المناطق المحرَّرة

بغداد/ وائل نعمة

العزلة وانقطاع التمويل لما تبقى من عناصر داعش في العراق، خصوصا في كركوك، دفع بعض المسلحين الى الانشقاق عن التنظيم والارتباط بفصيل جديد جاء الى البلاد بحثاً عن إرث “القاعدة”.

“حرّاس الدين” هو اسم التنظيم الجديد، الذي بدأت تظهر أولى علامات تواجده في المنطقة “الهشة أمنياً” الواقعة بين طوزخرماتو شمال غرب تكريت، والحويجة جنوب غرب كركوك.
وتقول مصادر (المدى) في صلاح الدين، إن التنظيم الجديد استطاع التواصل مع مسلحي “داعش” في مناطق حمرين ومكحول، الذين يقدر عددهم بين 1500 إلى 2000 مسلح.
وتشير المصادر الى أن العشرات من بقايا داعش، قررت الانشقاق عن التنظيم السابق وللانضمام الى “الحراس”، لسبين: الاول هزيمة التنظيم وانتهاء حلم “أرض التمكين” (بمعنى السيطرة على أراضٍ وإقامة دولة الخلافة المزعومة)، والسبب الثاني، هو قلة الدعم المالي والعزلة التي تعيشها فلول داعش.
ويعود مقاتلو “حراس الدين” الى جبهة النصرة في سوريا التي تشكلت نهاية 2011، وقدمت نفسها في 2016 بشكل جديد وهو جبهة فتح الشام، ثم هيئة تحرير الشام (بعد دخولها في ائتلاف مع عدد من المجموعات المسلحة)، معلنة انفصالها عن القاعدة.
وتسبب انفصال الجبهة عن “القاعدة” بغضب المقاتلين الاجانب، الذين أعلنوا في آذار الماضي، ما عرف بـ”حراس الدين” الذي حافظ على ولائه لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن 90% من المخاطر الأمنية في العراق بين عامي 2005 ــ 2011 كانت تأتي من حدود سوريا، ثم تراجعت الى 65% بين عامي 2014-2017.
ويقول القيادي في حشد صلاح الدين مروان الجبارة في حديث لـ(المدى) أمس، أنه لا يستبعد وجود تنظيمات مسلحة جديدة تحل محل داعش، خصوصاً أنّ “الثغرات الامنية في عدة مناطق في شمال بغداد، قد تزيد من احتمالية ذلك”.
ويشير القيادي في الحشد الى أن مناطق الحويجة، وجبال حمرين، ومكحول، والمنطقة الممتدة من الثرثار غرب سامراء، الى البعاج في غرب الموصل، مازالت تشهد نشاطاً مسلحاً،بالاضافة الى شريط غير ممسوك عسكريا، طوله نحو 70 كم ممتد من الفتحة في جنوب كركوك الى مطيبيجة، الواقعة بين صلاح الدين وديالى.
ويستغل التنظيم تلك الثغرات للتحرك في تنفيذ عمليات خطف، خصوصاً مع انقطاع الدعم، حيث خطف نهاية العام الماضي 15 شخصاً من قريتين بين الحويجة وطوزخورماتو، بينهم مختار لإحدى القرى.
وضرب التنظيم خطوط الطاقة في الحويجة 30 مرة في الأشهر الـ6 الماضية، كما يسعى الى التقرب من حقول علاس والعجيل في شرق تكريت لسرقة النفط.
وكان التنظيم قبل عامين، يستخرج ما قيمته 3 ملايين دينار يومياً من تلك الآبار في فترة سيطرته على مناطق في صلاح الدين.
وبالعودة الى “حراس الدين”، لا يستبعد الجبارة أن يكون وراء وجود تلك الحركات المتشددة، الاوضاع السياسية المتأزمة في البلاد، خصوصاً أن حركات سابقة مثل “الرايات البيضاء” ظهرت في نفس تلك المنطقة العام الماضي، مع أزمة كركوك واستفتاء الإقليم.
مؤخراً أعلنت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية نيتها تقصي الحقائق في نشر أخبار عن وجود “حراس الدين” في محافظات، نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى.
وقال عضو اللجنة عباس صروط أول من أمس: مع استئناف البرلمان لعقد جلساته، سيكون هناك اجتماع موسع مع قادة أمنيين وعسكريين لمعرفة حقيقة وجود هكذا تنظيم على أرض الواقع”.

إنزال أميركي
تأتي تلك الأحداث في وقت نفت فيه القوات الأمريكية منفردة بشكل مفاجئ إنزال في منطقة تقع شمال الحويجة، قتلت فيها 3 قيادات من داعش.
لكنّ أحمد خورشيد المسؤول في قضاء الحويجة قال لـ(المدى) إن “الإنزال نفّذ بين الساعة الـ9 والـ10 من مساء الجمعة الماضية، في جبال المامة بين الحويجة والدبس”.
وكانت القوات الامنية قد شنت في تموز الماضي، عمليات تطهير في “المامة”، ضمن حملة ثأر الشهداء، التي انطلقت عقب مقتل ثمانية أشخاص اختطفهم “داعش” على طريق كركوك ــ بغداد. وذكر قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت حينها أن حصيلة عملية الجبل، كانت تطهير ٣٣ ربية ونقطة، وتدمير خمس مضافات، وتفجير 12 عبوات ناسفة وثلاثة أنفاق والعثور على ورشتين لتصنيع صواريخ كاتيوشا والعثور على سبعة صواريخ جهنم، دون أن يذكر اعتقال أو قتل مسلحين.والإنزال الأخير، هو الأول بعد إعلان تحرير الحويجة في تشرين الاول 2017، فيما كانت القوات الامريكية قد شنت قبل التحرير بعامين إنزالاً مشابهاً في نفس المدينة، وقيل حينها إن العملية أسفرت عن تحرير 70 معتقلا عراقياً كانوا ضمن سجن تابع لـ”داعش”
وعملية الإنزال الجديدة في الحويجة، بحسب مصادر (المدى) أدت الى مقتل 3 قيادات بارزة لداعش بضمنهم “حمد عيدان” و”سلام حسن” وهما من قرية “بريمن”، فضلا عن مقتل مسؤول استهداف أبراج الكهرباء بين كركوك والحويجة خلال العملية.
وتتزامن تلك الاحداث مع تصاعد مواقف قوى الحشد الشعبي، مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق، بإخراج القوات الامريكية من العراق.
في المقابل يؤكد المسؤول المحلي في الحويجة، أن الإنزال لم تشترك فيه قوات عراقية، كما يجري تعتيم كبير حول تفاصيله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here