هل تعود ألدّعوة بعد تفسخها؟

عزيز الخزرجي
بعد ما إنتهي وجود حزب الدعوة عملياً على يد “دعاة اليوم” و فشلهم في قيادة العراق؛ إنبرى بعض المفلسين فكرياً وسياسياً وإجتماعياً بآلدّعوة لعقد مؤتمر عام لأعادةالروح إليها بتشكيل قيادة جديدة كمحاولة لأستلام الحكم مستقبلاً, ولا ندري كيف و من أين و لماذا يستلمون الحكم و هم لا يعرفون فلسفة الحكم في الأسلام؟

فآلقيادات”النّخبة” التي تصدّت جميعها للحكم باءت بآلفشل لدرجة إتهامهم بل ثبوت ألفساد و النهب العلني عليهم و بلا حياء بسبب ضعف الأيمان وفقدان التدبير والمراوغات السياسية لأجل الكرسي وفقدان الحكمة و البصيرة والفكر و الثقافة و العقيدة الصافية في عقولهم لدرجة أنهمتعاونوا بلا حياء مع رأس النفاق البعثي المدعو راعي الغنم خميس الخنجر و جماعته الأرهابيين الذين لم يكتفوا بذبح الصدر والدعاة الميامين بآلامس؛ بل إغتالوا أيضا قرب منصة الأعتصام بالرمادي بعد السقوط وعلى الشارع العام أمام الملأ بحدود 500 عراقي برئ لعدم إنتمائهملمذهبهم !؟

فهل ينفع هذا المؤتمر الذي سيولد ميتاً بشئ .. خصوصاً بعد ما تمّ قتل نهج و فكر الصدر الأول المظلوم عملياً طوال 15 عاماً بآلرغم من وجودهم على رأس الحكم بسبب إنشغالهمبتعبئة الأموال لأرصدتهم ونهب الفقراء المحتاجين وبناء القصور و السفرات وآلتستر على فساد وقواعد الأمريكان بدل دعم وتشخيص الدّعاة الحقيقيين الصّالحين الذين كانوا عماد التحرك قبل و بعد 2003م وآلذين حملوا فكر و فلسفة الصدر بأمان و بأخلاص و لم يبيعوا دينهم بثمنبخس و كما فعل دعاة اليوم بقتلهم لفكر و نهج الصدر؛ بينما صدام على أجرامه وساديّته لم يستطع سوى قتل جسده الطاهر(رض) فقط! فإنا لله و إنا إليه راجعون, و اللعنة الدائمة على دعاة السلطة الفاسدين المتشبثين بإسم الدّعوة التي تفسخت تماماً لفساد مَنْ مثّله للآن لأجلالمال والرّواتب و التقاعد الحرام بعيداً عن الفكر والتخطيط الأستراتيجي الذي لا يعرف دعاة اليوم حتى تعريفها و أبجدياتها ناهيك عن طرق تنفيذها و تفعيلها؟

ورغم إننا قدّمنا على مدى الأعوام الماضية سبل النجاة و مناهج العمل المطلوبة تنفيذها, إلا أنهم لم يفقهوا شيئا منها لأميتهم الفكرية, و اليوم الحل الوحيد بنظرنا بعدتفسخ حزب الدّعوة و خراب البلاد والعباد بسببهم؛ هو محاكمة جميع الدُّعاة الذين مثّلوها في الحكم بغير حقّ و الذين لم يكونوا فقط أهلاً لها؛ بل وجهوا طلقة الرحمة لنهجها المتمثل بنهج الصّدر الأول والأمام الرّاحل الذي لم يبق له اليوم للأسف أيّ ذكر و إحترام حتى فيأوساط العراقيين البسطاء بسببهم, وآلمظاهرة الأخيرة التي إنطلقت في مركز مدينة النجف التي تأسست فيها الدعوة لم يحضرها سوى 10 أعضاء ممّن أسميناهم بدعاة الرواتب و المخصصات و يُمكنك قياس بقية المدن على ذلك النمط ولا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم!

الفيلسوف الكونيّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here