عراقيّون مطلوبون للعدالة يعلنون “حكومة منفى” ويتحدّثون عن انقلاب من ولاية أميركية

بغداد/ وائل نعمة

عاد عبد الواحد رباط آل شنان رئيس أركان الجيش في عهد النظام السابق الى الحياة فجأة بعد سنوات على إعلان مقتله في الموصل. ورشح الأخير لرئاسة “الحكومة الانتقالية العراقية الجديدة” التي أعلن عنها قبل 3 أيام في مؤتمر لمجموعة من العراقيين في الولايات المتحدة يطلقون على أنفسهم “المعارضة”، بحضور أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي.

والحاكم العسكري المقترح (آل شنان)، كانت قد تداولت أخبار حوله بعد 5 أيام من سيطرة داعش على الموصل في حزيران 2014، أفادت بمقتله بغارة عراقية وهو ما نفته عائلته بعد ذلك. وتم تنصيبه من قبل المسلحين محافظاً لنينوى للمرة الثانية.
وآل شنان، هو ضابط برتبة فريق أول ركن من مواليد السماوة، كان آخر محافظ لنينوى قبل الاجتياح الامريكي للعراق، وشغل منصب رئيس أركان الجيش بين عامي 1995-1999.
وأعلن وزير الكهرباء السابق المطلوب للعدالة أيهم السامرائي، عن تسمية آل شنان لرئاسة الحكومة الانتقالية، ضمن المؤتمر الذي عقد السبت الماضي في ولاية مشيغان الامريكية، وضم بضع عشرات ممن يطلقون على أنفسهم “معارضين للحكومة العراقية”.
وبحسب مقاطع مسربة عن المؤتمر، فقد حدث شجار بين الحاضرين، بسبب إصرار السيناتور الامريكي جيمس كوتي عمدة مدينة وارن الأمريكية، على الإشادة بنظام صدام واستنكار ماحدث في عام 2003، في إشارة الى الاجتياح الامريكي للعراق.
وعلى وفق مقاطع الفيديو، فقد رفض عدد من الحضور كلمات السيناتور، ووصفوا صدام حسين بـ”المجرم” ما أدى الى إخراجهم بالقوة من قاعة المؤتمر، ليعود كوتي الى الإشادة مجدداً بزمن النظام السابق.
وظل المطرودون من المؤتمر خارج البناية، وقالوا في مقاطع مسجلة تابعتها (المدى) إن “المؤتمر هو للبعثية ولتمجيد نظام صدام”. وتابعوا: “سنبقى هنا الى أن نُفشل المؤتمر وخططهم”.

لا يمكن لوم واشنطن
من جهته قال عامر الفايز، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب في حديث لـ(المدى) انه “لايمكن تحميل الولايات المتحدة مسؤولية عقد المؤتمر، لأن القوانين هناك تسمح بحرية التعبير لأي جهة”، مشيرا الى أن “أعضاء مجلس الشيوخ الذين حضروا المؤتمر لم يحضروا بصفتهم الوظيفية وإنما الشخصية”.
وعلى هذا الأساس يقول الفايز انه لايمكن للحكومة العراقية تقديم رسالة احتجاج الى السفارة أو الحكومة الامريكية، لكنه يقول إن “تلك المؤتمرات يمكن ان تتبناها دول أخرى متضررة من مواقف الحيادة للعراق تجاه أزمات المنطقة”. ودعا عضو لجنة العلاقات الخارجية، المعارضين العراقيين إلى عقد مؤتمرات في الداخل، خصوصاً أن “العراق بلد ديمقراطي ويتقبل كل الآراء والاتجاهات السياسية”.

وزير مطلوب للعدالة
وبحسب التسريبات عن المؤتمر الذي عقد برعاية ما يعرف بـ”اللجنة العراقية الامريكية للصداقة”، فقد ألقى وليد الراوي، وهو عراقي مقيم في فلوريدا، ويقدم نفسه كمحلل أمني في عدد من المحطات العربية كلمة في المؤتمر. كما انتقد الصحفي العراقي مظهر عارف تدخل إيران في الشأن العراقي.
من جهته أشار أيهم السامرائي، خلال المؤتمر، الى قناعة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بجعل العراق مستقلاً عن إيران ودول المنطقة.
وأضاف السامرائي المحكوم عليه بالسجن الغيابي لسبع سنوات، ان الرئيس الامريكي مع إعادة ترتيب الجيش العراقي وإنهاء التأثير الإيراني على القرار السياسي وإعادة بناء كل البنى التحتية بالاعتماد على الشركات الامريكية العملاقة.
إلى ذلك قلل كامل الدليمي، وهو نائب سابق عن الانبار في حديث مع (المدى) من أهمية مثل تلك المؤتمرات. وقال انه “لايوجد معارضون حقيقيون للنظام السياسي، وأيهم السامرائي هو من ضمن التغيير الذي حدث بعد 2003 وليس معارضاً”. وكانت قد تأسست في مؤتمر علني عقد في تركيا عام 2016، ماتعرف بــ”الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية”، التي ضمت 14 كياناً من الجماعات والأحزاب والشخصيات المستقلة، بحسب ما جاء في بيان المؤتمر حينها. ورأس الهيئة عبدالناصر الجنابي، النائب السابق في البرلمان، فيما رأس مجلس الشورى فيها محمود السامرائي، أما الناطق الإعلامي باسمها فهو العقيد السابق مازن السامرائي، وهم لم يحضروا المؤتمر الأخير المنعقد في ميشغان.
وكانت الهيئة التي يرأسها الجنابي، قد دعت الشهر الماضي، إلى تشكيل حكومة منفى “تؤسس لحكومة انتقالية مؤقتة” مدنية أو عسكرية، وهو مطلب متشابه تقريبا مع مخرجات مؤتمر ميشغان، الذي وجه رسالة الى دونالد ترامب لدعم الحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة آل شنان، بحسب بيانات نشرها الحاضرون. لكن كامل الدليمي يصر على أن من مثل تلك المؤتمرات “غير مؤثرة” وأنها تهدف الى “إشغال الرأي العام والحكومة العراقية” عما تخطط له الولايات المتحدة في الايام المقبلة.
وتابع قائلا إن “هناك تسارعا في زيادة وتوسيع القواعد العسكرية الامريكية في العراق، ونخشى من تحول العراق الى ساحة حرب بين الولايات المتحدة وإيران”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here