(ايران والسنة).. مصلحتهم (اثارة العداء بين الشيعة وامريكا).. بالعراق.. (لهدفين متناقضين)

بسم الله الرحمن الرحيم

سقط حكم السنة بالعراق.. يوم نجحت قوى باثارة العداء بينهم وبين امريكا، بشكل يؤدي لكسر عظم.. فسقط عام 2003.. ليس فقط حكم صدام والبعث.. بل .. سقط حكم السنة العرب انفسهم.. الذيدام لقرون.. وليس فقط لعقود بالعراق .. فغباء صدام انه ربط مصير السنة بنفسه ونظامه.. بدون ان يضع بنى تحتية تضمن للسنة امنهم ووجودهم حتى بعد سقوطه.. وكذلك اخذه الغرور بشكل دمر اقرب المقربين له.. ومكونه السني نفسه.. كالغرور الذي يصيب اليوم (من يحكم من مليشياتواحزاب محسوبة شيعيا بالعراق، متكئين على ايران التي تستهدف جني ثمار صفقات اقليمية عبر وسائل ضغط على امريكا وعبر مخالبها التي زرعتها بالعراق كالمليشيات والاحزاب الموالية لها)..

غير مدركين بان العداء الغير مبرر ضد امريكا سيؤدي لسقوط حكم محسوب شيعيا من جذوره.. وخاصة لفقدان هذه الاحزاب والمليشيات شعبيتها عكستها المقاطعة الكبيرة للانتخابات بوسط وجنوب،والمظاهرات التي خرجت بين الشيعة انفسهم ضد مقرات هذه الاحزاب ومليشياتها.. فاصبح حالهم حال صدام الذي اعتمد على (خمس حلقات امنية عسكرية مخيفة وملايين من فدائيوا صدام وجيش القدس واشبال صدام.. الخ).. ولم تنفعه كل ذلك وتخبروا.. بلمح البصر باسبوعين..

ودائما نذكر بتجربة الروس بالاتحاد السوفيتي الذين حكموا السوفيت عبر الفدرالية الروسية، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي لم يسقط الروس بحكم انفسهم.. ولم تستطع الشعوب التي كانت خاضعةللاتحاد السوفيتي.. من الانتقام من الروس للجرائم التي قاموا فيها خلال حكمهم التي وصلت بقتل ملايين من شعوب السوفيت على يد استالين مثلا.. كل ذلك بسبب (ضمان الروس لانفسهم عبر فدرالية خاصة بهم تحولت لجمهورية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي)..

ومن تجربة التاريخ.. كاد الشيعة يحصلون على الحكم بعد سقوط حكم العثمانيين .. لولا هيمنة (مرجعيات اجنبية ايرانية) على مصادر القرار الشيعي بالعراق.. ليعود الحكم للسنة عام 1921.. باستيراد حاكم سني (مسلفن) فيصل الاول ابن ملك الحجاز.. ليسلم حكم العراق.. على جماجم (الشيعة العرب) الذين شاركوا بنكسة العشرين.. (اي ثار الشيعة على الانكليز فاستلم السنة الحكم).. بعد (رفض المرجعيات العجمية مشاركة الشيعة بالحكم).. فماذا تفعل بريطانيا التي تريداعادة الانتشار بالمنطقة.. مما تطلب ان تترك حكومة بالعراق.. يديرها اهلها.. فلم تجد غير (البرغماتيين السنة العرب كعبد الرحمن النقيب) وضباط سنة عملوا بالجيش العثماني سابقا.. كجعفر العسكري ..

مختصر القول .. ايران والسنة .. يستهدفون اثارة العداء بين الشيعة العرب ..وامريكا بالعراق .. لهدفين متناقضين:

1. ايران.. تستهدف اثارة العداء ضد امريكا بين الشيعة العرب بالمنطقة والعراق، كورقة ضغط على امريكا، لجني مكاسب.. ضننا منها بان ترامب كاوباما.. وضنامنها ايضا بان في كل مرة تسلم الجرة.. واظهار نفسها لاعب قوي اقليميا.. وجني صفقات جديدة.. باي صفقات بالمنطقة.. منها الضغط على ترامب من اجل البرنامج النووي الايراني، وضمان ممر بري لطهران للمتوسط عبر العراق وسوريا.. وبقاء مكاسبها بالعراق التي تهيمن عليه ايراناقتصاديا وسياسيا وعسكريا (وايران لا تخفي ذلك)..

وكذلك بخصوص ملف (الحصار الاقتصادي الخانق على ايران).. وملف التمدد الايراني بالمنطقة .. ومنع دعم امريكا (لاسقاط النظام الايراني نفسه).. وملف دعم الحرس الثوري الايراني.. لجماعاتالعنف كطالبان وحماس والمليشيات بالشرق الاوسط.. وفي كل ذلك (لا تخفي ايران اي من هذه الملفات) ولكن تريد المساومة عليها.. لمصالح ايران القومية العليا.. وكلنا نتذكر بان ايران فتحت علاقات مع نظام صدام والبعث بالتسعينات بعد اكبر مجزرة بتاريخ الشيعة الحديث التيحصلت بقمع صدام للشيعة بانتفاضة اذار عام 1991.

علما ان ايران اثبتت باستعدادها بحرق العراق وسوريا واليمن وكل بقعة تصل لها يديها.. لمصالحها القومية العليا، وفعلت ذلك مع الاسف.. وجعلت تلك الدول مجرد مستعمرات لطهران وسوق استهلاكيةلبضائعها ومكب لتجارة المخدرات والسلاح الايراني المهرب لتلك الدول.. ومرتع لمرتزقتها الذين تشرعهم كمليشيات بهيئات حكومية بتلك الدول.. وساحة لتصفية حساباتها الدولية والاقليمية ..

2. السنة العرب.. يستهدفون اثارة العداء بين الشيعة وامريكا.. ويتمنون ان تصبح (كسر عظم).. كوسيلة لعودتهم للحكم.. وهذا ما نشير اليه منذ سنوات، واكده ابراهيم الصميدعي اخيرا بان (سياسيين سنة بتحالف البناء المحسوب شيعيا الموالي لايران) اتصلوا بالصميدعي طالبين منه عدم التهدئة بين الحشد وامريكا، وقالوا له (شدخلك.. خليه تعلك بيناتهم) اي (ضع النار على الحطب ليتصادم الشيعة وامريكا).. كجسر لعودة لحكم السنةبالمحصلة كبديل عنهم.

ليتبين بان الشيعة العرب (25 مليون شيعي) بمنطقة العراق مجرد حايط انصيص.. ومشاريع للحرق والقتل والابادة.. لمصالح بعيدة عنهم.. وبالضد من مصالحهم.. نتيجة هيمنة ايران على مصادر قرارهم.. ووقوعهم بين مطرقة الارهاب السني وسندان ومطرقة ايران معا.. فحتى الارهاب السني جاء للعراق بعد عام 2003 بضوء اخضر ايراني، باعتراف المالكي الذي اتهم سوريا بدعم الارهاب منذ عام 2003.. وتسهيل دخول الارهابيين للعراق..

والشيء بالشيء نذكر.. بان العلة ليس بصدام.. فصدام ضحية وليس جلاد..

(فصدام ابن بيئته).. (ولو هيمن احد معارضيه بدون منازع على الحكم بالعراق لكانوا صدام).. فاذا هم لا يحكم كل منهم بصورة مطلقة وكونوا مافيات وسلطة لهم صدامية بامتياز.. فكيف الحاللو هيمنوا على الحكم المطلق على العراق..

ونقصد (بان صدام ضحية) بان الثقافة والبيئة هي التي خلقت صدام الذي نعرفه.. فلو كان هناك عدل لحوكمة البيئة نفسها.. فثقافة تمجد بحكام وملوك وخلفاء بنوا القصور والصروح الخاصةبهم.. وبغزوات واحتلالات قام بها قادة (عرب ومسلمين).. فتكوا بها بالملايين.. ليبرزون بالتاريخ (كقادة اقوياء موحدين للدول التي هيمنوا عليها).. ومناهج دراسية تمجد بدول وامبراطوريات قامت على الجماجم كالعباسيين والامويين وبصلاح الدين الايوبي الذي اباد دولة شيعيةمن الوجود بشمال افريقيا.. فماذا كنا نتوقع بعد ذلك ان ينولد بالمجتمع (فالكارثة صدام نموذج وهناك ملايين من الذين تربوا ليكونون صدام).. عبر قرون..

وكذلك صدام ابن بيئة (تتاجر بغباء بالعداء ضد اسرائيل لخاطر عيون الفلسطينيين الذين يمجدون بالطغاة بالعراق).. ونشير بان العداء ضد اسرائيل اساسه (هو استغلال جهل الناس).. فضرورةالعلاقات بين (العراق واسرائيل).. (لكشف المنافقين) .. وانهاء المتاجرة بالقضية الفلسطينية.. فاليهودي كوهين الذي صرح عن وفود عراقية زارت اسرائيل اخيرا.. وصرح كوهين بان (اكثر الناس عداءا لاسرائيل) (اكثرهم انبطاحا لتل ابيب) العراق مثالا..

فالتاريخ اثبت لنا بان كل حاكم يعدم الحاكم الذي قبله لضمان حكمه و ليس لاخذ ثار المظلومين..

بمعنى الحاكم يعدم من سبقه.. ليضمن كسر معنويات اعوان الحاكم السابق.. لذلك نجد (الرعديد نوري المالكي) يتبختر باعدام صدام.. في وقت هو اعدم سجين مهتلف اسمه صدام حسين سلمه الامريكانله، اما (بوش الرئيس الامريكي فهو من اعدم بتوقيعه اسقاط نظام مهول اسمه نظام الدكتاتور صدام التكريتي، كان امثال المالكي ينرعبون من الوصول للحدود العراقية بزمن حكمه).. فبوش جند تحالف دولي ومئات الالاف الجنود ومئات الطائرات والاسلحة الحديثة والاقمار الصناعية.. في وقت كان نوري المالكي ومعارضي الطاغية صدام مهتلفين بدرابين طهران ودمشق ويعيشون على الضمان الاجتماعي في اوربا..

ليطرح سؤال (هل المشكلة هي صدام.. ام الوهم بان مشاكلنا وراءها صدام)..

من كل ذلك نشير .. لمن ينتقد الوضع.. عليه ان يضع حلول حقيقية..

وهذه الحلول يجب ان تكون بعيدا عن النثريات والشعارات الرنانة والوطنيات الفارغة والوحدة البائسة.. بل عليه ان يضع البنى التحتية والاليات لتحقيق ذلك.. وان ياخذون تجارب التاريخ مثالبعد سقوط بني امية.. جاء العباسيين واجرامهم ايضا.. كما سقط الطاغية صدام فجاء من بعده معارضيه الفاسدين .. السؤال اين العلة؟

فاولا: هل المشكلة هي اسقاط صدام؟؟ ام المشكلة بمن جاء بعد سقوط صدام؟؟ هل المشكلة هي صدام.. ام الوهم بان مشاكلنا وراءها صدام؟ ثانيا: هل المشكلة ان امريكا نسقت مع ايران او غير ايرانلاسقاط صدام؟؟ ماذا كان يريد الشيعة والكورد (اليس اسقاط صدام)؟؟ اذن المشكلة اين؟؟ ثالثا: امريكا بعد عام 2003 تعاملت مع من انتخبهم ملايين من شعوب منطقة العراق باصابعهم البنفسجية.. ولكن الكارثة ان هؤلاء تمادوا بذلتهم لايران.. وعضوا يد امريكا التي مدت للشيعة بالعراق.. رابعا: لماذا سمحت امريكا لايران باختراق العراق ويكون لها نفوذ قوي؟؟ السؤال هل فعلا امريكا فعلا ذلك ؟؟ وهل فعلا امريكا من سمحت لايران؟؟ ام شيعة فتحوا ابوابهم واصواتهم للايرانيين ؟؟ وسنة عرب فتحوا ابواب بيوتهم ومناطقهم للارهابيين.. الجواب / ايران ارسلت رسالة عبراجنداتها التي ارعبت الشارع الشيعي بالعراق (بان القرار الشيعي يمر من قم وليس طهران، والقرار العراقي يمر من طهران وليس بغداد).. فماذا كنتم تريدون من امريكا ان تفعل؟ وايران عبر حلفاءها احتضنت الارهابيين السنة بسوريا حليفتها وسهلت دخولهم للعراق لسنوات بعد عام 2003.

خامسا: عدم لقاء ترامب مع من تتبختر ايران بانها غلبت امريكا بهم (3 مقابل صفر)؟؟ ماذا يشير ؟؟ القصد بان امريكا كانت تتعامل مع حكومات يفترض انها جاءت بالانتخابات.. ويلتقي الرئيس الامريكيمع نوري المالكي وامثاله.. فيظهر للبعض بان (هناك تنسيق ايراني امريكي عبر هؤلاء)؟؟ ولكن اليوم ترامب لم يلتقي بهم اصلا ليقطع عرق كما يقال.. ام ماذا؟

تنبيه:

لتطرح هنا ومضة .. (صدام تقارب مع ايران واستعدى امريكا) كانت نهايته.. و(من يحكم اليوم يستعدون امريكا ويتحالفون مع ايران.. بل سلموا العراق بما حمل لايران وضحوا بشعوب العراق.. ومستقبل اجيالهم لمصالح ايران القومية العليا) فماذا نتوقع من مصير لهم غير الخزي والعار والسقوط.

…………………..

واخير يتأكدللشيعة العرب.. بمنطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعاملبعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبيوالطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

ـ(20) نقطة قضية (شيعة العراق).. (تاسيس كيان للوسط والجنوب) (واسترجاع الاراضي والتطبيع) – sotaliraq.com

Iraq, latest news and opinion from Iraq. ـ(20) نقطة قضية (شيعة العراق).. (تاسيس كيان للوسط والجنوب) (واسترجاع الاراضي والتطبيع)

www.sotaliraq.com

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here