عفرين غارقةٌ في مستنقع انتهاكات مسلحي الفصائل السورية.. وصرخات الاستغاثة لا تلقى آذاناً صاغية

ترتفع وتيرة عمليات النهب والسلب والسرقة الممنهجة على يد مسلحي الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا في منطقة عفرين بكوردستان سوريا بشكل مضطرد، في استمرارٍ للانتهاكات الجسيمة والجرائم التي يرتكبها أولئك المسلحون بحق المواطنين الكورد في عفرين، دون أي رادع، ودون أن تلقى صرخات الاستغاثة آذاناً صاغية.

وأكدت مصادر محلية من داخل منطقة عفرين، بأن “هناك عمليات مخططة وممنهجة للنهب والسرقة في عفرين تهدف لسلب مزارعي المنطقة محاصيلهم الزراعية بالكامل”.

وأضافت المصادر ذاتها أن “مسلحي الفصائل السورية المذكورة يسرقون أموال وممتلكات المواطنين الكورد في عفرين تارةً، ويسلبونها تحت مسمى (الضرائب) تارةً أخرى”.

ففي قرية “بريمجة”، فرض المسلحون ضريبةً بالقوة على كل منزل مقدارها “تنكة زيت زيتون”، وفي قرية “روتا”، استولى مسلحو فصيل “سمرقند” بقوة السلاح على كافة أشجار الزيتون، ونهبوا المحاصيل.

كما أقدم قائد فصيل “الجبهة الشامية”، المدعو “أبو أصلان”، على نهب وسرقة منازل جميع النازحين في قرية “ميركان”، وقد وُزعَ قسمٌ من تلك المسروقات على العوائل العربية التي تم توطينها هناك.

أما في قرية “كفرشيلة”، فأقدمت مجموعة من المسلحين يقودهم المدعو “معتز”، باعتقال عدد من العجائز والمُسنين لأنهم لم يتمكنوا من تأمين “الأتاوة” التي فرضها أولئك المسلحون، ومقدارها 800 “تنكة زيت زيتون”.

وأكدت عدة مصادر محلية، بأن عدداً من العجائز والمسنين أُطلق سراحهم مقابل “فدية” بلغت 300 ألف ليرة سورية عن كل شخص.

ناحيةُ “شرا” لم تكن بمعزل عن تلك الانتهاكات، ففي عدد من القرى التابعة لها، أقدم مسلحو الفصائل السورية التابعة لتركيا باقتحام كافة المنازل، وسلبوا زيت الزيتون منها، فيما تركوا 3 “تنكات زيت” فقط لكل منزل، بحسب المصادر ذاتها.

كما كشفت المصادر أن تركيا، ومن خلال تُجار أتراك، تُصدر زيت الزيتون المسروق من عفرين، إلى أوروبا.

من جهتها تؤكد المؤسسات والمنظمات المحلية في عفرين بكوردستان سوريا، أن مسلحي الفصائل السورية التابعة لتركيا نهبوا وسرقوا 60% من محاصيل الزيتون في الموسم الحالي، وأضافت أن تركيا أغلقت كافة طرق تصدير زيت الزيتون من عفرين، باستثناء الأراضي التركية، أما كميات زيت الزيتون التي تنجو من النهب والسرقة، فيشتريها مسلحو الفصائل المذكورة والتجار التابعين لهم بأسعار أقل من أسعارها الحقيقية بمقدار 25%، ويصدرونها إلى تركيا.

وتسيطر الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا على منطقة عفرين بكوردستان سوريا منذ تاريخ 18/3/2018، بعد أن خاضت معارك عنيفة مدعومةً بالجيش والطيران التركيين ضد وحدات حماية الشعب الكوردية استمرت 58 يوماً.

وبعد سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين بكوردستان سوريا يوم الأحد 18/3/2018، بدأ مسلحو تلك الفصائل بنهب وسلب وسرقة كل شيء، بدءاً من الدجاج والمواشي، وصولاً إلى السيارات والآليات الزراعية وأثاث ومحتويات المنازل، ومع انطلاق موسم الحصاد، يبدأ مسلحو تلك الفصائل بنهب وسلب المنتجات الزراعية، ومحاصيل الزيتون والرمان أيضاً، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب واضطهاد وخطف المواطنين واقتحام بيوتهم وانتهاك حرماتها دون أي رادع، ووسط صمت دولي مطبق.

ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here