عندما يشارك الصمت بالجريمة

عباس البخاتي

رغم الصخب الدائر حولي, وزحمة الحياة وتكدس الأفكار في مخيلتي وتنوع وسائل الإتصال وكثرة المصطلحات، إلا أني أشعر بالعيش في فضاء من العدم.

انه حيز واسع من العدم رغم إمتلائه بالضجيج الذي لا طائل منه ,كونه يجسد مشهدا من صرح عال من ( السكراب) الفكري .

كلما هممت بالكتابة في شأن ما تنهزم المفردات مني وكأنها تقول نحن ربيبات البلاغة الإ متىٌ سنبقى مادة دسمة للكذب الصريح؟

حاولت لملمة أشلائي المبعثرة على مشارف اليأس متحسسا جوارحي هل أنا موجود؟.. نعم موجود أفكر وأتأمل جمال صنع الخالق في مخلوق يجيد توظيف المعاني لإشغال المتلقي في ما يتحدث به من مثاليات, كتلك التي نسمعها من البيانات الختامية لمؤتمر الجامعة العربيةوالتي تؤكد على الارتقاء بالعمل العربي المشترك, والتأسيس للمشاريع التنموية والنهضة العمرانية, وكأن أحدهم يبتغي نسخ تجربة الرحمن في عالم الملكوت وينشئ جنة أخرى على الأرض!

عذرا أصحاب المعالي والفخامة والنيافة .. إن أسأت الأدب في محضركم المبارك فتلك واقعيتي التي ربيت عليها.

اعلم أنكم أبناء “الإتيكيت” والسائرون عليه بما تمليه عليكم أعراف “البروتكول” وهذا شأنكم الخاص, لكنه لا يساوي عفطة عنز في نظر الحاج وهيب والد البنات الخمسة المعاقات, والذي يدفع شهريا ما لا يعلمه إلا خالقه لتوفير علاجهن.

سادتي الأعاظم إن ما أبديه من جرأة في كلامي هو ثقة مني بانشغالكم عني في أمور لا يفقهها أمثالي.. كالحسابات الختامية والإنفتاح الإقليمي وتعزيز اللحمة الوطنية.. ولم يك إستثماراً لحرية التعبير عن الرأي التي تكاد تكون الحسنة الوحيدة التي منحتموناإياها .

يامن أتيتم من أماكن متفرقة وتنتمون لمشارب شتى وبكم أصبح البلد أشتاتا.. هل من عودة ضمائركم للصحوة من سبيل ؟

حين أسمع ترهاتكم ثم أرى “حرصكم الشديد” على بلد الأنبياء والأولياء أشعر بالصدمة التي سرعان ما أفيق منها لأقارن الواقع مع ما تدعون .

سادتي كل منكم يدعي الانتماء لأصحاب الرسالات لكنكم تغافلتم عن دعواتهم في ما يتعلق منها بإقامة الحق والعمل بالصدق وإنصاف المظلوم ومحاربة الفساد وكبح جماح الظالم فأينكم من ذلك؟!

أعلم أن البعض منكم لا علم لهم بما يجري لأن الحاشية منعت عنه رؤية ما خلف الأسوار المخملية.

ما يثير العجب هو أن كل يرى العراق حسب ما يمليه عليه معتقده السياسي أو الطائفي أو ما تحدده له الإرادة الخارجية.. لكني ومن هم ببساطتي نرى العراق كما هو مذ عرفناه انتماءً في أوائل سني دراستنا, وخريطته كما هي في أذهاننا مذ رسمناها في الصف الخامسمن نفس المرحلة, فما الذي جرى وغير الأحوال كلها؟!

حالة الحاج وهيب.. وسكوتنا عنها, وقبولنا لأمثالها, هو ما غي أحوالنا, وستنقلب بنا ان بقي صمتنا مستمرا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here